قبل عقد من الزمن تداول العالم أجمع خبر افتتاح واحدة من أضخم وأجمل دور الأوبرا في العالم.. ليس في أوروبا، ولا في بلاد الموسيقار الكبير تشايكوفسكي أو موزارت ولكن في سلطنة عمان، في الجنوب الشرقي من جزيرة العرب، وفي نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كان الخبر مثار إعجاب واهتمام الصحف العالمية بالنظر إلى ما تشكله الفنون والآداب من علامة فارقة في بناء التصورات الذهنية عن الدول وما وصلت إليه من حضارة راقية. وخلال أكثر من عقد من الزمن أسهمت دار الأوبرا السلطانية مسقط عبر العروض التي استضافتها، والتي أنتجتها واستقطبت كبار الموسيقيين في العالم أجمع من الولايات المتحدة حتى اليابان؛ في بناء صورة ذهنية مختلفة ليس لسلطنة عمان فقط ولكن إلى حد كبير لمنطقة الجزيرة العربية والعرب عموما؛ إذ غيرت الصورة النمطية التي كان يرسمها الآخر للمنطقة على أنها مجرد صحراء لا تنتج إلا نفطا أسودا.. رغم أن هذا النفط الأسود يعادل اليوم في هذا المنعطف التاريخي والوجودي للغرب الحياة بحقيقتها وليس برمزيتها الداخلية والاستعارية في وجدان البشر. وعرف العالم أن وسط تلك الصحراء ثمة الكثير من الفنون والآداب الراقية وثمة موسيقى عذبة تكشف عن حساسية إنسانية مفرطة في الإبداع.
وخلال ثلاث سنوات مضت استطاع فوز الروائية العمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر العالمية للرواية أن يعرف بالأدب العماني ويلفت أنظار الكثير من الثقافات إليه، ولذلك أخذ المترجمون في العالم يبحثون عمّا يمكن ترجمته من الأدب العماني ليس فقط إلى اللغة الإنجليزية ولكن إلى لغات أخرى بعضها لغات مجاورة ولكنها لم تلتفت قبل ذلك إلى أدب عُمان سواء في الرواية أو الشعر. ورغم ريادية هذه النماذج إلا أنها تبقى نماذج عن حالات ثقافية عمانية كانت لها قدرة في تغيير الكثير من الصور النمطية وبناء تصورات جديدة بمعطيات حقيقية.
إن الفنون والآداب بما تحمله من خلاصة التجربة الإنسانية والحضارية لشعب من الشعوب قادرة أن تصل إلى كل مكان متجاوزة الجدران التي تبنيها السياسة وصراع الأيديولوجيات بقصد أو بغير قصد، ولذلك فإن الاهتمام بها اهتمام بالعمق وليس مجرد ترف أو موجة عابرة ناتجة عن اهتمامات شخصية.
وعندما تستضيف سلطنة عمان فعاليات ثقافية وفنية عالمية «مثل حفلات توزيع جوائز الآغا خان هذه الأيام»، أو تنشئ جوائز في المجالات الثقافية والأدبية والفنية والمعمارية «مثل جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري» فإن ذلك يأتي في سياق البناء التراكمي للثقافة العمانية.
وسلطنة عمان دولة غنية بالفنون والآداب ولديها تراث ثري سواء في الشعر أو في النثر أو الموسيقى، وما يحدث الآن هو تتويج لتراكم أدبي وفني طويل.. ولذلك فإن مشروعاتها الثقافية لا ينظر إليها في كل مكان بوصفها مجرد ديكور لا ينتمي إلى المكان الذي ظهر فيه، بل بوصفها خارجة من عمق المجتمع والإبداع الإنساني فيه.
ومن المهم أن يستمر البناء في هذا الجانب سواء بإنشاء المكتبة الوطنية بفروعها في المحافظات أو حتى الولايات أو مركز الترجمة العماني من كل لغات العالم، فعُمان في أمس الحاجة إلى كل هذه المشروعات الثقافية إلى جانب المشروعات العلمية والاقتصادية والتعميرية، من أجل أجيال أكثر توازنا بين التوجهات العلمية والتكنولوجية وجوانب العلوم الإنسانية بما فيها تلك التي تبني الوجدان وتنمي الخيال والإبداع.
وخلال ثلاث سنوات مضت استطاع فوز الروائية العمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر العالمية للرواية أن يعرف بالأدب العماني ويلفت أنظار الكثير من الثقافات إليه، ولذلك أخذ المترجمون في العالم يبحثون عمّا يمكن ترجمته من الأدب العماني ليس فقط إلى اللغة الإنجليزية ولكن إلى لغات أخرى بعضها لغات مجاورة ولكنها لم تلتفت قبل ذلك إلى أدب عُمان سواء في الرواية أو الشعر. ورغم ريادية هذه النماذج إلا أنها تبقى نماذج عن حالات ثقافية عمانية كانت لها قدرة في تغيير الكثير من الصور النمطية وبناء تصورات جديدة بمعطيات حقيقية.
إن الفنون والآداب بما تحمله من خلاصة التجربة الإنسانية والحضارية لشعب من الشعوب قادرة أن تصل إلى كل مكان متجاوزة الجدران التي تبنيها السياسة وصراع الأيديولوجيات بقصد أو بغير قصد، ولذلك فإن الاهتمام بها اهتمام بالعمق وليس مجرد ترف أو موجة عابرة ناتجة عن اهتمامات شخصية.
وعندما تستضيف سلطنة عمان فعاليات ثقافية وفنية عالمية «مثل حفلات توزيع جوائز الآغا خان هذه الأيام»، أو تنشئ جوائز في المجالات الثقافية والأدبية والفنية والمعمارية «مثل جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري» فإن ذلك يأتي في سياق البناء التراكمي للثقافة العمانية.
وسلطنة عمان دولة غنية بالفنون والآداب ولديها تراث ثري سواء في الشعر أو في النثر أو الموسيقى، وما يحدث الآن هو تتويج لتراكم أدبي وفني طويل.. ولذلك فإن مشروعاتها الثقافية لا ينظر إليها في كل مكان بوصفها مجرد ديكور لا ينتمي إلى المكان الذي ظهر فيه، بل بوصفها خارجة من عمق المجتمع والإبداع الإنساني فيه.
ومن المهم أن يستمر البناء في هذا الجانب سواء بإنشاء المكتبة الوطنية بفروعها في المحافظات أو حتى الولايات أو مركز الترجمة العماني من كل لغات العالم، فعُمان في أمس الحاجة إلى كل هذه المشروعات الثقافية إلى جانب المشروعات العلمية والاقتصادية والتعميرية، من أجل أجيال أكثر توازنا بين التوجهات العلمية والتكنولوجية وجوانب العلوم الإنسانية بما فيها تلك التي تبني الوجدان وتنمي الخيال والإبداع.