تشهد سلطنة عمان هذه الأيام حراكا دبلوماسيا كبيرا على مستوى قادة الدول في العالم العربي ومجموعة من الفاعلين في مشهد القضايا الدولية التي ليس آخرها القضية اليمنية والعلاقات العربية العربية. ويعكس هذا الحراك المكانة الكبيرة التي تتمتع بها الدبلوماسية العمانية، إضافة إلى حركة الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها سلطنة عمان، خصوصًا تشجيع الاستثمارات المحلية والدولية وتوظيف الموقع الجغرافي لعُمان ليشكل قيمة مضافة حقيقية.

ويستقبل اليوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أخاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن -حفظهما الله ورعاهما- الذي يبدأ زيارة رسمية تناقش العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتعزيز العمل العربي المشترك، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية التي باتت تؤثر تأثيرا كبيرا في المنطقة واستقرارها الأمني والاقتصادي.

وسبق هذه الزيارة زيارة للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، وسيتبعها زيارات أخرى لقادة عرب ومسؤولين دوليين من مختلف قارات العالم. وهذا الحراك السياسي والاقتصادي مهم جدا لأي بلد، فعلى الرغم من ذهاب الكثير من المحللين للقول إن الاقتصاد هو الذي يوجه السياسة إلا أن الاقتصاد لا يمكن أن يزدهر بين الدول إلا بدافع من الإرادة السياسية، ولا يمكن للاقتصاد أو التنمية أن يزدهرا في أي مكان لا يشهد استقرارا سياسيا ولا تمسكا بمبادئ السياسة الدولية على أقل تقدير.

إن العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية علاقات تاريخية ووثيقة جدا، وزيارة جلالة ملك الأردن من شأنها أن تعزز هذه العلاقات وتدفع بها إلى المزيد من الشراكات الاقتصادية والتنموية، كما أن أنموذج العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية من شأنه أن ينعكس إيجابا على مسيرة العمل العربي المشترك بالنظر إلى المكانة المركزية التي يتمتع بها البلدان الشقيقان بين شعوب العالم العربي، وتلك التي يتمتع بها قائدا البلدين بين إخوانهما قادة العالم العربي.

ويشكل موضوع العلاقات العربية العربية شاغلا مهما في هذا التوقيت من عمر الأمة العربية، وهو توقيت تحتاج فيه الأمة إلى التقارب الأخوي أكثر من أي وقت مضى.

ومن كل ذلك تكتسب هذه الزيارة أهميتها وتستحق كل الاهتمام الذي يحيط بها.