أضحت العلاقات العمانية الإماراتية اليوم تعانق آفاقًا أرحب من التعاون بعد أن وضعت القيادتين في سلطنة عمان والإمارات الأسس الراسخة للانتقال بها إلى مستويات متقدمة تلبي متطلبات المرحلة القادمة وتستشرف المستقبل المشرق ملبية تطلعات الشعبين الشقيقين فيما يحقق المزيد من التعاضد الأخوي والإزدهارالإجتماعي .

وتوجت التأكيدات من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة - حفظهما الله ورعاهما – على عزمهما تحفيز القطاعين الحكومي والخاص إلى العمل على تكثيف الجهود المشتركة من أجل تطوير وتنويع التبادل التجاري والاستثماري، وإقامة الشراكات في مختلف القطاعات وبين أصحاب الأعمال ثمار النجاحات التي حققتها الزيارة التاريخية ، إذ جاء البيان المشترك بين البلدين في ختام الزيارة أمس ليعكس ما حققته من تطلعات وعزم القيادتين على المضي قدما في تعزيز العلاقات وتطويرها في جميع المجالات.

وعكست حفاوة الاستقبال التي أقامها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لأخيه صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة متانة العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط البلدين، وأكدت المباحثات الرسمية واللقاءات الأخوية التي جمعت جلالته مع سموه سعي القيادتين لتعزيزالعلاقات وتنميتها لما يحقق مصالح الشعبين وتطلعاتهما المشتركة.

لقد أثمرت الزيارة عن توقيع 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم بين البلدين شملت الطاقة، والتعاون حول النقل والمواصلات واللوجستيات، والنقل البحري، والتعاون، والاستثمار في مجالات الصناعة، والمجال الثقافي والشبابي، والتعاون في مجالات الثروة الزراعية والحيوانية والسمكية وسلامة الغذاء، والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتدريب المهني، والتعاون في مجال الأخبار وتبادل المعلومات المتعلقة بغسل الأموال والجرائم الأصلية المرتبطة بها وتمويل الإرهاب، والتعاون بين شركة قطارات عُمان وشركة الاتحاد للقطارات، ومذكرات في الاتصالات وتقنية المعلومات وغيرها في مجالات البورصة وأسواق المال، ويشكل حجم هذه الاتفاقيات وشمولية مجالاتها وتنوع مشروعاتها إنطلاقة نحو شراكة مصيرية تؤكد أن عمان وشقيقتها الإمارات في طريق تحقيق التكامل في مختلف المجالات.

إن الإمكانيات التي يتمتع بها البلدان في مجالات النقل والطاقة والاتصالات واللوجستيات وغيرها من أوجه التنمية، سوف تسهم في جعل سلطنة عمان والإمارات نموذجا ناجحا للتعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري، بما يحقق المصالح الاقتصادية والاجتماعية والتجارية.

وإن حجم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتعدد أوجهها ومجالاتها والإمكانيات التي يتمتع بها البلدان من شانها أن توظف لصالح الشعبين وتنمية وإزدهار البلدين الشقيقين ، ولعل مشروع سكة الحديد الرابط بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات هو أحد المشروعات الاستراتيجية التي ستسهم بلا شك في تعزيز العديد من الجوانب اللوجستية بين البلدين، وسيسهم في إيجاد غيرها من المشروعات، التي ستحقق عوائد اجتماعية مهمة خاصة في التنقل والتواصل الأسري، إضافة إلى تعظيم الإستفادة في الجوانب الاقتصادية.

إن مضامين الزيارة التاريخية وحرص القيادتين على تبادل وجهات النظر في تعزيز مصلحة البلدين وتدارس الأمور ذات الاهتمام المشترك، ستكون لها انعكاساتها الإيجابية على البلدين الشقيقين والمنطقة والعالم.