من كنوز الموسيقى العربية كثرة مقاماتها المتوارثة وخصوصية سلمها الموسيقي، وربما توجد إمكانيات إضافية لاستنباط الجديد منها، وهذه ليست فوضى كما يُعتقد، وإنما ميزة وأصل من أصول ثقافتنا العربية الممتدة من وجهة نظري، ولكن في المقابل هناك من يريد اختصارها والتقليل من عددها متأثراً بنظريات معينة، ولعل هذا الاختصار مناسب لحقل التعليم في بعض مراحله وليس لميدان الممارسة والاحتراف.
وهذا النظام الموسيقي المقامي المرن لا تزال الشعوب الشرقية المتأثرة بالحضارة العربية الإسلامية تحافظ عليه، وتعتز به كمعلم من معالم تراثها. وقد نشأت المقامات العربية على مر العصور في ظل ممارسة مرنة وفكر منفتح على مختلف الثقافات. ويطرح العديد من المختصين أرقاما كبيرة لعدد المقامات العربية، ولكن لم يقع في يد كاتب المقال حصرا شاملا للمقامات العربية التي يقدر عددها بالعشرات. وبالرجوع إلى «كتاب مؤتمر الموسيقى العربية 1932» الشهير نجد حصرا لـ51 مقاما، ومن المعروف إن ذلك المؤتمر الشهير لم يقع فيه حصر جميع المقامات من مختلف البلاد العربية، ولكن كان ذلك عملا توثيقيا هاما جدا لعدد كبير من المقامات وسلالمها. ودرجات استقرارها حسب المصدر المذكور هي: اليكاه (ثلاث مقامات)، الحسيني عشيران ( مقام واحد )، العجم عشيران ( ثلاث مقامات)، درجة العراق (ست مقامات)، درجة الراست ( ثمانية عشرة مقاما )، درجة الدوكاه (ستة عشرة مقاما)، درجة السيكاة ( أربع مقامات )، ودرجة الجهاركاة ( مقام واحد).
إن الدرجات النغمية بحد ذاتها نبرات صوتية ومستعملة في موسيقات شعوب الأرض قاطبة، إلا إن كل أمة حضارية من الصين والهند شرقا إلى أوربا غربا رتبتها ترتيبا يتفق مع ذوقها ولغتها المحكية أو بصمتها الصوتية إن جاز التعبير، فتمسكت بما ترسخ لديها من هوية، ولم يحول هذا بينها وبين الانفتاح على الموسيقات الأخرى، كما لم يؤدي بها إلى هدم تراثها تأثرا بنظريات نظام موسيقي آخر. وبهذا المناسبة يتحدث المختصون من أساتذتنا في الموسيقى العربية عن مئات المخطوطات العربية في مجال الموسيقى منتشرة حول العالم، وقد قام العديد منهم بدارسة ونشر بعضها. ومن واقع المسؤولية المشتركة تجاه هذا التراث العربي أتطلع أن تبادر المؤسسات ذات الصلة بالموسيقى في عُمان والبلدان العربية الأخرى بجمع شتاتها وتوثيقها ودراساتها، فكل ذلك التراث هو مرجع لموسيقانا النظرية والتطبيقية وتراث عالمي لا يجب أن نفقد الصلة به شعوبا وقبائل من المحيط الأطلسي غربا إلى بحر عُمان شرقا.
إن في موسيقات البلاد العربية توجد الكثير من المشتركات من جهة، وموسيقات شعوب العالم من جهة أخرى، ولكن لا يجوز هدم ما استقر من مقامات أو اختصارها، واعتبار المقامات الأساسية في بلد عربي ما، هي مقامات أساسية لجميع البلاد العربية الأخرى مهما كان تأثيره. ذلك إن مجموع المقامات المتوارثة في موسيقات الشعوب العربية كافة هي المقامات العربية الفعلية حسب رأي، ولثرائها وتنوع لهجاتها الموسيقية وخصوصياتها الثقافية أتطلع إلى تعاون عربي جماعي لحصرها في موسوعة خاصة بها لتيسير دراستها من قبل طلاب الموسيقى والممارسين على حدٍ سواء في جميع البلاد العربية.
وبالعودة إلى واقع الممارسة فقد استوعب الموسيقيون العرب الموسيقى الغربية بنظامها المعدل، ومنحوها أهمية كبيرة، وأضافت آلاتها طابعا صوتيا جديدا، كما قدمت علومها مثل الهارمونية والكنتربوانتية مجالات إضافية للممارسة الموسيقية العربية الحديثة، ويجري نقاش كبير بشأن هذه العلوم وتطبيقاتها حيث أثار استعمالها في تأليف الألحان الغنائية والآلية العربية جدلا واسعا بشأن ملائمتها للنظام الموسيقي العربي التقليدي. وفي هذا السياق شيدت العديد من البلاد العربية دوراً للأوبرا واسست اوركسترات ومنها سلطنة عُمان، ولم يتبق من هذه الهيكلية الموسيقية غير تأسيس فرق الكورال ويكتمل البناء. إن هذه الدور قدمت للموسيقى فضاء ثقافيا جديدا غير تقليدي استمتع من خلالها الجمهور بأفضل الممارسات الموسيقية العربية وغير العربية، وفي بلادنا أتطلع أن تلعب دورا أكبر في اكتشاف المواهب ورعايتها... للمقال بقية.
وهذا النظام الموسيقي المقامي المرن لا تزال الشعوب الشرقية المتأثرة بالحضارة العربية الإسلامية تحافظ عليه، وتعتز به كمعلم من معالم تراثها. وقد نشأت المقامات العربية على مر العصور في ظل ممارسة مرنة وفكر منفتح على مختلف الثقافات. ويطرح العديد من المختصين أرقاما كبيرة لعدد المقامات العربية، ولكن لم يقع في يد كاتب المقال حصرا شاملا للمقامات العربية التي يقدر عددها بالعشرات. وبالرجوع إلى «كتاب مؤتمر الموسيقى العربية 1932» الشهير نجد حصرا لـ51 مقاما، ومن المعروف إن ذلك المؤتمر الشهير لم يقع فيه حصر جميع المقامات من مختلف البلاد العربية، ولكن كان ذلك عملا توثيقيا هاما جدا لعدد كبير من المقامات وسلالمها. ودرجات استقرارها حسب المصدر المذكور هي: اليكاه (ثلاث مقامات)، الحسيني عشيران ( مقام واحد )، العجم عشيران ( ثلاث مقامات)، درجة العراق (ست مقامات)، درجة الراست ( ثمانية عشرة مقاما )، درجة الدوكاه (ستة عشرة مقاما)، درجة السيكاة ( أربع مقامات )، ودرجة الجهاركاة ( مقام واحد).
إن الدرجات النغمية بحد ذاتها نبرات صوتية ومستعملة في موسيقات شعوب الأرض قاطبة، إلا إن كل أمة حضارية من الصين والهند شرقا إلى أوربا غربا رتبتها ترتيبا يتفق مع ذوقها ولغتها المحكية أو بصمتها الصوتية إن جاز التعبير، فتمسكت بما ترسخ لديها من هوية، ولم يحول هذا بينها وبين الانفتاح على الموسيقات الأخرى، كما لم يؤدي بها إلى هدم تراثها تأثرا بنظريات نظام موسيقي آخر. وبهذا المناسبة يتحدث المختصون من أساتذتنا في الموسيقى العربية عن مئات المخطوطات العربية في مجال الموسيقى منتشرة حول العالم، وقد قام العديد منهم بدارسة ونشر بعضها. ومن واقع المسؤولية المشتركة تجاه هذا التراث العربي أتطلع أن تبادر المؤسسات ذات الصلة بالموسيقى في عُمان والبلدان العربية الأخرى بجمع شتاتها وتوثيقها ودراساتها، فكل ذلك التراث هو مرجع لموسيقانا النظرية والتطبيقية وتراث عالمي لا يجب أن نفقد الصلة به شعوبا وقبائل من المحيط الأطلسي غربا إلى بحر عُمان شرقا.
إن في موسيقات البلاد العربية توجد الكثير من المشتركات من جهة، وموسيقات شعوب العالم من جهة أخرى، ولكن لا يجوز هدم ما استقر من مقامات أو اختصارها، واعتبار المقامات الأساسية في بلد عربي ما، هي مقامات أساسية لجميع البلاد العربية الأخرى مهما كان تأثيره. ذلك إن مجموع المقامات المتوارثة في موسيقات الشعوب العربية كافة هي المقامات العربية الفعلية حسب رأي، ولثرائها وتنوع لهجاتها الموسيقية وخصوصياتها الثقافية أتطلع إلى تعاون عربي جماعي لحصرها في موسوعة خاصة بها لتيسير دراستها من قبل طلاب الموسيقى والممارسين على حدٍ سواء في جميع البلاد العربية.
وبالعودة إلى واقع الممارسة فقد استوعب الموسيقيون العرب الموسيقى الغربية بنظامها المعدل، ومنحوها أهمية كبيرة، وأضافت آلاتها طابعا صوتيا جديدا، كما قدمت علومها مثل الهارمونية والكنتربوانتية مجالات إضافية للممارسة الموسيقية العربية الحديثة، ويجري نقاش كبير بشأن هذه العلوم وتطبيقاتها حيث أثار استعمالها في تأليف الألحان الغنائية والآلية العربية جدلا واسعا بشأن ملائمتها للنظام الموسيقي العربي التقليدي. وفي هذا السياق شيدت العديد من البلاد العربية دوراً للأوبرا واسست اوركسترات ومنها سلطنة عُمان، ولم يتبق من هذه الهيكلية الموسيقية غير تأسيس فرق الكورال ويكتمل البناء. إن هذه الدور قدمت للموسيقى فضاء ثقافيا جديدا غير تقليدي استمتع من خلالها الجمهور بأفضل الممارسات الموسيقية العربية وغير العربية، وفي بلادنا أتطلع أن تلعب دورا أكبر في اكتشاف المواهب ورعايتها... للمقال بقية.