وصلتني رسالة حائرة من إحدى المتابعات حول إجابة عن سؤال متابعة أخرى حول شراء حقيبة يد من ماركة عالمية معروفة، شجعتها عليها، فيما كان الموضوع الذي طرحت ذلك اليوم يدور حول ضبط.

ما نغفل عنه أحيانًا أن صفحات التواصل الاجتماعي مبنية على رسائل مختصرة، لا تسمح بالاسترسال في شرح الفكرة، لهذا بعض الموضوعات التي أطرحها وغيري على هذه الصفحات تكون بالفعل محيرة، يسأل البعض عن استثمار معين فلا نشجعه عليه، في حين قد يسأل آخر بعدها بدقيقة عن الاستثمار ذاته ويجد كل الدعم، قد يجدني البعض أنصحه بادخار 10% من إجمالي الدخل، ثم يفاجأ بأنني نصحت آخر بـ50% أو ربما يزيد.

والسبب بكل بساطة كما يقول المثل الذي استخدمته عنوانًا لهذه المقالة، لا يوجد مقاس يصلح للجميع في الحياة الحقيقية، سواء في برنامج حمية غذائية، أو برنامج تخطيط مالي، فالقرارات المالية التي نتخذها مبنية على كثير من العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، مثل مستوى الدخل، والمرحلة العمرية، وعدد أفراد الأسرة، وما إذا كان المرء هو المعيل الوحيد للأسرة من عدمه، والوضع الوظيفي..الخ، فالفرد على سبيل المثال الذي ذكرته في مقالي السابق، والذي يعاني من الادخار القهري، فيقتر على نفسه وعائلته رغم قدرته المالية ليس مثل إنسان بسيط على الحد الأدنى للأجور ويعيل عائلة كبيرة هو المعيل الوحيد لها، حتمًا سياسة الصرف المقترحة ستكون مختلفة تماما.

كذلك بالنسبة للقرارات الاستثمارية، فالمتقاعد الذي لم يخرج سوى بمبلغ مكافأة نهاية الخدمة، وكم هائل من الديون على عاتقه، وخبرة سنة في مجال معين تكررت عشر سنوات، قدرته على المخاطرة شبه معدومة، إذا ما قارناه بشاب في مقتبل العمر، لديه دخل ثابت قابل للزيادة مع الوقت، وصحة وشباب تؤهله للعمل، ومهارات حديثة تسلح بها، تؤهله للمخاطرة.

بالتالي علينا الانتباه للعبارات الرنانة التي تمطرنا بها وسائل التواصل الاجتماعي، وتقييم ما إذا كانت تصلح لنا من عدمه، سواء كانت وصفة دوائية أو نصيحة مالية، فأحيانا ما يصلح للآخرين لا يصلح لنا وطعام زيد قد يكون سُمًّا لعمرو.