كشفت جائحة فيروس كورونا الدور المحوري والمهم الذي تضطلع به المؤسسات الصحية في جميع دول العالم، الذي كان طوال الجائحة معادلا موضوعيا للاستقرار الأمني، وشاهد العالم كيف أثرت الجوانب الصحية في الاستقرار الاقتصادي للعالم أجمع خلال الجائحة الذي ما زال أثره ممتدا رغم الجهود المبذولة لتجاوزه. ورغم أن الجائحة لم تنته بعد، رغم التعافي الكبير الذي يعيشه العالم إلا أن أهم الدروس التي خرج بها العالم هو ضرورة بناء أنظمة صحية متينة قادرة على مواجهة الجوائح والأوبئة والصمود في وقت الأزمات.

ورغم الأداء الفعال للنظام الصحي في سلطنة عمان الذي مكنه من الصمود طوال شهور الأزمة إلا أن سلطنة عمان خرجت بالكثير من الدروس التي عليها العمل بها خلال المرحلة القادمة. ومن بين تلك الدروس العمل على تقوية البنية الأساسية للنظام الصحي عبر بناء المستشفيات المرجعية الجديدة وبناء المختبرات، وكذلك تشجيع الاستثمار في المؤسسات الصحية أو في الصناعات الصحية التي برزت أهميتها الكبرى خلال الجائحة وكان أحد أهم عوامل تجاوز الكثير من الدول لذروة الجائحة بشكل سريع.

وفي ذروة الجائحة كان حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم قد وجه ببناء مختبر صحي مرجعي وبمواصفات حديثة يكون قادرا على تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية، وفي يناير الماضي وخلال حديث جلالته لشيوخ ولايات محافظة جنوب الشرقية تحدث- أيَّده الله- عن قرب بناء عدة مستشفيات في المحافظات. وأمس كشفت وزارة الاقتصاد عن تفاصيل ثلاثة مستشفيات جديدة من شأنها أن تدعم القطاع الصحي في البلاد، وهي: مستشفى النماء بولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية ومستشفى سمائل في محافظة الداخلية ومستشفى الفلاح في محافظة جنوب الشرقية، وهي مستشفيات مصممة لتخدم قرابة 333 ألف نسمة، بحيث يتضمن كل مستشفى 150 سريرا قابلة للتوسع إلى 300 سرير في المستقبل.

وهذه المستشفيات هي بداية العناية الخاصة الجديدة للقطاع الصحي الذي يوليه جلالة السلطان المعظم عناية خاصة.

وفي هذا السياق لا يمكن للمراقب تجاوز الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الصحة في صناعة الكوادر الطبية العمانية وإعدادها الإعداد المهني المتميز ووضعها في كل جديد في القطاع الصحي، وهنا لا بد من الإشارة للمؤتمرات الأسبوعية التي تعقدها وزارة الصحة في مختلف القضايا الطبية، وهي مؤتمرات تستضيف علماء ومتخصصين في مجالاتهم ليقدموا أوراق عمل تناقش جديد تلك التخصصات الأمر الذي يجعل الكادر الطبي العماني أو العامل في المؤسسات الصحية العمانية مطلعا ومواكبا لكل المتغيرات في قطاعه وتخصصه.

هذا الأمر انعكس إيجابا على الكوادر الطبية العمانية التي أصبحت اليوم في الطليعة وتحولت من مجرد تقديم العلاج ووصفه إلى اكتشافه وتطويره.