من دورة حياة الإنسان وتتالي الحضارات البشرية، نستقي منها دورة الحياة الأزلية التي تطال التفاصيل الأخرى، ومن رحلات البدايات التي لا بدّ لها من نهاية، نعرف الطريق الحتمي الذي يسلكه كل ما حولنا، فكما يقول عالِم النفس الأحيائي إرنست هيكل: "تاريخ الجنين الفرد في الرحم، يختصر التاريخ البيولوجي لأسلافه".
ومن الولادات الجديدة، وانبثاقات الروح في النفس والأشياء نعلم بأمل أن النهايات تحمل في باطنها بدايات وولادات جديدة ستشرق في داخلك.
وكما يتضح جليا لكون البدايات ذات انطلاقات محفوفة بالأمل، نعرفها جيدا عبر ما تخبرنا عنه قوانين الفيزياء؛ حول الانطلاقات السريعة ذات السرعات الأكبر، ومع وجود وسط ومعامل الاحتكاك تبدأ بالتناقص على نحو طردي، يتزايد كلما زاد الاحتكاك.
ونعرف من انبعاثات الكيمياء الحيوية، والمعلومات الدقيقة حول الجينوم البشري، كيف أن النهايات هي من أجل بدايات وولادات أخرى.
وبما أن الأمور تسير على هذا النحو، كرحلة أزلية تتكرر من أعقد الأمور الكونية إلى تفاصيل حياتنا اليومية، وكيف أن البدايات مفعمة بالأمل على عكس اقترابنا من النهايات، التي نشيخ فيها ويشيخ فيها كل ما حولنا كما تشيخ فيها التفاصيل، والتي يجب تجاوزها والإيمان بالفترات الانتقالية التي تأتي بعدها، وهذا ما عبّر وليَم شكسبير عن لغز شيخوخة الأشياء: "كيف سيقاوم عبير أزهار الصيف حصار الأيام القارعة المدمّر".
وكما أن الطب قادر الآن على إعادة الحيوية في أجسادنا، وكما أن صيرورة العلم تحرّك أذهاننا قدما نحو الأمام؛ فإن كتب التنمية البشرية على اختلاف مشاربها، هي "كبسولات بتجليات لغوية" تعيد فينا انبعاثات جديدة، لكي لا تكون نهايتك وتلقى حتفك، بنهاية التفاصيل من حولك، حيث إن الوقوف على النهايات بجوّها الخانق هزيمة معلنة، والتي كان حريّ بها أن تدلّك على البدايات الجديدة، ولكي لا تمتلئ قلوبنا بسواد النهايات التي تضيق بها النفس، دون أن تُشرق فيها البدايات الجديدة التي تتسع لها النفس، فإدراك منظومة البدايات والنهايات المتتالية؛ تمكننا من رؤية العالم بزاوية جديدة وفهم أعمق، فهناك على الدوام شكل أو آخر لتلك البدايات والنهايات.
وبداية من كتب الحضارات القديمة، وسِيَر القادة العظام ذات الأثر الأكبر في التنقلات الحضارية، إلى التوجهات الحالية التي تخاطبك الكتب مباشرة لتكون معنية بتحفيزك ونبش طاقاتك الكامنة، كتلك التي تهديك عبر صفحاتها قوانين القوة، وتعلّمك سمات القادة، وتدلك على عتبة باب الثروة، وأخرى تعيد فيك التوازن عبر تهدئة الروح والنفس، عبر عادات يعملون على تدريبها للناس، محاولين الوصول إلى أعمق نقطة في مشاعرهم، والذي لا يكون التغيير إلا عبرها، نابعا من الداخل العميق جدا، لتشعر بعدها بزهو الأمل لما هو قادم.
وبعد أن كنا نتغنّى باقتباسات روبن شارما عبر وصاياه الخالدة، متأثرين برحلة نجاح أوبرا وينفري، محاولين تطبيق مبادئ النجاح لجاك كانفيلد، لنعرف عن القوة عبر قواعد السطوة لروبرت جرين، لتصبح بذلك كتب التنمية البشرية، والكتب التحفيزية بمثابة مصباح يضيء لنا وِجهتنا، ويكون دليلا مرشدا بتجليات لغوية، لتجد نفسك بعد إنهائه مفعما بالطاقة، ورغم أن وصايا الحكمة والخير هي فطرية إنسانية؛ إلا أن الإنسان بات بحاجة إلى أن تمتد له يد العون دائما.
فيكون لنا وبكل فخر كتاب تنمية بشرية بهوية عمانية، يؤطّر فيها الحكمة عبر صفحات كتاب، نذهب من خلاله عبر مطية الكلمات الحكيمة، وبلغة تحفيزية متحيزة للحاضر، متحررة من الماضي غير آبهة بالمستقبل، صدر كتاب "اليوم أجمل" للدكتور علي السليماني "المدرّب المعتمد في التنمية البشرية"، مفتتحا كتابه: "ألا يعلم هؤلاء أن الكلمة تفوق قوة المدافع والصواريخ، ولها سحرها الخاص ومفعولها الخاص في تغيير الناس"، ليمضي قدما عبر صفحات الكتاب "بآليات تجعل من اليوم كنزا لا مجال للتفريط فيه"، وكما أن البناء المتين لا يقوم إلا على القواعد والجذور العميقة، ذلك الطرف القصي غير المرئي، والذي يكون أساسا متينا لما هو مرئي وظاهري، ولا يتنامى إلا بفعل تراكمات من طوب البنيان المرصوص، فالأحداث هي ذلك الطوب المتنامي؛ الذي لا بدّ له من انطلاقة وبداية حريّ به أن يكتمل ذات يوم وتنتهي مهمتك بنجاح.
فإنه يأخذك في جولة مبتدأها الجذور التي تغذي اخضرار الحياة، بداية يعتز فيها بنفحات الصباح الباكرة كوقود روحي لليوم كاملا ولبقية الحياة، ومن تلك العزلة والخلوة الصباحية البسيطة القصيرة المحفوفة بابتهالات الصباح، متفق مع مقولة أحمد الشقيري: "لديّ قناعة أن الارتقاء الروحي، وتحسين الصلة بالله لا يأتيان إلا بممارسة الخلوة".
وكما أن "شعاراتنا هي قناعاتنا، فمتى ما تغيرت قناعاتنا إلى الأفضل تغيرت سلوكياتنا إلى الأفضل"، فيأخذوا الكاتب عبر رحلة من القناعات المدوزنة، والتي لا يسعك إلا أن تشعر تجاهها بالامتنان، لتكون دليلا يساعدك على التغلب على مخاوفك، منطلقا عبر قراراتك التي تساعدك على النجاح خطوة خطوة، عبر التفكير خارج الصندوق، كما يتكئ على مقولة إبراهيم الكوني: أرذل ضروب العبودية، عبودية نختارها بأنفسنا"، ومنطلقين بلا توقف بحماس البدايات، غير مكترثين بأخطاء الماضي، والتي لا يمكن تغييرها، وبلا أي التفاتة سوى لأهداف المستقبل، يبوح لنا بأسراره عن القادة العظام، وعن مدربي التنمية البشرية حول العالم، الذين يحملون وِسام قوة الكلمة التحفيزية المؤثرة، كسّ روبن شارما حول أحد مفاتيح النجاح، والتي قد لا تُلقي لها بالا، إلا أنها في الحقيقة كعلاج ناجع مجرّب، فيقول: "إن مفتاح النجاح هو الراحة والتعافي لعضلة ضبط النفس، فلا تسمحوا بإجهادها، حيث إن قوة الإرادة لدينا لتكون في أضعف حالاتها حين نكون منهكين، فلا تتخذوا حينها لا القرارات ولا الخيارات"، لنجول بعدها بذاكرتنا وعلى نحو تلقائي لأيام مضت أفلتنا فيها زمام الأمور، فقمنا بهدم بناء كاد أن يكتمل بسبب إغفالنا لهذا الجانب.
ولتكون بعدها صفحات الكتاب مثقلة بالحكايات والمواقف والأمثلة المروية، والتي كانت دوما وعلى مر الأزمان خير معلم للإنسان، فنحن عبر الحكايات نتعلم من تجارب الآخرين، الذين نالوا الجواب فيقدمونه لنا على طبق من ذهب، فهم غالبا ما يحملون في قلوبهم حكايات لا تتشابه مع الآخرين، فوحده البوح وتبادل الحكايات يخفف وطأة ومشقة التعلم بالخبرة، فيختصرون لنا المسافات، لنطوي العمر بإنجازات مخلّدة وبحضور بهي مفعم بالبساطة، وكما يقول نيتشه: الحقيقة لا تقول أبدًا ما لديها، ولا تكشف عما لديها من لطافة الروح إلا في جو من البساطة".
ما يعيد للأشياء قيمتها الحقيقية، بداية بقيمة ذاتك التي يقول عنها وين داير: "قيمة الذات تأتي من شيء واحد، أن تعتقد أنك إنسان ذو قيمة"، لتستنهض الذات من بعدها كل ما له قيمة، فتجعله يطوقك بأمان وثقة.
في حين سادت اللغة المطمئنة النصوص التحفيزية، وكأنها تربت على كتفك لتقول لك بهمس لا عليك، فها هو روبرت شولر يقول: "المشكلات ليست علامات وقوف، لكنها خطوط إرشادية"، لكي لا يستوطن الخوف قلبك من اجتياز عتبة باب الحياة، وليخبرك بعدها عددا من المهارات عبر تراكمات من الخبرة، تختصر عليك عناء التجربة والتجارب الحياتية مدفوعة الثمن، كمهارة التجاهل التي تختصر عليك سنين عمرك، لكي لا يستحيل عقلك لمنصة جدال ما بين أفكارك السلبية، والتي إن انتصرت إحداها فهذا دليل هزيمتك المحققة، فيخبرنا الكاتب عن مقولة لصموئيل بتلر: "واحدة من المهارات الرئيسية في الحياة أن تعرف ما يجب إهماله".
وكما أن كتب التنمية البشرية بتجلياتها اللغوية، وومضاتها الحكيمة الفلسفية، تأخذ بيديك من النهايات إلى البدايات، واللذان يعدان نقيضين ووجهين لعملة الحياة، فنجد بين دفتي الكتب التحفيزية متناقضات من الوصايا، إن دلّت فإنها تدل على أن لكل مرحلة ما يناسبها من المهارات، ولكي لا يستبقني القارئ للإدانة الواهية، فذلك لا يعني إطلاقا الخطأ وعدم الدراية الكاملة، أو نقصان في الثقة وتأرجح بين قطبي الحقيقة، لذا يجد البعض أن قراءتها عديمة الجدوى لما تتضمنه من متناقضات وتكرار، إلا أن ذلك لا يدل على عدم اكتمال الوعي حول ما تعنيه مهمة الكاتب ومهمة القارئ على الجانب الآخر، فعلى القارئ أن يختار لا أن ينساق بلا أي دراية أو إدراك، ليختار وبما يعنيه التوازن والمعرفة الحقيقية باحتياجاته الحالية من منظوم القول وحكمته، في حين تجدك أحيانا منجذبا دون وعي منك إلى نصائح دون الأخرى، بدون مقدرة منك على تبرير الأمر إلا أنك وعلى نحو تلقائي تجدك منجذبا لما يشبه مرحلتك الحالية.
فما على القارئ إلا أن يتجول في سوق الحكمة المعروض عبر صفحات كتب تنمية الذات، وأن يأخذ ما يحتاجه من النصائح، ويزيد حياته بكماليات فلسفية، ويترك لبضاعة القول الأخرى لروادها وزبائنها الذين يعرفون حاجتهم منها، لتنزل أشرعتك بعدها وأنت في بر الأمان، فهي "ككبسولة بتجليات لغوية".
ومن الولادات الجديدة، وانبثاقات الروح في النفس والأشياء نعلم بأمل أن النهايات تحمل في باطنها بدايات وولادات جديدة ستشرق في داخلك.
وكما يتضح جليا لكون البدايات ذات انطلاقات محفوفة بالأمل، نعرفها جيدا عبر ما تخبرنا عنه قوانين الفيزياء؛ حول الانطلاقات السريعة ذات السرعات الأكبر، ومع وجود وسط ومعامل الاحتكاك تبدأ بالتناقص على نحو طردي، يتزايد كلما زاد الاحتكاك.
ونعرف من انبعاثات الكيمياء الحيوية، والمعلومات الدقيقة حول الجينوم البشري، كيف أن النهايات هي من أجل بدايات وولادات أخرى.
وبما أن الأمور تسير على هذا النحو، كرحلة أزلية تتكرر من أعقد الأمور الكونية إلى تفاصيل حياتنا اليومية، وكيف أن البدايات مفعمة بالأمل على عكس اقترابنا من النهايات، التي نشيخ فيها ويشيخ فيها كل ما حولنا كما تشيخ فيها التفاصيل، والتي يجب تجاوزها والإيمان بالفترات الانتقالية التي تأتي بعدها، وهذا ما عبّر وليَم شكسبير عن لغز شيخوخة الأشياء: "كيف سيقاوم عبير أزهار الصيف حصار الأيام القارعة المدمّر".
وكما أن الطب قادر الآن على إعادة الحيوية في أجسادنا، وكما أن صيرورة العلم تحرّك أذهاننا قدما نحو الأمام؛ فإن كتب التنمية البشرية على اختلاف مشاربها، هي "كبسولات بتجليات لغوية" تعيد فينا انبعاثات جديدة، لكي لا تكون نهايتك وتلقى حتفك، بنهاية التفاصيل من حولك، حيث إن الوقوف على النهايات بجوّها الخانق هزيمة معلنة، والتي كان حريّ بها أن تدلّك على البدايات الجديدة، ولكي لا تمتلئ قلوبنا بسواد النهايات التي تضيق بها النفس، دون أن تُشرق فيها البدايات الجديدة التي تتسع لها النفس، فإدراك منظومة البدايات والنهايات المتتالية؛ تمكننا من رؤية العالم بزاوية جديدة وفهم أعمق، فهناك على الدوام شكل أو آخر لتلك البدايات والنهايات.
وبداية من كتب الحضارات القديمة، وسِيَر القادة العظام ذات الأثر الأكبر في التنقلات الحضارية، إلى التوجهات الحالية التي تخاطبك الكتب مباشرة لتكون معنية بتحفيزك ونبش طاقاتك الكامنة، كتلك التي تهديك عبر صفحاتها قوانين القوة، وتعلّمك سمات القادة، وتدلك على عتبة باب الثروة، وأخرى تعيد فيك التوازن عبر تهدئة الروح والنفس، عبر عادات يعملون على تدريبها للناس، محاولين الوصول إلى أعمق نقطة في مشاعرهم، والذي لا يكون التغيير إلا عبرها، نابعا من الداخل العميق جدا، لتشعر بعدها بزهو الأمل لما هو قادم.
وبعد أن كنا نتغنّى باقتباسات روبن شارما عبر وصاياه الخالدة، متأثرين برحلة نجاح أوبرا وينفري، محاولين تطبيق مبادئ النجاح لجاك كانفيلد، لنعرف عن القوة عبر قواعد السطوة لروبرت جرين، لتصبح بذلك كتب التنمية البشرية، والكتب التحفيزية بمثابة مصباح يضيء لنا وِجهتنا، ويكون دليلا مرشدا بتجليات لغوية، لتجد نفسك بعد إنهائه مفعما بالطاقة، ورغم أن وصايا الحكمة والخير هي فطرية إنسانية؛ إلا أن الإنسان بات بحاجة إلى أن تمتد له يد العون دائما.
فيكون لنا وبكل فخر كتاب تنمية بشرية بهوية عمانية، يؤطّر فيها الحكمة عبر صفحات كتاب، نذهب من خلاله عبر مطية الكلمات الحكيمة، وبلغة تحفيزية متحيزة للحاضر، متحررة من الماضي غير آبهة بالمستقبل، صدر كتاب "اليوم أجمل" للدكتور علي السليماني "المدرّب المعتمد في التنمية البشرية"، مفتتحا كتابه: "ألا يعلم هؤلاء أن الكلمة تفوق قوة المدافع والصواريخ، ولها سحرها الخاص ومفعولها الخاص في تغيير الناس"، ليمضي قدما عبر صفحات الكتاب "بآليات تجعل من اليوم كنزا لا مجال للتفريط فيه"، وكما أن البناء المتين لا يقوم إلا على القواعد والجذور العميقة، ذلك الطرف القصي غير المرئي، والذي يكون أساسا متينا لما هو مرئي وظاهري، ولا يتنامى إلا بفعل تراكمات من طوب البنيان المرصوص، فالأحداث هي ذلك الطوب المتنامي؛ الذي لا بدّ له من انطلاقة وبداية حريّ به أن يكتمل ذات يوم وتنتهي مهمتك بنجاح.
فإنه يأخذك في جولة مبتدأها الجذور التي تغذي اخضرار الحياة، بداية يعتز فيها بنفحات الصباح الباكرة كوقود روحي لليوم كاملا ولبقية الحياة، ومن تلك العزلة والخلوة الصباحية البسيطة القصيرة المحفوفة بابتهالات الصباح، متفق مع مقولة أحمد الشقيري: "لديّ قناعة أن الارتقاء الروحي، وتحسين الصلة بالله لا يأتيان إلا بممارسة الخلوة".
وكما أن "شعاراتنا هي قناعاتنا، فمتى ما تغيرت قناعاتنا إلى الأفضل تغيرت سلوكياتنا إلى الأفضل"، فيأخذوا الكاتب عبر رحلة من القناعات المدوزنة، والتي لا يسعك إلا أن تشعر تجاهها بالامتنان، لتكون دليلا يساعدك على التغلب على مخاوفك، منطلقا عبر قراراتك التي تساعدك على النجاح خطوة خطوة، عبر التفكير خارج الصندوق، كما يتكئ على مقولة إبراهيم الكوني: أرذل ضروب العبودية، عبودية نختارها بأنفسنا"، ومنطلقين بلا توقف بحماس البدايات، غير مكترثين بأخطاء الماضي، والتي لا يمكن تغييرها، وبلا أي التفاتة سوى لأهداف المستقبل، يبوح لنا بأسراره عن القادة العظام، وعن مدربي التنمية البشرية حول العالم، الذين يحملون وِسام قوة الكلمة التحفيزية المؤثرة، كسّ روبن شارما حول أحد مفاتيح النجاح، والتي قد لا تُلقي لها بالا، إلا أنها في الحقيقة كعلاج ناجع مجرّب، فيقول: "إن مفتاح النجاح هو الراحة والتعافي لعضلة ضبط النفس، فلا تسمحوا بإجهادها، حيث إن قوة الإرادة لدينا لتكون في أضعف حالاتها حين نكون منهكين، فلا تتخذوا حينها لا القرارات ولا الخيارات"، لنجول بعدها بذاكرتنا وعلى نحو تلقائي لأيام مضت أفلتنا فيها زمام الأمور، فقمنا بهدم بناء كاد أن يكتمل بسبب إغفالنا لهذا الجانب.
ولتكون بعدها صفحات الكتاب مثقلة بالحكايات والمواقف والأمثلة المروية، والتي كانت دوما وعلى مر الأزمان خير معلم للإنسان، فنحن عبر الحكايات نتعلم من تجارب الآخرين، الذين نالوا الجواب فيقدمونه لنا على طبق من ذهب، فهم غالبا ما يحملون في قلوبهم حكايات لا تتشابه مع الآخرين، فوحده البوح وتبادل الحكايات يخفف وطأة ومشقة التعلم بالخبرة، فيختصرون لنا المسافات، لنطوي العمر بإنجازات مخلّدة وبحضور بهي مفعم بالبساطة، وكما يقول نيتشه: الحقيقة لا تقول أبدًا ما لديها، ولا تكشف عما لديها من لطافة الروح إلا في جو من البساطة".
ما يعيد للأشياء قيمتها الحقيقية، بداية بقيمة ذاتك التي يقول عنها وين داير: "قيمة الذات تأتي من شيء واحد، أن تعتقد أنك إنسان ذو قيمة"، لتستنهض الذات من بعدها كل ما له قيمة، فتجعله يطوقك بأمان وثقة.
في حين سادت اللغة المطمئنة النصوص التحفيزية، وكأنها تربت على كتفك لتقول لك بهمس لا عليك، فها هو روبرت شولر يقول: "المشكلات ليست علامات وقوف، لكنها خطوط إرشادية"، لكي لا يستوطن الخوف قلبك من اجتياز عتبة باب الحياة، وليخبرك بعدها عددا من المهارات عبر تراكمات من الخبرة، تختصر عليك عناء التجربة والتجارب الحياتية مدفوعة الثمن، كمهارة التجاهل التي تختصر عليك سنين عمرك، لكي لا يستحيل عقلك لمنصة جدال ما بين أفكارك السلبية، والتي إن انتصرت إحداها فهذا دليل هزيمتك المحققة، فيخبرنا الكاتب عن مقولة لصموئيل بتلر: "واحدة من المهارات الرئيسية في الحياة أن تعرف ما يجب إهماله".
وكما أن كتب التنمية البشرية بتجلياتها اللغوية، وومضاتها الحكيمة الفلسفية، تأخذ بيديك من النهايات إلى البدايات، واللذان يعدان نقيضين ووجهين لعملة الحياة، فنجد بين دفتي الكتب التحفيزية متناقضات من الوصايا، إن دلّت فإنها تدل على أن لكل مرحلة ما يناسبها من المهارات، ولكي لا يستبقني القارئ للإدانة الواهية، فذلك لا يعني إطلاقا الخطأ وعدم الدراية الكاملة، أو نقصان في الثقة وتأرجح بين قطبي الحقيقة، لذا يجد البعض أن قراءتها عديمة الجدوى لما تتضمنه من متناقضات وتكرار، إلا أن ذلك لا يدل على عدم اكتمال الوعي حول ما تعنيه مهمة الكاتب ومهمة القارئ على الجانب الآخر، فعلى القارئ أن يختار لا أن ينساق بلا أي دراية أو إدراك، ليختار وبما يعنيه التوازن والمعرفة الحقيقية باحتياجاته الحالية من منظوم القول وحكمته، في حين تجدك أحيانا منجذبا دون وعي منك إلى نصائح دون الأخرى، بدون مقدرة منك على تبرير الأمر إلا أنك وعلى نحو تلقائي تجدك منجذبا لما يشبه مرحلتك الحالية.
فما على القارئ إلا أن يتجول في سوق الحكمة المعروض عبر صفحات كتب تنمية الذات، وأن يأخذ ما يحتاجه من النصائح، ويزيد حياته بكماليات فلسفية، ويترك لبضاعة القول الأخرى لروادها وزبائنها الذين يعرفون حاجتهم منها، لتنزل أشرعتك بعدها وأنت في بر الأمان، فهي "ككبسولة بتجليات لغوية".