المدارس في أي مكان من هذا العالم ليست مجرد فصول دراسية لتلقي المعارف العلمية والعلوم الإنسانية فقط، فرغم أساسية هذه المعارف في العملية التعليمية والتربوية إلا أن للمدارس أدوارا أساسية إضافة إلى الدور العلمي تتمثل في بناء الأخلاق والقيم، وكذلك في بناء المواهب والمهارات بما في ذلك البناء الجسماني والبدني للطالب. والأنظمة التربوية والتعليمية الناجحة هي التي توازن بين كل هذه الجوانب خلال عملية بنائها لطلابها. ورغم التقييمات المختلفة لنصيب كل مجال من هذه المجالات إلا أن تكاملها ضروري جدًا بعيدًا عن أي إفراط أو تفريط.

ويسعى النظام التعليمي في سلطنة عمان لأن تكون كل هذه المفردات حاضرة في مسار التربية والتعليم، هذا المسار الذي لا يخلو من تحديات؛ نظرا لارتباطه بكل أفراد المجتمع، ونظرا لخطورة الدور الذي يقوم به.

وتدشين استراتيجية الرياضة المدرسية أمس من شأنها أن تسهم في خط بناء الطالب خلال مرحلة دراسته لما للرياضة من دور في البناء الجسماني للطالب وبالتالي البناء الفكري أيضًا وفق المقولة التي تذهب إلى أن «العقل السليم في الجسم السليم».

ولا تأتي الاستراتيجية التي كشف عنها أمس الاتحاد العماني للرياضة المدرسية بمعزل عن فلسفة التربية والتعليم بل هي جزء أساسي من تلك الفلسفة ومكمل للأدوار المنوطة بالمؤسسات التعليمية في سلطنة عمان، كما أنها داعم أساسي لفلسفة رؤية عمان 2040 التي تهتم في الأساس ببناء الإنسان العماني من كل الجوانب.

وتحتاج الاستراتيجية التي أعلن عن تفاصيلها أمس إلى جهود كبيرة من أجل تطبيقها بشكل علمي وممنهج وحتى تستطيع الوصول إلى أن تكون للرياضة قيمة مضافة على كل المستويات سواء خلال مرحلة المدرسة أو مرحلة ما بعد المدرسة.

وهذا يعتمد على آليات التطبيق وتوفير الممكنات التي تستطيع بها المدارس تحقيق الأهداف المنتظرة.

على أن الاستراتيجية تسعى إلى بناء مجتمع مدرسي مهتم بالرياضة ومطبق لمُثلها العليا ليس للطلاب فقط ولكن بمشاركة جميع المنتسبين للحقل التربوي.