استثمرت سلطنة عمان موقعها الجغرافي الفريد وعراقتها التاريخية والحضارية وطبيعتها الخلابة وتنوعها الثقافي لتصبح وجهة سياحية متميزة عالميا، يعززها مناخ آمن مستقر، وشعب ودود مضياف، متسامح ومنفتح على مختلف الشعوب والثقافات.

واستثمارا للمقومات السياحية الهائلة التي تتمتع بها سلطنة عمان في مختلف مدنها ومحافظاتها، تسعى الحكومة إلى إحداث نقلة نوعية للقطاع السياحي وتعظيم مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ورفد الاقتصاد الوطني، وذلك عبر تنفيذ برامج ومشاريع الخطة الاستراتيجية للسياحة التي تهدف إلى الارتقاء بالمرافق والخدمات وتنويع المنتج السياحي بالاستفادة من الميزة النسبية لكل محافظة وبما يضمن الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية وإمكاناتها المتاحة.

وتحقيقا لمستهدفات خطة التنمية السياحية، تتواصل البرامج الحكومية الرامية إلى تطوير البنية الأساسية في المناطق ذات الجذب السياحي والتوسع في المشاريع والخدمات في المحطات الواعدة، ومنها ولاية الجبل الأخضر التي تسعى الحكومة إلى تطويرها كوجهة سياحية مستدامة طوال العام.

وفي هذا الإطار، تأتي إقامة المهرجان السياحي الأول من نوعه في ولاية الجبل الأخضر لتوجيه الأنظار إلى واحدة من أهم المحطات السياحية في سلطنة عمان، وإبراز موروثاتها الثقافية والتراثية ومفرداتها البيئية وما تتمتع به من عناصر الجذب السياحي، حيث الطقس المعتدل طوال العام،والطبيعة الجبلية المدهشة والمفضلة لهواة التخييم والمغامرات، والمدرجات الزراعية الغنية بمنتجات الفاكهة التي نادرًا ما تزرع في شبه الجزيرة العربية مثل الرمان والجوز والخوخ والمشمش والزيتون، وغيرها من المحاصيل ذات الجودة العالية.

ولا شك أن المشاركة الدولية في المهرجان من المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة وفرنسا تشكل مبادرة مهمة يمكن التوسع فيها في المهرجانات المقبلة، لما لهذه المشاركات من أهمية كبيرة في الترويج للمقومات الفريدة والطبيعة الاستثنائية للجبل الأخضر وما تتميز بها من تنوع وجمال وإدهاش.

إن تنظيم مثل هذه المهرجانات في مختلف المحافظات وإعدادها بشكل مدروس يأخذ في الاعتبار عناصر التنوع والتشويق والمتعة، لا شك يساهم في إنجاح الجهود الرامية إلى تشجيع السياحة الداخلية وإثرائها، وجذب أعداد متزايدة من السياح، إلى جانب أهمية هذه المهرجانات في تنشيط المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتسويق منتجات الحرفيين ومشغولات الأسر المنتجة والصناعات المحلية.