هل تذكرون (بيبي هاجر) المرأة السبعينية التي كتبت عنها قبل سنوات، استعرضت في تلك المقالة أعمال الإحسان الاستثنائية التي تقوم بها، والتي بالفعل أدهشتني، خاصة إحسانها إلى الحشرات، الذي كان دائما نقطة نقاش مع ابنتها التي تقطن معها، والتي كل صباح تفاجأ بأكوام من النمل في زوايا البيت، الذي نظفته قبل أن تخلد للنوم، ثم تكتشف أن بيبي هاجر قد وزعت السكر في أرجاء البيت طعاما للنمل.
كانت تضحك وهي تخبرني بهذه القصص، وتستغرب من هوس هذا الجيل بالنظافة إلى هذا الحد، فمن وجهة نظر هذه المرأة الثمانينية فإن النمل الذي يظهر في الصيف، خرج هاربا من حرارة الأرض، بحثا عن طعام، وكانت ترى أنه من الواجب إطعامها كما تطعم القطط والكلاب والطيور.
بيبي هاجر التي من اللحظة التي أدخل فيها من الباب وحتى وداعها لي، وهي رافعة يدها بالدعاء لي ولطفلتي، ولا تنسى أن تشمل أبناءها وأبناء أمة محمد عامة، وطبعا بالنسبة لبيبي هاجر أمة محمد تشمل أتباع الديانات كلها، فقد بعثه رب
العزة رسولا للعالمين.
هذا الخميس لبت بيبي هاجر نداء ربها، وانقطع عنا دعاؤها، وانقطعت ضيافة النمل في غرفتها، لبت النداء كما تمنت على ربها دوما، بأن تموت واقفة على رجلها، قبل أن تشقي أبناءها، عاشت وهي التي جاوزت الثمانين من عمرها، في كامل صحتها، معتمدة على نفسها، دخلت وأخذت حماما، ولبست ملابسها النظيفة لاستقبال بارئها، وكانت قبلها قد جهزت كفنها وحنوطها، ولم تنس زجاجة ماء زمزم التي أرادت أن تغتسل بها، وغادرتنا خفيفة نقية، كما كانت سريرتها.
لم تربطني صلة قرابة بهذه المرأة، لكنها كانت تغدق علي محبة وحنانا منذ اللحظة التي عرفتها فيها، حواراتنا قصيرة بسبب عائق اللغة، لكن بلغتها العربية المكسرة كانت كلماتها تخترق قلبي، لسانها دائما رطبا بذكر الله، لهذا عندما
توفيت بهذه الطريقة، تساءلت بيني وبين نفسي إن كانت هذه استجابة ربها لدعائها الدائم بأن تلقاه بهذه الطريقة، وتذكرت دعاء أختي الدائم: اللهم ارزقنا يقين العجائز.
رحم الله بيبي هاجر، وكل من غادرنا، نسأل الله أن يجمعنا مع الأحبة في جنات الفردوس الأعلى...اللهم حسن الخاتمة
كانت تضحك وهي تخبرني بهذه القصص، وتستغرب من هوس هذا الجيل بالنظافة إلى هذا الحد، فمن وجهة نظر هذه المرأة الثمانينية فإن النمل الذي يظهر في الصيف، خرج هاربا من حرارة الأرض، بحثا عن طعام، وكانت ترى أنه من الواجب إطعامها كما تطعم القطط والكلاب والطيور.
بيبي هاجر التي من اللحظة التي أدخل فيها من الباب وحتى وداعها لي، وهي رافعة يدها بالدعاء لي ولطفلتي، ولا تنسى أن تشمل أبناءها وأبناء أمة محمد عامة، وطبعا بالنسبة لبيبي هاجر أمة محمد تشمل أتباع الديانات كلها، فقد بعثه رب
العزة رسولا للعالمين.
هذا الخميس لبت بيبي هاجر نداء ربها، وانقطع عنا دعاؤها، وانقطعت ضيافة النمل في غرفتها، لبت النداء كما تمنت على ربها دوما، بأن تموت واقفة على رجلها، قبل أن تشقي أبناءها، عاشت وهي التي جاوزت الثمانين من عمرها، في كامل صحتها، معتمدة على نفسها، دخلت وأخذت حماما، ولبست ملابسها النظيفة لاستقبال بارئها، وكانت قبلها قد جهزت كفنها وحنوطها، ولم تنس زجاجة ماء زمزم التي أرادت أن تغتسل بها، وغادرتنا خفيفة نقية، كما كانت سريرتها.
لم تربطني صلة قرابة بهذه المرأة، لكنها كانت تغدق علي محبة وحنانا منذ اللحظة التي عرفتها فيها، حواراتنا قصيرة بسبب عائق اللغة، لكن بلغتها العربية المكسرة كانت كلماتها تخترق قلبي، لسانها دائما رطبا بذكر الله، لهذا عندما
توفيت بهذه الطريقة، تساءلت بيني وبين نفسي إن كانت هذه استجابة ربها لدعائها الدائم بأن تلقاه بهذه الطريقة، وتذكرت دعاء أختي الدائم: اللهم ارزقنا يقين العجائز.
رحم الله بيبي هاجر، وكل من غادرنا، نسأل الله أن يجمعنا مع الأحبة في جنات الفردوس الأعلى...اللهم حسن الخاتمة