ـ 1 ـ

هذه القطعة مهداة إلى «زين» ابنتي، في مدينة الشاعر الألماني فايمار الذي أهدى إلى حبيبته ماريان ورقة من شجرة الذكاء (شكل الورقة منفصلة ومتصلة) ومع الورقة هذه القصيدة:

«ورقة الشجرة هذه الآتية من الشرق والذاهبة إلى صديقتي، تخبئ لي، وللراغبين في المعرفة سرا:

أهي مخلوق واحد شطر نفسه إلى اثنين؟

أم اثنان اختارا أن يراهما العالم واحدا؟

ألم تلحظوا في أناشيدي أنني واحد واثنان معا؟

ـ 2 ـ

في المطر تنشأ الحاجة إلى شريك.

أحدهما يحرق أصابعه لانتشال الكستناء من النار.

والثاني يشوي فكرة الصقيع إلى جوار مبدع الشهوات.

ـ 3 ـ

لا أستطيع (استنادا إلى الواقع) التأكيد بأنني رأيت الحياة تمشي أمامنا، بيننا، وفينا. لأن الحياة وهي توزع كل أشكال المعونات، من الخبز والحلوى والبطانيات والأزهار. الحياة الباكية المتشردة (استنادا إلى الحلم... أستطيع أن أرى:

«كل شوكة في التراب... وردة في الخيال».

ـ 4 ـ

القبطان الذي يقود سفينته في أعالي البحار، وأعماق ولجج العواصف بسلام، هو القبطان العادي، الذي يتقن واجبه. أما الذي يجعل العواصف كلها تمر، أمامها وفيها بسلام...

فهو قبطان العصور.

ـ 5 ـ

كانت تبكي وتنشج وتمسح دموعها بالمناديل الورقية. وبعد أن تجمع عددا من القطع المبتلة فتحت شباك السيارة ورمت المنديل، ورغم أن المناديل البيضاء طارت كيمام من الدموع إلى جواري كأنني رئيس الربيع.

في هذه اللحظة، طارت من شباك آخر، يمامة ورقية مبللة بحزن يشبه أمطار الصمت.

ـ 6 ـ

كتبت هنا في 4 سبتمبر 2015

لدي مشروع كتاب عن الحياة.

قلت للموت، وقد اقترب مني أمس، أكثر مما ينبغي:

ـ ثمة، أيها الموت في الكتاب ما يخصك، ويجب أن نتناقش فيه... بعد صدوره.

لم يقل شيئا.

أغلق... حقيبته ومضى!

الآن... صدر الكتاب ـ الرواية، وفيها روح هذه الجملة:

«لا تخف من الموت.... بل من الحياة الناقصة».

العنوان: «قطعة جحيم لهذه الجنة»

ـ 7 ـ

«كلما كانت الهاوية التي تسقط فيها أعمق...

كانت فرحتك في تعلم الطيران... أكبر».

ـ 8 ـ

في الذكرى العاشرة لرحيله... انتبهت أن محمود درويش كان يلثغ بحرف السين في بعض الكلمات.

هذه الكلمات فيها ما يكفي:

سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل.

سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل،

سنطردهم من هواء الجليل.

ـ 9 ـ

من دفتر قديم:

«الغفران سمة الأقوياء»

مانديللا.

أما سفينة نوح فصناعة هواة.