يوغلُ في العزلةِ
يوغلُ في الوحدة الوحيدة...
الطرقاتُ تقفلُ أبوابها المشرعة في وجهه، أو تتناثر رملًا وصخورًا. آثار أقدامه وهو يسرع الخطى في كل المسارات تستوطن الذاكرة العتيقة. قاسيةٌ هذه الذاكرة ومستبدة تحط أثقالًا على ظهره وعلى قلبه. كان الطريقُ طريقًا، تحوّل إلى حريق يحرقُ ورود الحدائق والخيول الجامحة التي صودر صهيلها النقي وهو يصهل كلامًا وأحلامًا ورؤى. تتناثر الجدران التي كتب عليها يومًا أحلامه العملاقة. يتناثر الورق.. تتبعثر الرؤى.
السماءُ دمعها ماء
الأماكنُ بكاء خافت سري
دمعه يستعصي على الهطول، الأرجاء ذبول. هل أخطأ عندما أفرط في حلمه وأدمن التحليق في الرؤى حتى وقع على وجهه من أعلى السماوات دون أن يصاب بأي جروحٍ مرئية. روحه فقط باغتتها غيوم سوداء تمطر قارًا وضفادع وليلًا فارغًا بلا انتظار غدٍ شهي أو معشوقة تلمس أو تلامس يده ويشعر بحرارة دمها وهي تلج أنفاسه... هي ما عادت هي.. هي كل النساء. هي كل العشق الذي عشق وكان وهمًا تحوّل إلى ذاكرة خنجرية.
يتساءل عن هذا الوفي الوحيد عن سر هذا القلم، الذي ظل معه يعانقه بل وأفرط في معانقته حين ناء ظهره، تاه عقله من قسوة الفضاء وهو يضيق حتى يكاد يخنق حضوره. ظل القلم يمسح الألم، وحده لا أحد معه والآخرون تحولوا جحيمًا وحاملي أشجارٍ محروقة يرمونها في طريقه كي تنسد.
يوغلُ ...يوغلُ في الصمتِ
يرتدي عباءة العزلة، تدفؤه أمام الريح
العزلة كتلة باردة معها الروح تستريح
العزلةُ غواية، العزلةُ احتفال، مهرجانٌ يغسل فيه دمه المتعب من المسافات والجهات. انها انزواء مع نفرٍ قليل جدًا فربما يهمي المطر بلُورًا يضيء الروح.
عبدالحميد القائد شاعر من البحرين
يوغلُ في الوحدة الوحيدة...
الطرقاتُ تقفلُ أبوابها المشرعة في وجهه، أو تتناثر رملًا وصخورًا. آثار أقدامه وهو يسرع الخطى في كل المسارات تستوطن الذاكرة العتيقة. قاسيةٌ هذه الذاكرة ومستبدة تحط أثقالًا على ظهره وعلى قلبه. كان الطريقُ طريقًا، تحوّل إلى حريق يحرقُ ورود الحدائق والخيول الجامحة التي صودر صهيلها النقي وهو يصهل كلامًا وأحلامًا ورؤى. تتناثر الجدران التي كتب عليها يومًا أحلامه العملاقة. يتناثر الورق.. تتبعثر الرؤى.
السماءُ دمعها ماء
الأماكنُ بكاء خافت سري
دمعه يستعصي على الهطول، الأرجاء ذبول. هل أخطأ عندما أفرط في حلمه وأدمن التحليق في الرؤى حتى وقع على وجهه من أعلى السماوات دون أن يصاب بأي جروحٍ مرئية. روحه فقط باغتتها غيوم سوداء تمطر قارًا وضفادع وليلًا فارغًا بلا انتظار غدٍ شهي أو معشوقة تلمس أو تلامس يده ويشعر بحرارة دمها وهي تلج أنفاسه... هي ما عادت هي.. هي كل النساء. هي كل العشق الذي عشق وكان وهمًا تحوّل إلى ذاكرة خنجرية.
يتساءل عن هذا الوفي الوحيد عن سر هذا القلم، الذي ظل معه يعانقه بل وأفرط في معانقته حين ناء ظهره، تاه عقله من قسوة الفضاء وهو يضيق حتى يكاد يخنق حضوره. ظل القلم يمسح الألم، وحده لا أحد معه والآخرون تحولوا جحيمًا وحاملي أشجارٍ محروقة يرمونها في طريقه كي تنسد.
يوغلُ ...يوغلُ في الصمتِ
يرتدي عباءة العزلة، تدفؤه أمام الريح
العزلة كتلة باردة معها الروح تستريح
العزلةُ غواية، العزلةُ احتفال، مهرجانٌ يغسل فيه دمه المتعب من المسافات والجهات. انها انزواء مع نفرٍ قليل جدًا فربما يهمي المطر بلُورًا يضيء الروح.
عبدالحميد القائد شاعر من البحرين