الحمراء – عبدالله بن محمد العبري -
أقيمت بقاعة مكتب والي الحمراء ندوة سيرة حياة الشيخ أبي سعيد الكدمي تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي المستشار بوزارة التربية والتعليم بحضور سعادة الشيخ سلطان بن علي بن راشد النعيمي والي الحمراء وسعادة الشيخ جمال بن أحمد العبري عضو مجلس الشورى وعدد من المسؤولين والمشايخ والرشداء والمهتمين في المجال العلمي والفقهي.
واشتملت الندوة على أربعة محاور بدأت بكلمة سالم بن عبدالله الهميمي مدير مدرسة الشيخ أبي سعيد الكدمي رحب فيها براعي الندوة والحضور وقال: إن تتبع سيرة العلماء والمنظرين من هذه الأمة ينبغي أن يحظى باهتمام كبير على المستوى المؤسسي والأفراد لكونه نتاج الفكر المعايش الذي يشكل الحتم الإنتاجي والأدبي والمعاشي لهؤلاء الأقطاب ولأن نتاجهم هو الذي يدفع بالمجتمع نحو التحرك الإيجابي ويدفع بالحياة إلى التدافع المحمود لذا تأصلت لدى الفرق والأفراد بهذه الولاية فكرة تتبع سير العلماء على مر القرون لهذه الأمة وتأتي المدارس الطلابية لتحتضن سيرة عالمنا الجليل الشيخ أبي سعيد الكدمي الذي هو احد أركان المدرسة الفكرية النزوانية التي تدفع بالمدرسة الفكرية الرستاقية نحو التسامي في التنظير والتقعيد لمسائل عقدية وفقهية والتي أصبحت بعد ذلك من معالم المدرسة الإباضية وأضاف في كلمته إن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار حق العلماء على الأبناء وحق العلم على المتعلم وحق المؤسسات الفكرية العظمى على المؤسسات التعليمية المعاصرة.
بعد ذلك قدم الدكتور عبدالله بن مبارك العبري الورقة الأولي تطرق من خلالها إلى سيرة وحياة الإمام أبي سعيد الكدمي من حيث المولد والنشأة في القرن الرابع الهجري وشيوخه الذين تتلمذ على أيديهم وتلامذته الذين علمهم وانتمائه إلى المدرسة الفكرية النزوانية والمدرسة الفكرية الرستاقية إلى دوره مع مدرسة الإمام ابن بركة في بهلا.
كما قدم الورقة الثانية الدكتور ناصر بن سليمان بن سعيد السابعي تطرق من خلالها إلى المنهج الفقهي للإمام الشيخ أبي سعيد الكدمي الذي يعتبر رائد الفكر والتنوير في المدرسة الإباضية النزوانية ومواقفه مع العلماء حيث سلط الضوء على الانعكاسات التي ظهرت في منهجه الفقهي والعلم والمعرفة في مراحله المختلفة كما تطرق إلى أن هذه المدرسة كان يقصدها طلاب العلم من مختلف الدول ومنها المغرب.
بعد ذلك قدم المنشد عبدالهادي بن سليم العبري فقرة إنشادية عن سيرة وحياة العلماء في ولاية الحمراء ومنهم الإمام أبي سعيد الكدمي وقدم الورقة الثالثة خميس بن راشد العدوي تطرق فيها إلى قراءة نقدية لكتاب الاستقامة أما المحور الرابع فقدمه الدكتور احمد بن يحي بن أحمد الكندي تطرق من خلاله إلى معالم المدرسة النزوانية عند الإمام أبي سعيد الكدمي.
وفي ختام الندوة، تم الرد على أسئلة واستفسارات الحضور من قبل المحاضرين في الندوة بعد ذلك قام سعادة الشيخ محمد التوبي راعي الندوة بتكريم المحاضرين والداعمين لفعاليات هذه الندوة. أدار الندوة الدكتور حميد بن سيف بن حميد الناصري.