عبروا عن فرحتهم بإنجازاتهم -
استطلاع - تيمورة الغاوية -
يعتبر الشباب العماني المحرك الرئيسي لتقدم البلاد بما يقدموه من منجزات وإسهامات أصبحت تنافس محليًا وعالميا. كما أن مشاركاتهم في المؤتمرات والمناشط العالمية والدولية، كان لها الرائد في نشر الثقافة العمانية بما تحويه من عادات وتقاليد وإسهامات ومنجزات منذ فجر النهضة المباركة. ومع احتفالات البلاد بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، كان لابد من إعطاء المساحة للحديث عن إنجازات الشباب العماني حتى هذه اللحظة، ومشاركتنا فرحتهم بما حققوه خلال السنوات المنصرمة.
بدايةً قالت أميرة بنت عيسى الفليتية، مقدمة برامج وفعاليات خريجة كلية العلوم التطبيقية بصحار: “أكبر إنجاز افخر به اتجاه وطني هو عزيمتي وإصراري في مواصلة مشواري الدراسي بكل جد واجتهاد لأرد الدين بعدها في سوق العمل وأن أساهم في العطاء لأرض العطاء. الإنجاز الآخر هو مشاركتي في مسابقة Sas48 مع الفريق الذي كنت أنتمي إليه، والذي عملنا من خلاله للبحث عن قضية أو مشكلة في السلطنة، ونحاول إيجاد الحل المناسب لها، وقد فزنا بالمركز الثاني من خلال ابتكار تطبيق يعمل على حل مشكلة فقدان الحجاج لتصاريح الحج، وازدحام الحملات، وبعض المشاكل الآخرى المرتبطة بها”.
وقالت: “من الجميل أن تكون هناك علاقة تربطنا بالوطن، وذلك يتجسد في عطائنا الدائم للوطن وغرس روح الانتماء بداخلنا، فإن نجحنا في ذلك فالعلاقة الروحية ستبني بداخلنا جسور العطاء التي تنادينا من أجل المساهمة في بناء مستقبل عمان”. وأوضحت أميرة بأن الاحتفال الحقيقي بالوطن ليس يوم، وإنما كل لحظة نكون فيها في الوطن، فكل يوم احتضنتنا فيه عمان، هو يوم نحتفل فيه بانتمائنا إليها أكثر. يكون الاحتفال بهذه المناسبة من خلال المساهمة في حل قضايا الوطن، والمساهمة في بنائه، وغرس روح الانتماء للأم والأرض والوطن”.
تكاتف الأيدي
من جهته قال أسعد بن سعيد الصلتي، خريج من جامعة السلطان قابوس: “ لكل شيء عماد وعماد الأمم شبابها، فالشباب هم الفئة التي يعول عليهم البناء والتطوير على مستوى جميع الأصعدة، ومنذ بداية النهضة العمانية الظافرة بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد - أعزه الله- والاهتمام بتنمية الإنسان قبل كل شيء ملاحظ وملموس، فلقد أولاهم جلالته أهمية قصوى وكما وصفهم بأنهم هم حجر الزاوية في كل بناء تنموي، وفعلاً أثبت الشباب العماني جلَّ قدرته على ذلك، ففي كل يومٍ وساعةٍ يصدح لنا إنجاز عماني جديد من أعلى المسابقات، وأقوى المنافسات، وأكبر المؤتمرات، وأرقى البطولات وفي جميع المجالات المختلفة”.
وأضاف: “على الصعيد الشخصي كُرمنا من قبل اللجنة الوطنية للشباب في “شكراً شبابنا ٤” برفقة زملائي إثر مشاركتنا في إحدى المعارض الإقليمية وحصولنا على مركز متقدم ولله الحمد. وعلى الرغم من كل هذه الاهتمامات والإنجازات المحققة والتي تتحقق وستتحقق، إلّا أننا بحاجة أكثر إلى تكثيف الجهود وتكاتف الأيدي لدعم واحتضان تطلعات وإنجازات الشباب والأخذ بأيديهم، التكريم في المحافل المحلية والإقليمية والدولية ما هو إلا الخطوة الأولى من سلسلة خطوات الاستفادة التامة وتحويلها واقعياً لخدمة البلاد والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية”.
وذكر الصلتي بأن حبَّ الوطن والتعلق به والاعتزاز به شعورٌ فطريٌّ غريزيٌّ جُبلت عليه النفس البشرية، وفي كل صباح يزيد هذا الحب ويكبر الارتباط بهذه الأرض الطيبة نظراً لما تقدمه من عطايا وهبات حقٌّ علينا أن نردها وإن كنا على يقين بأننا لن نقوى على ردها. وعن الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع، قال: “ لنوفمبر لحنٌ شجيٌ يصدح على آذان كل من يعيش على أرض عُمان، فتعم الأفراح، وتضاء الأضواء، ويجب استغلال مثل هذه المناسبات في غرس قيم حب الوطن لدى الناشئة وتذكيرهم بواجباتهم تجاهه كعمراته والمحافظة على نظافته وممتلكاته، والمضي وفق أسسه وقوانينه، والدفاع عن حياضه من أي خطر جلل، وما سطره الآباء والأجداد من تضحيات ذرفت دماءهم من أجل الحفاظ عليه، وما قام به جلالة السلطان قابوس -أبقاه الله- من صولات وجولات من أجل عمرانه وجعلنا نعيش في رخاء وسخاء مواكبين تقدم الأمم وازدهارها، كما يجب على كل فرد في جميع مواطن العمل أن يدرك تمام الإدراك أنه في المقام الأول يخدم عمان وشعبها، والإخلاص أساس نجاح العمل وتقدمه”.
الإبداع
أما أنس محمد الذيب، مصور محترف حاصل على العديد من الجوائز الدولية والمحلية، فقد قال: “الحمد لله حصلت على اكثر من 50 جائزة محلية ودولية في مجال التصوير الضوئي وأقمت 4 معارض شخصية، وافتخر بها جدا كوني رفعت اسم بلدي في المحافل الدولة وقمت بالترويج لها ، فكل إنجاز من شبابنا هو انعكاس لبلدنا واستقطاب لكل نجاح ويساهم في تطور البلاد في كل قطاع فالشباب هو ثروة البلد”.
وأضاف: “أجسد وطني عن طريق إنجازاتي ومساهمتي في تقديم كل شي له، فالوطنية تكمن فالداخل وتجسيد علاقتها عن طريق المساهمة في رفعته وظهوره الإيجابي، وأبسط الأمور هي المحافظة على نظافته وصون ثرواته”.
وإخيرا قال: “إنجازات الشباب العماني منذ فجر النهضة مستمرة بدعم بانيها وقيادته، والدليل على ذلك هو ما وصلنا إليه اليوم، حيث توسعنا في كل المجالات وتوسعت عمان، كما أن المواطن بدأ يعي دوره ويساهم في الإنجازات بمفرده دون انتظار احد، ومازال مستمر مع توسع تلك المجالات. ولكن رغم ذلك، مازال الشاب العماني بحاجة إلى من يدعمه والدعم هنا ليس تقديم شي دون مقابل، بل استخدامهم في مجالاتهم، والاستغناء عن العمالة الوافدة. إن الشباب بحاجة إلى من يقدر ما يقومون به، والحمد لله الشباب العماني مبدع لما وجدنا في كل محفل حيث إن علم السلطنة يرتفع عاليا، وفي كل مناسبة نجد بأن الشاب العماني محتاج إليه خارجياً لأنه يملك ما يقدمه”.
طاقات
كما قالت نور الناعبية، طالبة بالكلية التقنية العليا: “لقد حققنا إنجازا بفوزنا بشركة بلورة وتتويجنا كأفضل شركة طلابية على مستوى الجامعات والكليات في السلطنة لعام ٢٠١٦ وتأهلنا للمنافسة على المستوى الإقليمي في مملكة البحرين وحصولنا على جائزة فيدكس العالمية للنمو والتطور وتوفير فرص عمل والمحافظة على البيئة”. وتؤكد الناعبية على أن الانجازات تساهم في بناء وتقدم هذا الوطن العظيم فهي أفكار ناتجة من طاقة شبابية تطمح للأعلى والأفضل، وهذا أن دل على شيء دل على وجود كادر وشباب قادة مؤهلين في البلاد.
وأضافت: الفعل هو الشيء الوحيد الذي يجسد الحب والانتماء، فمن خلال اهتمامي بتنمية الذات ومهاراتي والمساهمة والمساعدة من خلال المشاركة في الكثير من الفرق لتنمية وتثقيف المجتمع لا يدل إلا على اهتمام وانتماء نابع للمساهمة على تطوير ونمو بلدي الحبيبة عمان.
وقالت أخيرا: “الإنجازات لا زالت مستمرة ولا زالت تنمو بشكل مبهر جدا فهناك الكثير من الطاقات والإنجازات والإبداعات الشبابية، أما من ناحية الدعم قد يتوفر الدعم من بعض النواحي، ولكن من ناحية أخرى هناك الكثير من المواطنين الموهوبين والمنجزين الذين لم يحصلوا على الدعم الفعلي الذي يستحقونه سواء من الجهات الخاصة أو الحكومية، ونتمنى من جميع الجهات المختصة أن تولي اهتماما أكبر لتنمية هذه الطاقات والإبداعات فهي عامل كبير من عوامل نمو وتقدم البلد”.
الانتماء
ومن جهتها أيضا قالت لمياء السيابية، طالبة بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا:” إن أعزَّ ما يُبنى هو الوطن، وإنَّ أعظم من يبنيه هُم الشباب، وأينما وُجد الشباب وُجدت المُنجزات. لله الحمد منَّ الله علي بتحقيق العديد من الإنجازات على الصعيدين العلمي والثقافي، التي تستدعي أن أكون فخورة بَنفسي لأني استطعت ولو بالقليل أنْ أسطر اسمي مع كوكبة الشباب العماني المُنجز. فعلى صعيد بعض الإنجازات الأدبية حصلت على المركز الثالث على مستوى محافظة جنوب الباطنة في المسابقة الأدبية لكتابة المقال في عام ٢٠١١م، ثم المركز الأول في ٢٠١٣م، وآخرها المركز الثاني في ٢٠١٤م، والذي تأهل للمنافسة على مستوى السلطنة، وحصلت فيه على المركز الأول في المسابقة ذاتها، الذي أهلني لحضور حفل تكريم (شكراً شبابنا ٢) من تنظيم اللجنة الوطنية للشباب في عام ٢٠١٥م، كما حصلت على مركزين متقدمين في مسابقتي أفضل تقرير لرحلة والقصة القصيرة في عام ٢٠١٢، وكان لي شرف الحصول على جائزة أفضل نص مسرحي في مهرجان الدن العربي في مسابقة مسرح الشارع قدمته جماعة المسرح بالجامعة الألمانية والذي أهلني لأكون متواجدة للمرة الثانية في تكريم (شكراً شبابنا ٤) في يوم الشباب العماني، وإني أعتبر كُل مشاركة وتمثيل جماعة مُعينة في أي محفل ومسابقة لهو إنجاز بذاته ومدعاة فخر. كما تحدثت عن منجزات الشباب والدعم الذي تتلقها، حيث قالت: “مُنجزات الشباب العماني تفرض نفسها دون تقييم، فهي حراكٌ لم يلبث يهدأ حتى يعلو آخر، في كل يوم تُروى قصةٌ عبقرية، وقد أدرك البعضُ قيمته فسار في الدرب صحيحاً والبعض رفض لنفسه هذا المُقام لمجرد الاستسلام لظروفٍ فارغة .ربما أبرزها إنْ كُنا صريحين قلة الدعم وعدم وجود حاضنات أفكار ومرافئ للشباب كالأندية والمؤسسات المهيأة التي تكون من الشباب للشباب، الأمر الذي يتخذه البعض الكثير للأسف شماعة يعلقون عليها تقاعسهم في أول عقبة .لا نريد من ينادي باسم الشباب، نريد من يعمل للشباب أو يُترك لهم المكان ليتواجدوا في مواقعهم الصحيحة. وأوضحت عن تجسيد العلاقة والانتماء بأنه لا يكون بمجرد ترديد العبارات والأهازيج وتناقل الرسائل، بل بتقديم الجهد الدؤوب لإعلاء اسمه في المحافل الدولية في أصقاع الأرض، بتقديم الإنجازات وإهداءها له.
وذكرت عن الاحتفال الصحيح بالعيد الوطني للبلاد: “كما نعلم بأن أبناء الوطن المُخلص لا يتوانون عن الاحتفال بهذه الذكرى، ولكنّي أجد أن الاحتفال الصحيح هو الذي يبرز أصالة الانتماء للوطن ولمنجزات القائد لرد الدين واعتباره حبا واجبا لمن أهدى عُمان نقلة بين عصرين نرى الوضوح فيها بيان”. وأخيرا ختمت حديثها بتهنئتها قائلة فيها: “نحن لا نُهنئ الوطن وقائده، بل نُهنئ أنفسنا بالقائد والوطن. كأبٍ وأمْ حانيين علينا عمان تسمو بهما ألقاً أدام الله جلالته وأنعم عليه بموفور الصحة والعافية”.
اختراعات
أما علي الخروصي، طالب بالكلية التقنية بالمصنعة، فقد قال: “للوطن حق على جميع أفراد المجتمع لا يقتصر على الشباب فقط، لذا لدي إنجازات ومساهمات كثيرة بمجال الأبتكار والبحث العلمي التي أفتخر بها، حيث قمت بتدريب أكثر من ٨٠٠ فرد في مجال الابتكار، وهذا بدوره يساهم في بناء قاعدة علمية قوية بالسلطنة، كما أنني أقوم بإحلال المنتجات التقنية المستوردة من خارج السلطنة بمنتجات عمانية محسنة ومبتكرة، وهذا بدوره يساهم في تطوير وبناء سوق تقني بالسلطنة، وزيادة دخل السلطنة أيضاً وتنويع الاقتصاد. أما إذا تحدثنا عن إنجازاتي الأخرى فإنني أملك أكثر من ٨٨ ابتكارا واختراعا، وقمت بعمل أكثر من ٢٤٠ تجربة علمية، وحصلت على ملكيتين فكريتين، والآن بصدد حصولي على براءة اختراع. كما أنني حصلت على مراكز متقدمة لبعض مشاريعي الابتكارية، وآخر إنجاز لي كان حصول مشروع تخرجي على المركز الأول في المجال البيئي لدى البحث العلمي. أما فيما يخص مجال الطاقة والأمن فقمت بعمل نظام UEFTEG والذي يعد الأول من نوعه، حيث يقوم بتوليد الطاقة بالاعتماد على الحرارة المختزنة من أشعة الشمس.
واخيرًا أريد أن أوضح بأن الشباب هم محرك الدولة، ولله الحمد في آخر سنتين أتضح للجميع مساهمة الشباب في بناء الوطن وتطويره حيث باتوا يتنافسون في المساهمة والبناء”. وأضاف: “نحن من نصنع الوطن وليس الوطن يصنعنا. لذا أنا أؤمن بمقولة (في الوقت الذي تقوم فيه بتطوير نفسك لا تنس أنك فرد في هذا المجتمع، فكر كيف يكون لك إسهام في بنائه وتطويره) ويمكن التعبير عن حب الوطن بعمل تطوعي يسهم في حل ظاهرة أو مشكلة، على سبيل المثال حملة نظافة للمواقع السياحية، هذا بدوره يساهم في قطاع السياحة وينتفع به الوطن بعد ذلك من خلال زيادة الدخل القومي للدولة. وقال أخيرًا: “من بداية النهضة المباركة وحتى يومنا هذا كان للشباب اسهام بارز في التطوير والمساهمة في عجلة التطور، حيث نجد انجازات عظيمة قام بها شباب عُمان في شتى المجالات إن كانت إقليمية أو دولية. وهذا يدل على الدعم المستمر للشباب، وقدرتهم على بناء هذا الوطن. وقد أبدت الحكومة اهتماماً كبير في دعم الشاب العماني، في معظم المجالات من خلال منابرها المختلفة منها اللجنة الوطنية للشباب، وصندوق الرفد، والتي تدعم الشباب بشكل مباشر، ولا ننسى مساهمة القطاع الخاص في دعم الشباب وتشجيعهم من خلال الدعم والمباشر أو غير المباشر”.