أحداث هذه الرواية مثل فلج الدن، يوم حالنا ويوم حال الجن، فتجعلك الأحداث على خط المنتصف حائرا، حيث يستفتح البطل قوله باعتراف " واحد من أسراري الكثيرة، التي لا تفتأ تئز في ذاكرتي"، لتأخذك الرواية بعدها عبر أحداث غرائبية، رغم أنها ليست من ضروب الخيال، " تلك الحكاية التي صنعت مفاهيمي عن نفسي وعن قواي التي لا يملكها أحد غيري"، "سريت بصيغتي الشبحية"، عبر موجة محكومة بقوانين الطاقة الكلية.
حيث لم يكن يدري البطل" سلاّم" أن تلصصه لإحدى الحكايات الغرائبية لن تجعله راويا محترفا لأحداث القصة فحسب، بل أنها ستوقعه في شراكها ليكون جزءا من القصة، وأحد أبطالها أيضا، والتي يقتسمها مناصفة مع "حميدة".
لتكون الأفكار والخيالات في رواية كارما الذئب للكاتبة بدرية الشحية هي المحرك الأول لسريانك مع تلك الأحداث، "غريبة هي الذاكرة، كلما امتد مداها صارت قصصها لا تميز الواقع من الخيال، وصارت مهمشة كالزجاج بلا شكل واضح"، لتسير في اتجاه بلاغي يسير نحو البساطة والانسيابية، فتتنامى الأحداث ديناميا، لتفتح لك آفاق التفسير الذاتي، وبنظرة تفكيكية للنص ليكون للنص مفاهيم إنشائية دلالية خاصة.
في حين تستمد بعض الأعمال الأدبية دهشتها من التجليات اللغوية وعمق العاطفة، هنا ستصاب بالدهشة من جنوح بعض الأفكار وتجاوزها للحد المألوف، ولتكون ذات صيغة تتأرجح في خط المنتصف ما بين العالم المرئي واللا مرئي، لتسير الأحداث على نحو يتسم بالعمق والحدة.
لتأخذك في جولة عبر الأساطير القديمة، "داس نبيل على راس الجني النائم"، "كل ذلك تزامن مع أذان المغرب المرفوع من المسجد"، لتهدأ بعدها حدة الغرائبية لتقول الأحداث: "قتلته أدوية الصرع"، ليقف بعدها السارد وقفة الناقد لأفكاره ويقول: "لقد تماديت في أفكاري".
ولأن الألم وحده من يطلق المشاعر بهذه الطريقة الجزلة العميقة: "هذا العالم سيظل دوما ظالما يجيد الذبح ويمتهن المشاعر"، وفي رحلة عبر التساؤل، فوحدهم العارفون يقدرون من يهدينا التساؤل أكثر عن أولئك من يهدوننا المعرفة، "لقد كانت الصخور تتكلم بشكل واضح"، "واصلت مسيرتي نحو الضوء كحشرة صغيرة بهرها الضوء في العتمة"، ليعيد كل شيء إلى العزلة والتي لولاها لما خرجت الأشياء عن المألوف، "العزلة في الجبل تعشش في الأدمغة والكهوف"، وإن أثبتها العلم أو أقر بوجودها، "قرأت مرة أن الروح ما أن تغادرنا حتى يزرعها الرب في جسد آخر، لتظل حية براقة، شيء ما فينا يعاد تدويره دون أن تدري وتبقى ذاكرته حاضرة عند التكرار".
إلا أنه ورغم الحب على المستوى الروحي الذي جمع بين البطلين، إلا أن عدم اكتمال زوايا ودعائم مثلث الحب الأساسية ( الحميمية والعشق والالتزام)، جعل من الحكاية تنساب مع زحام الحياة وتقلباتها.
لتكشف لنا الأحداث بعدها سر تلك الذكريات التي تنقر على الرأس وتلتمع فجأة، "تحكم الرائحة أشياء كثيرة بل تكاد تكون أهم الحسيات اللامحسوسة"، "الأشياء لا تضيع من الذاكرة"، لتتعدد الأصوات في الرواية ما بين حميدة وسلاّم، الذي يستحق لقب أرسطوطاليس، فهناك أصوات تتساءل، وأصوات تجيب عن تلك التساؤلات، ليتغزل بعدها بالقرية، فوحده الإنسان الواعي من يميل إلى تلك الإنسانية في أوج تجلياتها، ولذا لما كتب الرواة ورسم الفنانون أولئك البسطاء، " أجمل شيء في القرية أنك تعي كثيرا بكل الأشياء التي لا تعطيها اهتماما في المدينة"، ليقول: "تعانقت أرواحنا بعنف"، "بقيت رائحة الحنا الجبلي تسكن خياشيمي"، منذ أن أدرك أن " الجمال في أي مكان مقرون بالندرة".
لا شيء يحدث مصادفة، بل أن الحكاية آن لها أن تترابط وتكتمل ليلتقي سلاّم مجددا بحميدة، وفي ثيمة مغايرة لثيمة القرية التي عهداها.
لتكون بذلك حبيبته " أميرة من الطراز الأول"، حيث وصلت "بتأثيرها إلى تلك المنطقة في الدماغ حيث يضيع الحدس ويبقى السحر"، لتكون الأحداث مشابهة لطبيعة الجبل التاريخية، ولتسير قراءتك للأحداث في ذكاء استقرائي، ولتجعلك تمتلك خاصية السريان وباندماج كلي مع تلك الأحداث، لتسير الأحداث بعدها في اتجاه واقعي" انقطع حبل التواصل الكهرومغناطيسي الذي يمدني بالطاقة الخفية"، ليكون الاغتراب العقلي والعاطفي حاضرا في كثير من المونولوج الداخلي، وليكون هناك تداعي حر للأحداث القدرية، والتي لا يملك نحوها البطل أي قدرة على النزعة التبريرية، ليكون تأثر القارئ بذلك الشك كونه مادة جدلية في النص ارتقى إلى حد جاوز المعقول.
لتتداعى الأحداث بعدها ما بين التقاء وفراق، ورحيل وغياب وحضور باهت، ومع سلاسل من الفقد المتواصل تتداخل مع خيوط الشبكة الأسطورية الأولى، والتي ابتدأتها الحكاية يظل التعجب والتساؤل حاضرا إلى النهاية، والتي لن تنتهي بهم ولا بك أنت القارئ.
ولتعبر بنا الأحداث وتنتقل بؤرة السرد عبر العبّارة تختطفنا في رحلة بحرية من عالم الكارما ووصولا إلى "أرض الأحلام"، إلى أن نصل نهاية إلى اليقين بأن البتّ يقودنا إلى خلل في الحقيقة الموضوعية ذاتها، وذلك عبر أحداث تراصت في تناسق أدبي محفز للتحليل الاجتماعي الأدبي، فرغم إدراكنا أن "الزمن علاج لكل شيء"، يبقى التساؤل "ماذا ستكون حالة العالم من بعدي".
حيث لم يكن يدري البطل" سلاّم" أن تلصصه لإحدى الحكايات الغرائبية لن تجعله راويا محترفا لأحداث القصة فحسب، بل أنها ستوقعه في شراكها ليكون جزءا من القصة، وأحد أبطالها أيضا، والتي يقتسمها مناصفة مع "حميدة".
لتكون الأفكار والخيالات في رواية كارما الذئب للكاتبة بدرية الشحية هي المحرك الأول لسريانك مع تلك الأحداث، "غريبة هي الذاكرة، كلما امتد مداها صارت قصصها لا تميز الواقع من الخيال، وصارت مهمشة كالزجاج بلا شكل واضح"، لتسير في اتجاه بلاغي يسير نحو البساطة والانسيابية، فتتنامى الأحداث ديناميا، لتفتح لك آفاق التفسير الذاتي، وبنظرة تفكيكية للنص ليكون للنص مفاهيم إنشائية دلالية خاصة.
في حين تستمد بعض الأعمال الأدبية دهشتها من التجليات اللغوية وعمق العاطفة، هنا ستصاب بالدهشة من جنوح بعض الأفكار وتجاوزها للحد المألوف، ولتكون ذات صيغة تتأرجح في خط المنتصف ما بين العالم المرئي واللا مرئي، لتسير الأحداث على نحو يتسم بالعمق والحدة.
لتأخذك في جولة عبر الأساطير القديمة، "داس نبيل على راس الجني النائم"، "كل ذلك تزامن مع أذان المغرب المرفوع من المسجد"، لتهدأ بعدها حدة الغرائبية لتقول الأحداث: "قتلته أدوية الصرع"، ليقف بعدها السارد وقفة الناقد لأفكاره ويقول: "لقد تماديت في أفكاري".
ولأن الألم وحده من يطلق المشاعر بهذه الطريقة الجزلة العميقة: "هذا العالم سيظل دوما ظالما يجيد الذبح ويمتهن المشاعر"، وفي رحلة عبر التساؤل، فوحدهم العارفون يقدرون من يهدينا التساؤل أكثر عن أولئك من يهدوننا المعرفة، "لقد كانت الصخور تتكلم بشكل واضح"، "واصلت مسيرتي نحو الضوء كحشرة صغيرة بهرها الضوء في العتمة"، ليعيد كل شيء إلى العزلة والتي لولاها لما خرجت الأشياء عن المألوف، "العزلة في الجبل تعشش في الأدمغة والكهوف"، وإن أثبتها العلم أو أقر بوجودها، "قرأت مرة أن الروح ما أن تغادرنا حتى يزرعها الرب في جسد آخر، لتظل حية براقة، شيء ما فينا يعاد تدويره دون أن تدري وتبقى ذاكرته حاضرة عند التكرار".
إلا أنه ورغم الحب على المستوى الروحي الذي جمع بين البطلين، إلا أن عدم اكتمال زوايا ودعائم مثلث الحب الأساسية ( الحميمية والعشق والالتزام)، جعل من الحكاية تنساب مع زحام الحياة وتقلباتها.
لتكشف لنا الأحداث بعدها سر تلك الذكريات التي تنقر على الرأس وتلتمع فجأة، "تحكم الرائحة أشياء كثيرة بل تكاد تكون أهم الحسيات اللامحسوسة"، "الأشياء لا تضيع من الذاكرة"، لتتعدد الأصوات في الرواية ما بين حميدة وسلاّم، الذي يستحق لقب أرسطوطاليس، فهناك أصوات تتساءل، وأصوات تجيب عن تلك التساؤلات، ليتغزل بعدها بالقرية، فوحده الإنسان الواعي من يميل إلى تلك الإنسانية في أوج تجلياتها، ولذا لما كتب الرواة ورسم الفنانون أولئك البسطاء، " أجمل شيء في القرية أنك تعي كثيرا بكل الأشياء التي لا تعطيها اهتماما في المدينة"، ليقول: "تعانقت أرواحنا بعنف"، "بقيت رائحة الحنا الجبلي تسكن خياشيمي"، منذ أن أدرك أن " الجمال في أي مكان مقرون بالندرة".
لا شيء يحدث مصادفة، بل أن الحكاية آن لها أن تترابط وتكتمل ليلتقي سلاّم مجددا بحميدة، وفي ثيمة مغايرة لثيمة القرية التي عهداها.
لتكون بذلك حبيبته " أميرة من الطراز الأول"، حيث وصلت "بتأثيرها إلى تلك المنطقة في الدماغ حيث يضيع الحدس ويبقى السحر"، لتكون الأحداث مشابهة لطبيعة الجبل التاريخية، ولتسير قراءتك للأحداث في ذكاء استقرائي، ولتجعلك تمتلك خاصية السريان وباندماج كلي مع تلك الأحداث، لتسير الأحداث بعدها في اتجاه واقعي" انقطع حبل التواصل الكهرومغناطيسي الذي يمدني بالطاقة الخفية"، ليكون الاغتراب العقلي والعاطفي حاضرا في كثير من المونولوج الداخلي، وليكون هناك تداعي حر للأحداث القدرية، والتي لا يملك نحوها البطل أي قدرة على النزعة التبريرية، ليكون تأثر القارئ بذلك الشك كونه مادة جدلية في النص ارتقى إلى حد جاوز المعقول.
لتتداعى الأحداث بعدها ما بين التقاء وفراق، ورحيل وغياب وحضور باهت، ومع سلاسل من الفقد المتواصل تتداخل مع خيوط الشبكة الأسطورية الأولى، والتي ابتدأتها الحكاية يظل التعجب والتساؤل حاضرا إلى النهاية، والتي لن تنتهي بهم ولا بك أنت القارئ.
ولتعبر بنا الأحداث وتنتقل بؤرة السرد عبر العبّارة تختطفنا في رحلة بحرية من عالم الكارما ووصولا إلى "أرض الأحلام"، إلى أن نصل نهاية إلى اليقين بأن البتّ يقودنا إلى خلل في الحقيقة الموضوعية ذاتها، وذلك عبر أحداث تراصت في تناسق أدبي محفز للتحليل الاجتماعي الأدبي، فرغم إدراكنا أن "الزمن علاج لكل شيء"، يبقى التساؤل "ماذا ستكون حالة العالم من بعدي".