shfafiah@yahoo.com -

شهدت الأيام الماضية الاحتفال الرسمي بتدشين عمليات فودافون في سلطنة عمان لتكون المشغّل الثالث للاتصالات بعد عمانتل وأوريدو، ورغم أن الشركة بدأت عملياتها التشغيلية بعروض قوية غير أننا لم نجد في المقابل عروضا موازية من الشركتين الأخريين، وهو ما قد يشير إلى أن سوق الاتصالات لم تعد جذابة لشركات الاتصالات كما كانت قبل ذلك أو أن الثقة بقدرة الشركتين على الاحتفاظ بزبائنهما لا يمكن أن يزعزعها دخول شركات جديدة إلى القطاع.

ولعل تراجع أرباح عمانتل وأوريدو خلال العامين الماضيين مقارنة بالأعوام السابقة يفسّر هذا الفتور، في الوقت الذي تضغط فيه العديد من العوامل على إيرادات الشركتين وأرباحهما، فقد بلغت الأرباح الصافية لعمانتل في السوق المحلية (الشركة الأم) خلال العام الماضي حوالي 67.1 مليون ريال عماني مقابل 66.9 مليون ريال عماني في عام 2020 و77.7 مليون ريال عماني في عام 2019، وتراجعت الأرباح الصافية لشركة أوريدو العام الماضي إلى 12.4 مليون ريال عماني مقابل حوالي 22.1 مليون ريال عماني في عام 2020، و34.6 مليون ريال عماني في عام 2019.

وبالرجوع إلى التقارير المالية نجد أن عمانتل فسّرت هذا الأمر في تقريرها الأخير إلى المساهمين بأن السوق العمانية تُظهِر إشارات واضحة على التشبع، وقالت إن إيرادات خدمات الاتصالات الأساسية مثل الصوت والبيانات والرسائل تشهد انخفاضا كما أن هناك تراجعا في إجمالي عدد المشتركين. وتقدر حصة عمانتل من مشتركي الاتصالات المتنقلة بحوالي 51.9% وبحصة إيرادات تبلغ 60.2%، فيما تقدر حصتها من المشتركين في الهاتف الثابت (آجل ومسبق الدفع) بـ70% وبحصة إيرادات تقدر بنحو 80% (بحسب تقرير عمانتل).

وتشير البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن عدد المشتركين في الهاتف الثابت في سلطنة عمان بلغ بنهاية العام الماضي 572 ألف مشترك مقابل 594 ألفا في نهاية عام 2020، وتراجع إجمالي عدد المشتركين في الهاتف المتنقل بنهاية العام الماضي إلى 6 ملايين و62 ألفا مقابل 6 ملايين و276 ألف مشترك في نهاية عام 2020، كما تراجع عدد المشتركين في الإنترنت ذي النطاق العريض بالهاتف المتنقل من 5 ملايين و385 ألف مشترك إلى 5 ملايين و97 ألف مشترك، ويعود هذا التراجع إلى انخفاض عدد المقيمين في البلاد وتراجع أعداد السياح، ومع العودة التدريجية للأنشطة الاقتصادية فإنه من المتوقع أن تزداد أعداد المقيمين والسياح القادمين إلى البلاد وبالتالي ازدياد أعداد المشتركين في خدمات الاتصالات.

وفي ظل التنافس القائم بين شركات الاتصالات فإنه من الواضح أن تشهد الأشهر المقبلة مزيدا من التنافس بين الشركات على زيادة حصصها من المشتركين، غير أنه في المقابل على الشركات أن تركز على الجودة في الخدمات التي تقدمها وأن توجه عناية أكبر بالمشتركين، فزيادة الحصة لا يمكن أن يتم بمعزل عن رضا المشتركين عن الخدمات المقدمة سواء كان هؤلاء المشتركون أفرادا أو شركات، كما أن التركيز على مواكبة التحول العالمي في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وإنترنت الأشياء وازدياد الطلب على الإنترنت بسرعات مضاعفة يعد من العوامل الأساسية التي سوف تحدد توجهات المشتركين، وفي ظل التنافس المتوقع خلال العام الجاري بين ثلاثة مشتركين عوضا عن اثنين في السنوات السابقة فإن الشركات مطالبة بتقديم المزيد من التنازلات في ظل سباق يتجدد عاما بعد آخر.