في قاعة أحد الفنادق بمدينة العرفان كان يتحدث ويتحاور ويودع كل محبيه بعد أن ترك المجال الرياضي على مصراعيه فاسحًا المجال لجيل آخر يقود مسيرة اللجنة الأولمبية لأربع سنوات قادمة، إنه السيد خالد بن حمد بن حمود البوسعيدي هذه الشخصية الرياضية التي ارتبطت بها من عام 1986 عندما كان في نادي فنجاء الذي حقق معه أول بطولة لأندية مجلس التعاون عام 1989، ارتبطنا مع بعض وسافرنا شمالا وجنوبا وغربا وشرقا.

بدأ من الشارقة للدار البيضاء ومنها لكوالالمبور وبانكوك وشنغماي وكلكتا وصنعاء والمنامة وغيرها من الدول، عرفته عن قرب كما لم يعرفه الآخرون شخصية رياضية محنكة، متحدث لبق كان همه الأكبر تطور الرياضة العمانية.

عندما تسلم دفة رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم في 2007 كنت أول من يعلم بقرار ترشحه، تحدثت معه طويلا في هذا الأمر، وكنت معارضًا في البداية لترشحه.

قضى في رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم أكثر من عشر سنوات، اختلفنا كثيرًا وهذا الاختلاف كان حول العمل وليس خلافًا شخصيًا، بقينا زملاء وأصدقاء تربطنا أواصر المحبة والألفة بعيدًا عن أي خلافات أخرى.

كان دائمًا مساندًا ومشجعًا ومحفزًا لي في عملي الصحفي، وذكر ذلك في أكثر من مناسبة حتى عند زيارته لـ«جريدة عمان» عندما التقى بالمسؤولين في إدارة الجريدة، حيث كانت كلمته لي محفزة ومعبرة وتؤكد مدى حرصه الشديد على أن يكون الإعلام شريكًا أساسيًا.

اختلفنا في جوانب كثيرة خلال رئاسته لاتحاد الكرة لكن هذا الخلاف لم يفسد للود قضية بيني وبينه برغم التأويلات التي ذكرت في ذلك الوقت، وكنت قريبًا منه لأبعد الحدود وحتى عندما ترك اتحاد الكرة وتسلم رئاسة اللجنة الأولمبية كنت متابعًا دقيقًا بما يقوم به خلال الفترة التي ترأس فيها اللجنة.

ترك السيد خالد بن حمد البوسعيدي الرياضة من أوسع أبوابها، وأنهى بذلك حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض لأفكاره التطويرية التي كان يريد أن يقوم بها، نجح في جانب منها وفشل في جانب وهذه سنة الحياة، لكنه سيبقى في ذاكرة التاريخ رجل المواقف الصعبة والتحديات التي واجهته لم تنل من عزيمته في الاستمرار طوال هذه السنوات.

أصبح من المهم أن لا يبتعد السيد خالد بن حمد البوسعيدي طويلًا عن المشهد الرياضي، وأتمنى أن يعود لبيته القديم نادي فنجاء ليحيي فيه روح البطل، روح نادي فنجاء الذي نفتقد عودته حاليًا من جديد، حيث سيعيد ذاكرة المنافسة الشريفة في الميدان الرياضي.