hamdahus@yahoo.com -
طلبت من النادل أن يستبدل صحن البطاطا في الوجبة خاصتي بطبق سلطة جانبية، أو خضراوات مسلوقة، كانت ردة فعله التي تبرمج عليها: لا أستطيع، الوجبة تأتي هكذا ولا يمكن تغييرها، أجبت مبتسمة: بل تستطيع، اذهب واسأل، بعد لحظات جاءني بالوجبة كما طلبتها.
كان هذا بالنسبة لي تصرفًا تلقائيًا بسيطًا لم أفكر فيه، لكنني تفاجأت بردة فعل جليستي التي كانت مأخوذة بما حدث أمامها قائلة: "يا إلهي كيف أقنعته بتغيير مكونات الوجبة، قضيت عمري آكل ما يقدم لي في المطاعم دون التفكير في أنه يمكنني ذلك"، أنا في الواقع لم أقنعه بشيء، أنا طلبت وهو نفذ، لكن السيدة
كانت بالفعل مذهولة على ما يبدو للدرجة التي قالت لي فيها وهي تودعني عند السيارة بأن أفضل ما سأحمله معي من هذا اللقاء هو هذا الدرس الذي تعلمته على يديك اليوم.
طوال طريق العودة للبيت وأنا أفكر في هذا الموقف، فها هي امرأة تجاوزت الأربعين من عمرها، قضت حياتها تصرف أموالها على طعام لا تستسيغه، لمجرد أنها لم تكن تعرف بأنها تملك الخيار لتغيير ما لا يعجبها.
ترى كم من الأموال هدرت بهذه الطريقة، أو بالأحرى كم من الطعام أهدر، أمر يسري على كثير من أمور الحياة والتجارب التي تفرض علينا، لمجرد جهلنا بحق الاختيار الطبيعي الذي منحنا إياه رب العباد، الاختيار هو أساس التكليف ببساطة، لكننا نقبل على مضض أن يتم فرض الخيارات علينا أحيانا من قبل أناس لا سلطة لهم علينا، لأننا نجهل حقيقة أنه يمكننا أن نقول (لا) لما لا نريد، يمكننا أن نعتذر ببساطة عن زيارة لا نرغب فيها في ذلك الوقت على الأقل، يمكننا أن نعتذر عن مهمات لا قوة لنا بها، ووظائف لا نرغب بها، والتزامات لا طاقة لنا بها.
القرارات البسيطة جدا التي نعجز عن اتخاذها، تقود إلى عجز عن اتخاذ قرارات مصيرية في الغالب، ابدأ بالتمرس على البسيط تدريجيًا، تجد أن الأمور الجسام باتت سهلة.
ما هو صحن البطاطا في حياتك الذي أقنعت نفسك أنك لا تملك خيار تغييره؟
طلبت من النادل أن يستبدل صحن البطاطا في الوجبة خاصتي بطبق سلطة جانبية، أو خضراوات مسلوقة، كانت ردة فعله التي تبرمج عليها: لا أستطيع، الوجبة تأتي هكذا ولا يمكن تغييرها، أجبت مبتسمة: بل تستطيع، اذهب واسأل، بعد لحظات جاءني بالوجبة كما طلبتها.
كان هذا بالنسبة لي تصرفًا تلقائيًا بسيطًا لم أفكر فيه، لكنني تفاجأت بردة فعل جليستي التي كانت مأخوذة بما حدث أمامها قائلة: "يا إلهي كيف أقنعته بتغيير مكونات الوجبة، قضيت عمري آكل ما يقدم لي في المطاعم دون التفكير في أنه يمكنني ذلك"، أنا في الواقع لم أقنعه بشيء، أنا طلبت وهو نفذ، لكن السيدة
كانت بالفعل مذهولة على ما يبدو للدرجة التي قالت لي فيها وهي تودعني عند السيارة بأن أفضل ما سأحمله معي من هذا اللقاء هو هذا الدرس الذي تعلمته على يديك اليوم.
طوال طريق العودة للبيت وأنا أفكر في هذا الموقف، فها هي امرأة تجاوزت الأربعين من عمرها، قضت حياتها تصرف أموالها على طعام لا تستسيغه، لمجرد أنها لم تكن تعرف بأنها تملك الخيار لتغيير ما لا يعجبها.
ترى كم من الأموال هدرت بهذه الطريقة، أو بالأحرى كم من الطعام أهدر، أمر يسري على كثير من أمور الحياة والتجارب التي تفرض علينا، لمجرد جهلنا بحق الاختيار الطبيعي الذي منحنا إياه رب العباد، الاختيار هو أساس التكليف ببساطة، لكننا نقبل على مضض أن يتم فرض الخيارات علينا أحيانا من قبل أناس لا سلطة لهم علينا، لأننا نجهل حقيقة أنه يمكننا أن نقول (لا) لما لا نريد، يمكننا أن نعتذر ببساطة عن زيارة لا نرغب فيها في ذلك الوقت على الأقل، يمكننا أن نعتذر عن مهمات لا قوة لنا بها، ووظائف لا نرغب بها، والتزامات لا طاقة لنا بها.
القرارات البسيطة جدا التي نعجز عن اتخاذها، تقود إلى عجز عن اتخاذ قرارات مصيرية في الغالب، ابدأ بالتمرس على البسيط تدريجيًا، تجد أن الأمور الجسام باتت سهلة.
ما هو صحن البطاطا في حياتك الذي أقنعت نفسك أنك لا تملك خيار تغييره؟