hamdahus@yahoo.com -
صادف يوما أن كنت أتبضع للبيت عندما أخذت بيدي دجاجة وزنها ألف جرام، توقفت لحظة عند ذلك الوزن بيدي، وابتسمت، فقد كنت في ذلك الشهر قد نجحت في خفض وزني بمقدار ثلاثة كيلوجرامات، لكنني لم أشعر بحجم الإنجاز الذي حققه جسدي حتى أمسكت بيدي الكيلوجرام، ووعيت إلى حجمه، منذ ذلك الحين أصبحت أقيس انخفاض وزني وزيادته بالدجاجة، انتقل هذا إلى جوانب مختلفة في حياتي، فقد أصبحت أقيس مصروفاتي بما يمكن أن أشتريه بالمال الذي أهم بصرفه، فإذا كنت أريد شراء حذاء على سبيل المثال بخمسين ريالا عمانيا، تقفز إلى ذهني الحاجات التي يمكن لهذه الخمسين أن تشتريها وتكون ذات فائدة أكبر بالنسبة لي، وانتقل معيار الدجاجة إلى إنجازات يومية صغيرة قد لا يلقي لها الآخرون بالًا لكن بمقياس الدجاجة هي كبيرة جدا، منها موضوع النوم بعد صلاة الفجر الذي تطرقت له في المقال السابق، فقد أدركت أنني من ضمن القلة ممن يبدأ يومه بصلاة الفجر، فأصبحت لهذا الإنجاز قيمة أكبر عندي، القراءة أيضا، عندما بدأت أقيسها بعدد الأفراد ممن حولي الذين يقرأون عدد الكتب التي أقرأ، لكن لأن هذه السلوكيات هي روتين يومي بالنسبة لي فأنا بالفعل لا أفكر فيها كإنجازات تستحق الاحتفاء.
معايير النجاح التي أصبحنا نضعها لأنفسنا معايير عالية جدا، حتى ليصعب على المرء أن يصلها أحيانا، وهي معايير وضعها آخرون، من بيئات مختلفة، وظروف مختلفة، بالتالي فإن معايرهم قد لا تتواءم ومتطلبات حياتي، وهذا هو أحد الأسباب الذي يجعلنا نقسو على ذواتنا، ونطالبها على الدوام بما لا تقدر عليه، حتى إذا ما فشلنا في تحقيق النتائج المرجوة، دخلنا في حالة من التأنيب والتعنيف وجلد الذات، متناسين أن كل واحد منا لديه قدراته الفردية، وأولوياته التي قد لا تتفق مع أولويات الآخرين، فلا بأس إن لم أحقق إنجازات مهنية، أو مادية، أو لياقة بدني عالية كالرياضيين، فهذه ليست بالضرورة أن تكون أولوياتي أنا.
قد أكون قد وضعت تأسيس أسرة سعيدة على قائمة أولوياتي، وبالتالي قد يصبح أكبر إنجاز هو أن أعد جميع الوجبات اليومية لأفراد أسرتي بيدي، وتناولها معهم، قد تكون في السلام الداخلي والصفاء الروحي الذي تمنحني إياه لحظات الهدوء في عزلتي، الحياة ثرية ومتنوعة من الضيم أن نحصرها في خيارات محددة.
صادف يوما أن كنت أتبضع للبيت عندما أخذت بيدي دجاجة وزنها ألف جرام، توقفت لحظة عند ذلك الوزن بيدي، وابتسمت، فقد كنت في ذلك الشهر قد نجحت في خفض وزني بمقدار ثلاثة كيلوجرامات، لكنني لم أشعر بحجم الإنجاز الذي حققه جسدي حتى أمسكت بيدي الكيلوجرام، ووعيت إلى حجمه، منذ ذلك الحين أصبحت أقيس انخفاض وزني وزيادته بالدجاجة، انتقل هذا إلى جوانب مختلفة في حياتي، فقد أصبحت أقيس مصروفاتي بما يمكن أن أشتريه بالمال الذي أهم بصرفه، فإذا كنت أريد شراء حذاء على سبيل المثال بخمسين ريالا عمانيا، تقفز إلى ذهني الحاجات التي يمكن لهذه الخمسين أن تشتريها وتكون ذات فائدة أكبر بالنسبة لي، وانتقل معيار الدجاجة إلى إنجازات يومية صغيرة قد لا يلقي لها الآخرون بالًا لكن بمقياس الدجاجة هي كبيرة جدا، منها موضوع النوم بعد صلاة الفجر الذي تطرقت له في المقال السابق، فقد أدركت أنني من ضمن القلة ممن يبدأ يومه بصلاة الفجر، فأصبحت لهذا الإنجاز قيمة أكبر عندي، القراءة أيضا، عندما بدأت أقيسها بعدد الأفراد ممن حولي الذين يقرأون عدد الكتب التي أقرأ، لكن لأن هذه السلوكيات هي روتين يومي بالنسبة لي فأنا بالفعل لا أفكر فيها كإنجازات تستحق الاحتفاء.
معايير النجاح التي أصبحنا نضعها لأنفسنا معايير عالية جدا، حتى ليصعب على المرء أن يصلها أحيانا، وهي معايير وضعها آخرون، من بيئات مختلفة، وظروف مختلفة، بالتالي فإن معايرهم قد لا تتواءم ومتطلبات حياتي، وهذا هو أحد الأسباب الذي يجعلنا نقسو على ذواتنا، ونطالبها على الدوام بما لا تقدر عليه، حتى إذا ما فشلنا في تحقيق النتائج المرجوة، دخلنا في حالة من التأنيب والتعنيف وجلد الذات، متناسين أن كل واحد منا لديه قدراته الفردية، وأولوياته التي قد لا تتفق مع أولويات الآخرين، فلا بأس إن لم أحقق إنجازات مهنية، أو مادية، أو لياقة بدني عالية كالرياضيين، فهذه ليست بالضرورة أن تكون أولوياتي أنا.
قد أكون قد وضعت تأسيس أسرة سعيدة على قائمة أولوياتي، وبالتالي قد يصبح أكبر إنجاز هو أن أعد جميع الوجبات اليومية لأفراد أسرتي بيدي، وتناولها معهم، قد تكون في السلام الداخلي والصفاء الروحي الذي تمنحني إياه لحظات الهدوء في عزلتي، الحياة ثرية ومتنوعة من الضيم أن نحصرها في خيارات محددة.