حين حكت حوراء نزوى عن التاريخ، لم ترص سلسلة من حكايات الماضي فقط، بل إنها قدمت رؤيتها لخط سير التاريخ، عبر وعي وفلسفة تاريخية، إلا أنها ورغم الحنين لحكايات الماضي، لم تكن قد حصرت التاريخ كونه مجموعة حكايا مروية فقط لا يمكن تجاوزها، لتقول وعبر وصية أزلية: "لا تروى كل الحكايات"، كنصيحة من أصحاب الخبرة وعلى لسان جدتها: "للحكايات سلطة عجيبة على تحويل مسار الزمان، فالحكايات المروية لا تفنى، يظل امتدادها يسري بين الأزمان، إلا أن مذاقه سرعان ما يذوب في الفم، ويمتزج بماء الجسم، فلا يستطيع القائل الفكاك مما قاله، فلتحذري كل الحذر من أن تروي كل الحكايات".
فحياتنا الحاضرة متكئة على الوعي بالتاريخ المنصرم، والذي تراكمت فيه حكايات الراحلين، وبقدر معرفتنا بالتاريخ ستكون حياتنا الحاضرة، فلم تكن حوراء نزوى آبهة بسرد الحكايات على نحو مكرر تلقائي وبتتابع زمني مؤرخ، بل تحاول قراءة تلك الأحداث على نحو فلسفي، تقف على تأمل وملاحظة تتابع خطى التاريخ، بفكر استنباطي يمكنها من قراءة المستقبل، عن طريق التتبع لنمط الأحداث والتسلسلات، وغير آبهة بتلك الحكايات التفصيلية، بقدر تعاملها مع الأحداث التاريخية ككيان واحد في مسار شامل للأحداث، "عبر حكايات تنعي الأزمان الماضية، نعيا يخلد حكاياتهم، وتجعلك تقرأ التاريخ على نحو مختلف، فيتكشف لك المسار التطوري ودوران عجلة التاريخ من أزمان تتناوب العبور بنا، ونتبادل عبورها، لتفهم جوهر التاريخ وحقيقته"، "وحين أدركت أن المؤرخين لا يكتبون الماضي فقط، بل إن ما يكتبونه يطال المستقبل أيضا".
وكعادة كل الحكايات المروية، فإن لها بداية ونهاية، لتتساءل الحوراء عن بداية حكايا التاريخ ونهايتها، " ذلك التاريخ المحكوم بمنظومته الخفية"، فتهرع الحوراء إلى صفحات تلك الكتب التي تنحشر في الروازن الطينية السميكة، محاولة فك شيفرة التاريخ، لتسير الحكايات التاريخية بالتوازي مع تساؤلات الوعي التاريخي لدى الحوراء، لمحاولة فك شيفرة الترابط بين الأحداث، فالإنسان هو المسؤول الأول والمحرك الرئيس لذلك التاريخ، إلا أن ذلك لا يكون إلا عبر وعي كوني، و" كل شيء بقدر، تلك هي بذرة الخلق الأولى".
ليسوق القدر الناس نحو الحياة والحضارة، فيعمرون الأراضي حسب حراكهم المعرفي العقلي، وعبر تفاعلهم مع بيئاتهم، " انحدرت الحضارات وتوالت إلى أن وطأتها قدم عرمان بن عمر الأزدي، فانحدروا من الجبل، ذلك الجبل الذي تسيل منه الشعاب ليكون مصب الوادي في الجهة المقابلة، فتستفيق الحياة، "فمنذ الأزمان البعيدة، توالت القبائل العربية الأصيلة، بعد أن قدم مالك بن فهم، فوجد مستوطنات الفرس، فاقتتل معهم لمدة اثني عشر شهرا، لإجلائهم من البلاد، لتكون بذلك عربية بالكامل".
لتتوالى الحكايات والأحداث مشكّلة تاريخا يروى، يمارس عليه مبدأ الانتخاب الطبيعي، والبقاء للأقوى ليكون لأولئك المؤثرين من أبطال ومفكرين وقادة الدور الأكبر في تسيير مسارات التاريخ، لتتساءل الحوراء: " لماذا انتهى مداد القلم واليراع وابيّض سواده وحبره، وجفّ ماء نبعه، وانقطع انثيال حديثه ونفذت ذخيرته، أو أنه أضاع طريقه".
لنتتبع تلك الحكايات وعبر وعي تاريخي، وقراءة فلسفية لخط سير التاريخ، فهي تعرف جيدا أن المشاعر هي مادة الحكاية الأولى فتقول: " كانت المشاعر كبيرة وعميقة ومتأججة، سارت في تردد موجي متناغم، وهي من صنع كل الحكاية"، وبوعي بالقوى الكونية، والتي ما إن تختل حتى تكون " نذيرا على النهاية التي اقتربت"، لتبدأ بعدها النقلات التاريخية الكبيرة، والبدايات الأخرى والتي عليك أن تكون دائما مستعدا لها لتقول: " مهما كشفت الحرب من سوءة الزمان، ومهما تبدل الحال إلى حال آخر، ومهما تركت خلفها من ندوب أبدية، إلا انه لا بد للشمس من شروق، فما يكتهل الزمان حتى يعود فتيا قويا".
لتبدأ بعدها بسرد الحكايات، فتطوف بواسطة سفر عبر الزمان، لتسرد بعضا من حكايا "نزوى سليلة المجد، وتخت الأئمة"، "بداية من جبل الحوراء مع السفح الحجري المحيط به، مرورا بحارة الصخابرة في سعال، ثم نمر على قراها من جهة الشمال، تنوف التي نافت وارتفعت"، "فتحديقة واحدة منك للتاريخ، تعطيك نظرة خاطفة للمستقبل".
وذلك عبر سفر عبر الزمان، "عرفت ولا مجال للتراجع أن هناك سفرا أبعد من التحليق نحو القارات البعيدة"، لتسافر عبر أبجديات السفر عبر الزمان، "فهو طريق لا يسار إليه بقدمين يخلفان الآثار من ورائهما، بل بعينين مغمضتين في إطباق تام، لننجذب للرؤى الحقة، والتي تلقي باليقين في القلب"، لتقول: " فأعبر تلك الأزمان حتى فقدت زماني، فصارت الأزمان الآن هي من تعبرني، وأنا ساكنة..فهل تراني أنا جبل الحوراء؟".
فحياتنا الحاضرة متكئة على الوعي بالتاريخ المنصرم، والذي تراكمت فيه حكايات الراحلين، وبقدر معرفتنا بالتاريخ ستكون حياتنا الحاضرة، فلم تكن حوراء نزوى آبهة بسرد الحكايات على نحو مكرر تلقائي وبتتابع زمني مؤرخ، بل تحاول قراءة تلك الأحداث على نحو فلسفي، تقف على تأمل وملاحظة تتابع خطى التاريخ، بفكر استنباطي يمكنها من قراءة المستقبل، عن طريق التتبع لنمط الأحداث والتسلسلات، وغير آبهة بتلك الحكايات التفصيلية، بقدر تعاملها مع الأحداث التاريخية ككيان واحد في مسار شامل للأحداث، "عبر حكايات تنعي الأزمان الماضية، نعيا يخلد حكاياتهم، وتجعلك تقرأ التاريخ على نحو مختلف، فيتكشف لك المسار التطوري ودوران عجلة التاريخ من أزمان تتناوب العبور بنا، ونتبادل عبورها، لتفهم جوهر التاريخ وحقيقته"، "وحين أدركت أن المؤرخين لا يكتبون الماضي فقط، بل إن ما يكتبونه يطال المستقبل أيضا".
وكعادة كل الحكايات المروية، فإن لها بداية ونهاية، لتتساءل الحوراء عن بداية حكايا التاريخ ونهايتها، " ذلك التاريخ المحكوم بمنظومته الخفية"، فتهرع الحوراء إلى صفحات تلك الكتب التي تنحشر في الروازن الطينية السميكة، محاولة فك شيفرة التاريخ، لتسير الحكايات التاريخية بالتوازي مع تساؤلات الوعي التاريخي لدى الحوراء، لمحاولة فك شيفرة الترابط بين الأحداث، فالإنسان هو المسؤول الأول والمحرك الرئيس لذلك التاريخ، إلا أن ذلك لا يكون إلا عبر وعي كوني، و" كل شيء بقدر، تلك هي بذرة الخلق الأولى".
ليسوق القدر الناس نحو الحياة والحضارة، فيعمرون الأراضي حسب حراكهم المعرفي العقلي، وعبر تفاعلهم مع بيئاتهم، " انحدرت الحضارات وتوالت إلى أن وطأتها قدم عرمان بن عمر الأزدي، فانحدروا من الجبل، ذلك الجبل الذي تسيل منه الشعاب ليكون مصب الوادي في الجهة المقابلة، فتستفيق الحياة، "فمنذ الأزمان البعيدة، توالت القبائل العربية الأصيلة، بعد أن قدم مالك بن فهم، فوجد مستوطنات الفرس، فاقتتل معهم لمدة اثني عشر شهرا، لإجلائهم من البلاد، لتكون بذلك عربية بالكامل".
لتتوالى الحكايات والأحداث مشكّلة تاريخا يروى، يمارس عليه مبدأ الانتخاب الطبيعي، والبقاء للأقوى ليكون لأولئك المؤثرين من أبطال ومفكرين وقادة الدور الأكبر في تسيير مسارات التاريخ، لتتساءل الحوراء: " لماذا انتهى مداد القلم واليراع وابيّض سواده وحبره، وجفّ ماء نبعه، وانقطع انثيال حديثه ونفذت ذخيرته، أو أنه أضاع طريقه".
لنتتبع تلك الحكايات وعبر وعي تاريخي، وقراءة فلسفية لخط سير التاريخ، فهي تعرف جيدا أن المشاعر هي مادة الحكاية الأولى فتقول: " كانت المشاعر كبيرة وعميقة ومتأججة، سارت في تردد موجي متناغم، وهي من صنع كل الحكاية"، وبوعي بالقوى الكونية، والتي ما إن تختل حتى تكون " نذيرا على النهاية التي اقتربت"، لتبدأ بعدها النقلات التاريخية الكبيرة، والبدايات الأخرى والتي عليك أن تكون دائما مستعدا لها لتقول: " مهما كشفت الحرب من سوءة الزمان، ومهما تبدل الحال إلى حال آخر، ومهما تركت خلفها من ندوب أبدية، إلا انه لا بد للشمس من شروق، فما يكتهل الزمان حتى يعود فتيا قويا".
لتبدأ بعدها بسرد الحكايات، فتطوف بواسطة سفر عبر الزمان، لتسرد بعضا من حكايا "نزوى سليلة المجد، وتخت الأئمة"، "بداية من جبل الحوراء مع السفح الحجري المحيط به، مرورا بحارة الصخابرة في سعال، ثم نمر على قراها من جهة الشمال، تنوف التي نافت وارتفعت"، "فتحديقة واحدة منك للتاريخ، تعطيك نظرة خاطفة للمستقبل".
وذلك عبر سفر عبر الزمان، "عرفت ولا مجال للتراجع أن هناك سفرا أبعد من التحليق نحو القارات البعيدة"، لتسافر عبر أبجديات السفر عبر الزمان، "فهو طريق لا يسار إليه بقدمين يخلفان الآثار من ورائهما، بل بعينين مغمضتين في إطباق تام، لننجذب للرؤى الحقة، والتي تلقي باليقين في القلب"، لتقول: " فأعبر تلك الأزمان حتى فقدت زماني، فصارت الأزمان الآن هي من تعبرني، وأنا ساكنة..فهل تراني أنا جبل الحوراء؟".