قبل نحو عام بدأ المنتخب الوطني الأول لكرة القدم خطواته مع المدرب الكرواتي برانكو الذي ظل طوال عام متوقفًا بسبب توقف النشاط الرياضي في سلطنة عمان، ومن بداية مارس 2021 خطأ المنتخب الوطني خطواته الأولى من خلال برنامج تدريبي خارج سلطنة عمان بإقامة معسكرات تدريبية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان الهدف استكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا والمرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم وكذلك تصفيات كأس العرب.

وقد نجح المنتخب الوطني في عبور التصفيات وبلغ نهائيات كأس آسيا في الصين، والمرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم وبلغ نهائيات كأس العرب. وخلال عام واحد استطاع المنتخب الوطني أن يضع لنفسه هوية ومستوى تصاعديا في الأداء مع وجود عناصر شابة استطاعت إثبات وجودها، وأن تقارع منتخبات آسيوية وعربية تتفوق علينا من حيث التصنيف الدولي والنتائج.

وكانت المباريات التي خاضها المنتخب الوطني على مدى عام في معظمها مثيرة للغاية، والمستوى البطولي الذي ظهر به الفريق واللاعبون بشكل عام الذين تميز معظمهم بالثبات رغم كل الظروف المحيطة التي مر بها المنتخب ومنها الضغط الشديد الذي تعرض له، لكن هذا لم تستنزف طاقة المنتخب ولم تخور من عزيمته، وقدم مستويات فنية في جميع المباريات التي لعبها باستثناء مباراة أستراليا التي خسرها في العاصمة القطرية الدوحة.

وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العماني لكرة القدم وجميع أجهزة الدولة لم تدخر جهدًا من أجل توفير كل الإمكانيات وتسخيرها في خدمة المنتخب الوطني خلال مشاركاته الماضية، لكن هذا هو حال كرة القدم وعلينا أن نستفيد من هذه التجربة وأن نبدأ من الآن في إصلاح ما يمكن إصلاحه، وأن يكون هدفنا واضحًا للمرحلة القادمة ومنها نهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام بعد عام من الآن في الصين.

شكرًا منتخبنا على ما قدمته من مستويات على مدى عام وعلينا أن نواصل المشوار بعزيمة أقوى في ظل وجود عناصر شابة تحتاج للكثير من العمل من خلال التأهيل والتدريب والتجارب الودية التي تصقل من إمكانيتهم وقدراتهم، ويكفي فخرًا أن المنتخب الوطني الذي غاب عنه أبرز عناصره في مباراتي السعودي وأستراليا لم يتأثر، وأكد أنه يملك احتياطًا على مستوى عالٍ من الكفاءة وللموضوع بقية.

ناصر درويش صحفي رياضي