مررت على صديقة في المكتب لإلقاء التحية لكوني كنت أزور المبنى الذي يقع
مكتبها فيه فلم أجدها، هاتفتها مستفسرة عن سبب إغلاق المكتب فأجابتني بأنها قد
قررت مباشرة العمل من البيت، وأعقبت ضاحكة ما زلت في السرير بالبيجاما أحتسي
قهوتي وأعمل، لا نية لدي اليوم في الخروج من البيت، تخيلت بعقليتي الحالمة ذلك
المشهد، وتمنيت أن أكون مكانها في تلك اللحظة، وأن يكون لي خيار العمل من أي
مكان في العالم، وفي أي وقت أختاره.
لم تمر فترة طويلة على ذلك الموقف حتى جاءت الجائحة التي قلبت حياتنا رأسا على
عقب، ونسفت بكثير من المسلمات، بما فيها ثقافة العمل في السلطنة، بعد شهور
قصيرة من العمل عن بعد الذي استهواني كثيرا، استيقظت يوما على فكرة ملحة
بتقديم استقالتي من العمل الحكومي وبدء مشروعي الخاص على غرار مشروع صديقتي،
والذي سيضمن لي الاستمرار في العمل المرن حتى بعد الجائحة، تركت الفكرة ذلك
اليوم تخوفا من أن تكون فكرة عابرة نتيجة حلم أثناء المنام نسيته، لكن تلك
الفكرة استمرت في مغازلتي لعدة أيام، حتى استيقظت في اليوم الثالث تقريبا
وجلست على جهاز الحاسب المحمول وكتبت استقالتي، وقبل أن أغير رأيي هاتفت مكتب
رئيس مجلس الإدارة، ناقلة خبر استقالتي النهائية.
قبل أيام مرت علي سيدة وأنا أحتسي فنجان قهوتي واقرأ في كتاب في مقهى هادئ
وراقٍ اخترته ذلك اليوم، سألتني لما لم أفكر في العمل بعد التقاعد فأجبت أن
هذا هو ما أقوم به فعلا، لحظت نظرة استنكار في عينيها واستطردت بأنني أعمل
فعلا على مشروع كتابة، ولدي اجتماع بعد دقائق في هذا المكان، فقد قررت العمل
من هنا اليوم عوضا عن الذهاب للمكتب، فقط في تلك اللحظة استذكرت الموقف الذي
حدث مع صديقتي، وأدهشني كيف حقق ربي أمنيتي بهذه السرعة، ومن حيث لم أحتسب،
بطريقة إعجازية، رغم إنني حقا لم أخطط لها بهذا الشكل.
يحدث كثيرا أن نلقي نية، ننساها، لكن ملائكة الرحمة تكون حاضرة فتنقلها بدون
علم منا، في الوقت الذي نمضي فيه في وضع خطط قد تكون بعيدة عن ذلك الخط، هناك
تقادير خفية تعمل على تجلي نوايانا في الخفاء، وفجأة في غفلة منا نجدها وقد
تحققت، كثيرا من الأحيان لا ندرك حتى إنها تحققت حتى يأتي من يذكرنا بها كما
فعلت معي تلك السيدة.
كم من النعم التي نعيشها، كانت أمنية ونية أطلقناها ونسينا
مكتبها فيه فلم أجدها، هاتفتها مستفسرة عن سبب إغلاق المكتب فأجابتني بأنها قد
قررت مباشرة العمل من البيت، وأعقبت ضاحكة ما زلت في السرير بالبيجاما أحتسي
قهوتي وأعمل، لا نية لدي اليوم في الخروج من البيت، تخيلت بعقليتي الحالمة ذلك
المشهد، وتمنيت أن أكون مكانها في تلك اللحظة، وأن يكون لي خيار العمل من أي
مكان في العالم، وفي أي وقت أختاره.
لم تمر فترة طويلة على ذلك الموقف حتى جاءت الجائحة التي قلبت حياتنا رأسا على
عقب، ونسفت بكثير من المسلمات، بما فيها ثقافة العمل في السلطنة، بعد شهور
قصيرة من العمل عن بعد الذي استهواني كثيرا، استيقظت يوما على فكرة ملحة
بتقديم استقالتي من العمل الحكومي وبدء مشروعي الخاص على غرار مشروع صديقتي،
والذي سيضمن لي الاستمرار في العمل المرن حتى بعد الجائحة، تركت الفكرة ذلك
اليوم تخوفا من أن تكون فكرة عابرة نتيجة حلم أثناء المنام نسيته، لكن تلك
الفكرة استمرت في مغازلتي لعدة أيام، حتى استيقظت في اليوم الثالث تقريبا
وجلست على جهاز الحاسب المحمول وكتبت استقالتي، وقبل أن أغير رأيي هاتفت مكتب
رئيس مجلس الإدارة، ناقلة خبر استقالتي النهائية.
قبل أيام مرت علي سيدة وأنا أحتسي فنجان قهوتي واقرأ في كتاب في مقهى هادئ
وراقٍ اخترته ذلك اليوم، سألتني لما لم أفكر في العمل بعد التقاعد فأجبت أن
هذا هو ما أقوم به فعلا، لحظت نظرة استنكار في عينيها واستطردت بأنني أعمل
فعلا على مشروع كتابة، ولدي اجتماع بعد دقائق في هذا المكان، فقد قررت العمل
من هنا اليوم عوضا عن الذهاب للمكتب، فقط في تلك اللحظة استذكرت الموقف الذي
حدث مع صديقتي، وأدهشني كيف حقق ربي أمنيتي بهذه السرعة، ومن حيث لم أحتسب،
بطريقة إعجازية، رغم إنني حقا لم أخطط لها بهذا الشكل.
يحدث كثيرا أن نلقي نية، ننساها، لكن ملائكة الرحمة تكون حاضرة فتنقلها بدون
علم منا، في الوقت الذي نمضي فيه في وضع خطط قد تكون بعيدة عن ذلك الخط، هناك
تقادير خفية تعمل على تجلي نوايانا في الخفاء، وفجأة في غفلة منا نجدها وقد
تحققت، كثيرا من الأحيان لا ندرك حتى إنها تحققت حتى يأتي من يذكرنا بها كما
فعلت معي تلك السيدة.
كم من النعم التي نعيشها، كانت أمنية ونية أطلقناها ونسينا