كابول -وكالات: أعلنت حركة طالبان انتهاء الحرب في أفغانستان بعد سيطرتها على القصر الرئاسي في كابول مع رحيل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة ومسارعة الدول الغربية لإجلاء مواطنيها أمس.

وقال شهود إن خمسة أشخاص قُتلوا وسط فوضى في مطار كابول أمس مع محاولة الناس الهرب فيما تحطمت طائرة عسكرية افغانية مساء أمس الأول عبرت الحدود بشكل غير قانوني إلى أوزبكستان.

وقال شاهد ينتظر منذ أكثر من 20 ساعة لركوب طائرة في مطار كابول إنه لم يتضح ما إذا كان القتلى سقطوا بأعيرة نارية أم نتيجة تدافع.

وكان مطار كابول أمس مسرحاً لمشاهد غير مألوفة، مع تعلق أشخاص بطائرة عسكرية وهي على وشك الإقلاع، حيث اجتاح آلاف الأفغان المدرج على أمل الفرار بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.

وفر الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد أمس مع دخول المسلحين المدينة قائلا إنه آثر تجنب سفك الدماء، في حين تكدس مئات الأفغان في مطار كابول أملا في مغادرة البلاد.

وقال محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان "هذا يوم عظيم للشعب الأفغاني وللمجاهدين. لقد شهدوا ثمار جهودهم وتضحياتهم على مدار 20 عاما...الحمد لله الحرب انتهت في البلاد".

واحتاجت طالبان ما يزيد قليلا عن أسبوع للسيطرة على أفغانستان في حملة خاطفة انتهت في كابول بينما اختفت القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات لتدريبها وتسليحها على مدار سنوات.

وقال نعيم إن شكل النظام الجديد في أفغانستان سيتضح قريبا مضيفا أن الحركة لا ترغب في العيش في عزلة ودعا إلى علاقات سلمية مع المجتمع الدولي.وأضاف "لقد وصلنا إلى ما كنا نسعى إليه وهو حرية بلادنا واستقلال شعبنا... لن نسمح لأحد باستخدام أراضينا لاستهداف أي جهة ولا نرغب في الإضرار بالآخرين".

وقال قائد في الحركة إن المسلحين يعيدون تنظيم صفوفهم بمختلف الأقاليم مضيفا أن طالبان لن تشكل هيكلا جديدا للحكم إلا بعد رحيل القوات الأجنبية.

وأضاف مسؤول طالبان الذي طلب عدم نشر اسمه أنه صدرت تعليمات لمقاتلي الحركة في كابول بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية.وقال "الحياة الطبيعية ستستمر بطريقة أفضل كثيرا وهذا كل ما استطيع أن أقوله الآن".

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت مبكر أمس أنه جرى نقل جميع موظفي السفارة الأمريكية في كابول إلى المطار بمن فيهم السفير روس ويلسون وذلك انتظارا لإجلائهم مضيفا أنه جرى إنزال العلم الأمريكي من مجمع السفارة.

وغزا مئات الأفغان مدارج المطار في الظلام ومعهم أمتعتهم أملا في الوصول إلى أماكن بآخر طائرات تجارية تغادر البلاد .

وفي واشنطن، قال معارضو قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء أطول الحروب الأمريكية إن الفوضى ناجمة عن فشل القيادة.

وقالت دول أوروبية، ومنها فرنسا وألمانيا وهولندا، إنها تعمل على إجلاء مواطنيها وبعض الموظفين الأفغان من البلاد.لكن روسيا قالت إنها لا ترى حاجة لإخلاء سفارتها في الوقت الراهن. وقالت تركيا إن سفارتها ستواصل العمل.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس أمس إن حركة طالبان تسيطر على أفغانستان وإن القوات البريطانية وقوات حلف شمال الأطلسي لن تعود لقتال المسلحين.

وقال والاس لقناة سكاي نيوز التلفزيونية "أعترف بأن طالبان تسيطر على البلاد... أعني أن المرء لا يحتاج إلى أن يكون باحثا سياسيا لمعرفة ذلك".

وردا على سؤال عما إذا كانت بريطانيا وحلف شمال الأطلسي سيعودان إلى أفغانستان، قال والاس "هذا ليس مطروحا... لن نعود".

وقال والاس إن القطاع العسكري من مطار كابول آمن وإن بريطانيا تبذل ما بوسعها لإجلاء المواطنين البريطانيين وأفغان على صلات ببريطانيا.

وأضاف "هدفنا... خروج ما يتراوح بين 1200 و1500 في اليوم بحسب قدرة طائراتنا، وسنحافظ على هذا المعدل".

وأشار والاس إلى أن الوقت ليس مناسبا لاتخاذ قرار بشأن الاعتراف بسلطة طالبان في أفغانستان.وقال "سيحدث الكثير قبل أن تُتخذ هذه القرارات... الفيصل سيكون أفعالهم وليس الأقوال".

وقال مسؤولون في طالبان أمس إنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات بمختلف أنحاء البلاد.وقال مسؤول في الحركة "الوضع هادئ".

وساد الهدوء سائر أنحاء العاصمة أمس فيما كان مقاتلو طالبان يقومون بدوريات في الشوارع ويقيمون نقاط تفتيش.

ودعا الملا عبد الغني برادر أحد مؤسسي طالبان مقاتليه إلى الانضباط.

وقال في مقطع فيديو: "الآن حان الوقت للتقييم والإثبات، الآن علينا أن نظهر أن بإمكاننا خدمة أمتنا وضمان السلام ورغد العيش".

وصرح متحدث باسم الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي بأن ممثلين عن الحكومة الأفغانية المنهارة يجرون محادثات مع حركة طالبان.

وقال المتحدث يوسف ساها،إن "محادثات تجري. وفي المرحلة الأولى، تم التأكيد على ضرورة حماية أرواح الأفراد وممتلكاتهم والممتلكات العامة".

وبعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني من أفغانستان أمس، أصبح الأمر متروكا لمجلس تنسيقي لتنظيم الانتقال السلمي للسلطة إلى طالبان. ويضم المجلس كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله، والقيادي قلب الدين حكمتيار.