ظهرت العديد من الدراسات التي تبحث في أسباب تفوق استثمارات المرأة على شقيقها الرجل، فقد أورد مقال لكل من ايميلي غاي بيركن وبنيامين كاري نشر في مجلة فوربز في شهر مارس من هذا العام بأن ذلك يعود في الغالب إلى (حذر) المرأة بالدرجة الأولى الذي يجعلها تدرس الخيارات الاستثمارية بدقة، وتأن، وعلى الرغم من أن المرأة يمكن أن تخاطر في قراراتها الاستثمارية لكن ميلها للمخاطرة أقل من الرجل، الذي يكون أكثر اندفاعا في قراراته، كما أن المرأة في الغالب تتميز بالصبر والهدوء، وهذا يجعلها تترك استثماراتها لفترة أطول الأمر الذي يجعلها تستفيد أكثر من عامل الزمن في نمو محفظتها، والتي تميل في الغالب للتنوع فيها مما يوفر لها عوائد جيدة بغض النظر عن أداء الأسواق.

وترجع دراسة لتيري أودين من جامعة كاليفورنيا نشرت في واشنطن بوست ذلك إلى ميل الرجال أيضًا للتداول بمعدل 45% أكثر من النساء، وهذا يعود إلى ثقة المستثمر الرجل والتي قد تكون ثقة زائدة في بعض الأحيان، فالتداول المستمر بدون أخذ وقت كافٍ لدراسة الفرص الاستثمارية قد يفوت على المستثمر الكثير من الفرص، إضافة إلى الرسوم التي يدفعها في كل مرة يتداول فيها، والتي تستهلك جزءا من محفظته الاستثمارية.

في كتابها الشهير (نساء وول ستريت: لماذا تحقق مديرة الاستثمار الأنثى عوائد مالية أعلى وكيف يمكنك أنت أن تفعل ذلك)، قامت الكاتبة مليسا اس فيشر بدراسة مجموعة من صناديق الاستثمار وصناديق التحوط، فوجدت أن الصناديق التي تديرها النساء أفضل أداء من تلك التي يديرها الرجال في المجمل للأسباب ذاتها التي ذكرنا.

كما قامت شركة بيترمنت وهي شركة استثمار عبر الإنترنت تستثمر أموال الزبائن باستخدام خوارزميات الحاسوب، قامت بتحليل بيانات زبائنها فوجدت أن النساء أفضل أيضا من حيث وضع خطط مالية طويلة المدى والالتزام بها، وهن يراجعن حساباتهن بشكل دائم، ويغيرن أنموذج توزيع الأصول بمعدل 25% أقل من مثيلهن الرجل.

تعزو لوآن لوفتون مؤلفة كتاب (وارن بفت يستثمر كالفتيات، وأنت يجب أن تفعل ذلك) ذلك إلى أن الرجال بشكل عام يبحثون عن الأسهم الساخنة التي يستطيعون الربح السريع منها، ومن ثم الحديث عن ذلك في المجالس، في حين تميل النساء لشراء الشركة الجيدة والإبقاء عليها لفترات طويلة.

ولكن وبالرغم من هذه النتائج الإيجابية لاستثمارات النساء إلا أن الاستثمارات النسائية قليلة جدًا وهذا يعود وفقًا للدراسات لحقيقة أن المرأة تنفق 90% من دخلها لرعاية أسرتها، سواء أبناءها أو والديها، فيما بات يسمى (بجيل الشطيرة) الأمر الذي لا يترك لها مجال للاستثمار إضافة إلى ضعف الثقة عند بعض النساء في قدراتهن الاستثمارية، مما يجعل الغالبية من النساء يحتفظن بأموالهن في حسابات بنكية مجمدة كان يمكن لهن أن يحققن منها عوائد ضخمة.