بكين، "د ب أ": سيطرت على منصات التواصل الاجتماعي الصينية لعدة أسابيع أنباء مجموعة من الحيوانات، غير أنه بخلاف ما ينتشر عليها عادة من صور لكلاب وقطط صغيرة ولطيفة، تظهر هذه المرة صور لقطيع من الفيلة البرية من إقليم يونان الصيني، يقوم بجولة في مختلف أنحاء البلاد منذ عدة أشهر.
ولا يعلم أحد ما الذي دفع هذه الحيوانات إلى ترك محميتها الطبيعية في الغابات شبه المدارية، في شيشوانبانا بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية مع كل من لاوس وميانمار.
وسار القطيع حتى الآن لمسافة أكثر من 500 كيلومتر بالفعل، ودمر خلال الجولة مجموعة من الحقول ونهب ما بها من محاصيل، مخترقا القرى والمدن التي تقابله في طريقه، مما تسبب في خسائر تزيد على مليون دولار.
ومن ناحية أخرى صارت الأفيال المتجولة توصف بأنها "على درجة كبيرة من الجمال واللطف" وأيضا بأنها "فاتنة"، وأصبحت نجوما على منصات التواصل الاجتماعي، وتم استخدام الطائرات المسيرة في التقاط صور وأفلام لها من الجو، بينما هي تحتضن صغارها أو ترقد بين الأشجار على الأرض لتنام في هدوء وسلام.
وتواصل وسائل الإعلام الصينية إخبار المواطنين أولا بأول عن تحركات الفيلة وأماكن تواجدها كل يوم، بل أحيانا ترسل إخطارات تحذيرية، من بينها ما ذكرته مجلة كايشين الاقتصادية ذائعة الصيت من أن "قطيع الأفيال البرية توقف في تقدمه صوب الشمال، بعد أن تأخر فيل ذكر منفرد عن المسار".
وتعد الأفيال الآسيوية وهي أنواع تخضع للحماية كائنات اجتماعية.
ومر أكثر من عام منذ أن انطلق القطيع على الطريق في جولته واسعة النطاق، ومؤخرا، أحدثت الفيلة حالة من الارتباك بعد أن وصلت إلى مشارف مدينة كونمينج الجنوبية االتي يبلغ تعدادها سبعة ملايين نسمة، وإذا كان قد قدر لها أن تصل إلى هذه المدينة بعد بضعة أشهر من الآن، لكان أتيح لها أن تلحق بموعد انعقاد المؤتمر الخامس عشر للتنوع البيئي، الذي تستضيفه كونمينج تحت رعاية الأمم المتحدة، في أكتوبر 2021.
ويحلو للبعض أن يمزح بالقول بأن الأفيال قد تكون قد انطلقت في "مسيرة طويلة"، في إشارة إلى المسيرة التاريخية الشهيرة التي قام بها الثوار الشيوعيون في الصين في الثلاثينيات من القرن العشرين.
ومهما كان الدافع إلى هذه المسيرة، فإن خط سير الفيلة غير عادي، حيث أن منطقة الشمال الصينية كثيفة السكان.
ويعرب تشي كان وهو خبير في المجال المغناطيسي الأرضي بأكاديمية العلوم الصينية، عن اعتقاده بأن هذه المسيرة هي بمثابة "إيقاظ لغريزة الهجرة الكامنة لدى الأفيال البرية في إقليم يونان".
ويقول "قد يكون الأمر نتيجة لحدوث عاصفة مغناطيسية، تسبب فيها نشاط شمسي غير طبيعي، وأدت العاصفة إلى تنشيط هذه الغريزة".
ومع ذلك وكما هو في حالات كثيرة، قد يكون السبب في هذه المسيرة هو البشر أنفسهم، وأوضح زهانج لي أستاذ علم النظام البيئي بجامعة بكين العامة، أن المحمية الطبيعية في محافظة شيشوانبانا تقلصت بنسبة 40%، حيث استُقطعت المساحات الزراعية والمستوطنات السكانية من مساحة الغابة. ومن ناحية أخرى زاد عدد الفيلة من 180 فيلا في الثمانينيات من القرن الماضي إلى 300 في الوقت الحالي، وذلك نتيجة لتطبيق إجراءات حماية أفضل بما فيها حراستها من هجمات الصيادين.
وقال لي في مقابلة مع محطة تلفاز وطنية "من ناحية أصبح لدينا عدد متزايد من الأفيال، ولكن من ناحية أخرى تراجعت مساحة البيئة الطبيعية لمعيشتها في السنوات الماضية، والنتيجة ظهور حالة تقليدية من الصراع بين حماية الحياة البرية وبين التنمية الاقتصادية للمناطق الريفية، وهذا هو العامل الرئيسي لهجرة هذه الأفيال من بيئتها الأصلية".
وهذه الحيوانات الصخمة التي يمكن أن تصبح عدوانية عندما تشعر بأنها مهددة، تعد بشكل عام واقعة تحت ضغوط، وليس أقلها هذا الاهتمام المستمر الذي تتعرض له.
ويتجمع المئات من المتفرجين لمشاهدة وصول الفيلة، بينما تحلق الطائرات المسيرة في حركات دائرية فوق رؤوسها.
ويقوم فريق مكون من 300 من المساعدين بمراقبة كل خطوة يخطوها القطيع طوال أسابيع، وتتلقى مجالس القرى باستمرار معلومات حول المكان الدقيق للفيلة، وغالبا ما تستخدم السلطات شاحنات أو مركبات جمع المخلفات لمنعها من دخول المستطونات السكنية. وتعلمت الأفيال الذكية منذ فترة طويلة، أنه من السهل الحصول على غذائها من الحقول الصينية، بدلا من الغابات الموجودة في محميتها، حيث كان يتاح لها عادة تناول نباتات صغيرة فقط، وذلك وفقا لما يقوله الخبراء.
ويستخدم القرويون أطنانا من قصب السكر والموز والذرة وغيرها من الحبوب، لإبعاد الفيلة عن حقولهم ومنازلهم.
ويرى الخبراء أنه يكفي تزويد هذه الحيوانات –التي يمكن للواحد منها أن يلتهم ما بين 200 إلى 300 كيلوجرام من النباتات يوميا-بالأطعمة التي تحتاجها في مسيرتها الحالية، لكي تبتعد بدرجة أكبر عن نمط حياتها الطبيعية السابقة.
ولا يعلم أحد ما الذي دفع هذه الحيوانات إلى ترك محميتها الطبيعية في الغابات شبه المدارية، في شيشوانبانا بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية مع كل من لاوس وميانمار.
وسار القطيع حتى الآن لمسافة أكثر من 500 كيلومتر بالفعل، ودمر خلال الجولة مجموعة من الحقول ونهب ما بها من محاصيل، مخترقا القرى والمدن التي تقابله في طريقه، مما تسبب في خسائر تزيد على مليون دولار.
ومن ناحية أخرى صارت الأفيال المتجولة توصف بأنها "على درجة كبيرة من الجمال واللطف" وأيضا بأنها "فاتنة"، وأصبحت نجوما على منصات التواصل الاجتماعي، وتم استخدام الطائرات المسيرة في التقاط صور وأفلام لها من الجو، بينما هي تحتضن صغارها أو ترقد بين الأشجار على الأرض لتنام في هدوء وسلام.
وتواصل وسائل الإعلام الصينية إخبار المواطنين أولا بأول عن تحركات الفيلة وأماكن تواجدها كل يوم، بل أحيانا ترسل إخطارات تحذيرية، من بينها ما ذكرته مجلة كايشين الاقتصادية ذائعة الصيت من أن "قطيع الأفيال البرية توقف في تقدمه صوب الشمال، بعد أن تأخر فيل ذكر منفرد عن المسار".
وتعد الأفيال الآسيوية وهي أنواع تخضع للحماية كائنات اجتماعية.
ومر أكثر من عام منذ أن انطلق القطيع على الطريق في جولته واسعة النطاق، ومؤخرا، أحدثت الفيلة حالة من الارتباك بعد أن وصلت إلى مشارف مدينة كونمينج الجنوبية االتي يبلغ تعدادها سبعة ملايين نسمة، وإذا كان قد قدر لها أن تصل إلى هذه المدينة بعد بضعة أشهر من الآن، لكان أتيح لها أن تلحق بموعد انعقاد المؤتمر الخامس عشر للتنوع البيئي، الذي تستضيفه كونمينج تحت رعاية الأمم المتحدة، في أكتوبر 2021.
ويحلو للبعض أن يمزح بالقول بأن الأفيال قد تكون قد انطلقت في "مسيرة طويلة"، في إشارة إلى المسيرة التاريخية الشهيرة التي قام بها الثوار الشيوعيون في الصين في الثلاثينيات من القرن العشرين.
ومهما كان الدافع إلى هذه المسيرة، فإن خط سير الفيلة غير عادي، حيث أن منطقة الشمال الصينية كثيفة السكان.
ويعرب تشي كان وهو خبير في المجال المغناطيسي الأرضي بأكاديمية العلوم الصينية، عن اعتقاده بأن هذه المسيرة هي بمثابة "إيقاظ لغريزة الهجرة الكامنة لدى الأفيال البرية في إقليم يونان".
ويقول "قد يكون الأمر نتيجة لحدوث عاصفة مغناطيسية، تسبب فيها نشاط شمسي غير طبيعي، وأدت العاصفة إلى تنشيط هذه الغريزة".
ومع ذلك وكما هو في حالات كثيرة، قد يكون السبب في هذه المسيرة هو البشر أنفسهم، وأوضح زهانج لي أستاذ علم النظام البيئي بجامعة بكين العامة، أن المحمية الطبيعية في محافظة شيشوانبانا تقلصت بنسبة 40%، حيث استُقطعت المساحات الزراعية والمستوطنات السكانية من مساحة الغابة. ومن ناحية أخرى زاد عدد الفيلة من 180 فيلا في الثمانينيات من القرن الماضي إلى 300 في الوقت الحالي، وذلك نتيجة لتطبيق إجراءات حماية أفضل بما فيها حراستها من هجمات الصيادين.
وقال لي في مقابلة مع محطة تلفاز وطنية "من ناحية أصبح لدينا عدد متزايد من الأفيال، ولكن من ناحية أخرى تراجعت مساحة البيئة الطبيعية لمعيشتها في السنوات الماضية، والنتيجة ظهور حالة تقليدية من الصراع بين حماية الحياة البرية وبين التنمية الاقتصادية للمناطق الريفية، وهذا هو العامل الرئيسي لهجرة هذه الأفيال من بيئتها الأصلية".
وهذه الحيوانات الصخمة التي يمكن أن تصبح عدوانية عندما تشعر بأنها مهددة، تعد بشكل عام واقعة تحت ضغوط، وليس أقلها هذا الاهتمام المستمر الذي تتعرض له.
ويتجمع المئات من المتفرجين لمشاهدة وصول الفيلة، بينما تحلق الطائرات المسيرة في حركات دائرية فوق رؤوسها.
ويقوم فريق مكون من 300 من المساعدين بمراقبة كل خطوة يخطوها القطيع طوال أسابيع، وتتلقى مجالس القرى باستمرار معلومات حول المكان الدقيق للفيلة، وغالبا ما تستخدم السلطات شاحنات أو مركبات جمع المخلفات لمنعها من دخول المستطونات السكنية. وتعلمت الأفيال الذكية منذ فترة طويلة، أنه من السهل الحصول على غذائها من الحقول الصينية، بدلا من الغابات الموجودة في محميتها، حيث كان يتاح لها عادة تناول نباتات صغيرة فقط، وذلك وفقا لما يقوله الخبراء.
ويستخدم القرويون أطنانا من قصب السكر والموز والذرة وغيرها من الحبوب، لإبعاد الفيلة عن حقولهم ومنازلهم.
ويرى الخبراء أنه يكفي تزويد هذه الحيوانات –التي يمكن للواحد منها أن يلتهم ما بين 200 إلى 300 كيلوجرام من النباتات يوميا-بالأطعمة التي تحتاجها في مسيرتها الحالية، لكي تبتعد بدرجة أكبر عن نمط حياتها الطبيعية السابقة.