متحف تكيرداغ في تركيا يسلط الضوء على حضارة تراقيا القديمة
[gallery type="rectangular" columns="4" size="full" ids="762264,762266,762263,762265"]
الأناضول: يسلط متحف ولاية تكيرداغ التركية (شمال غرب)، الضوء على حضارة منطقة تراقيا، من خلال عرضه أهم القطع الأثرية المكتشفة في المدن القديمة بالمنطقة. ويضم متحف تراقيا مجموعة مميزة من الكنوز الفنية التي تنتمي للحضارات القديمة التي احتضنتها منطقة تراقيا، وهي منطقة تاريخية وجغرافية تضم مناطق في جنوب شرقي البلقان. وخلال السنوات الماضية، تمكن علماء الآثار من اكتشاف العديد من القطع الأثرية المهمة، بواسطة الحفريات التي جرت في منطقة تراقيا التي تضم الشطر الأوروبي من تركيا ومناطق واسعة شمال شرقي اليونان وجنوبي بلغاريا. وتمكن علماء الآثار الأتراك من استخراج قطع أثرية في الحفريات التي جرت بمدن هيرايون القديمة التابعة لقضاء سليمان باشا ومدينة بيرنثوس التاريخية في قضاء مالقره بولاية تكيرداغ. رحلة عبر التاريخ وخلال أعمال الحفر، عثر علماء الآثار الأتراك على ضريح أحد ملوك حضارة تراقيا القديمة، ويدعى طكرسوبليبتيس»، إضافة إلى مجوهرات ونقود معدنية وأسلحة ونقوش عائدة للملك المذكور. إضافة إلى ما سبق، فإن متحف تكيرداغ يضم بين معروضاته أوانٍ معدنية ومشغولات مصنوعة من السيراميك، وأطقم حمامات تركية وأعمالًا يدوية ومجوهرات فضية وأسلحة نارية عائدة للعهدين العثماني والجمهوري، وهو ما يأخذ زوار المتحف في رحلة عبر التاريخ. وقالت الخبيرة في تاريخ الفنون بمتحف تكيرداغ للآثار والإثنوغرافيا، لوشا أردم، إن الأعمال المعروضة في المتحف تشهد على الماضي العريق الذي تتمتع به منطقة تراقيا بشكل عام وولاية تكيرداغ بشكل خاص. وأضافت أردم لمراسل الأناضول، أن الأعمال الفنية والقطع الأثرية المستخرجة من المدن القديمة تجذب انتباه واهتمام زوار المتحف. وأشارت إلى أن المتحف يحتوي على الكثير من الأعمال الحجرية الموزعة على صالة مغلقة وحديقة داخل المتحف. ونوهت أن الأعمال الحجرية تضم توابيت وشواهد قبور جرى استخراجها من مدن بيرينثوس، وكرميان، وهيريون تيخوس، وبيسانث القديمة في ولاية تكيرداغ. مهد الحضارة وذكرت أردم أن علماء الآثار الأتراك أجروا أعمال حفريات مهمة في مدن هيرايون تيكوس وبيرنثوس التاريخية القديمة، في ولاية تكيرداغ. وأضافت أن علماء الآثار استطاعوا من خلال تلك الحفريات، الوصول إلى ضريح أحد ملوك حضارة تراقيا القديمة. وأشارت إلى أن العلماء عثروا في الضريح على مجموعة من المجوهرات والنقود المعدنية والأسلحة والنقوش العائدة للملك كرسوبليبتيس، إضافة إلى هيكل عظمي وتاج للملك. وتابعت: «كما تحتوي قاعة القطع الأثرية الحجرية، على جثة جرى استخراجها من مدافن تابعة لحضارة تراقيا القديمة في قضاء سليمان باشا (تكيرداغ)». وأوضحت أن الجثة المعروضة في المتحف كانت تحتوي على أوانٍ فضية وشمعدانات ودروع تعطي معلومات تفصيلية عن النماذج الفنية التي كانت سائدة في ذلك العصر. وذكرت أن قطعا أثرية مختلفة عائدة للحضارة الفرعونية جرى استخراجها من الجثة، وجميعها يجري عرضها في المتحف. ولفتت أن المتحف يحتوي أيضًا على نقوش حجرية وأسلحة مصنوعة من العظام، إضافة إلى تماثيل وأوعية عائدة لحضارات مختلفة. وقالت أردم، إن «ولاية تكيرداغ تعتبر بشكل عام مهد حضارة تراقيا القديمة، فهي في الواقع واحدة من الأماكن التي عاش فيها شعب تراقيا القديم أكثر فترة من الوقت، فضلًا عن أن المنطقة تذخر بالمناطق والمدن الأثرية التابعة لحضارة تراقيا القديمة». يذكر أن شعب تراقيا القديم، الذي عاش في منطقة البلقان، بين منطقة الدانوب في رومانيا والشطر الأوروبي من تركيا بين القرنين السادس والثالث قبل الميلاد، يعتبر من أهم الشعوب شبه المستقرة التي سكنت المنطقة، دون أن تترك مصادر مكتوبة تسلط الضوء على معلومات أكثر حول سكان تلك الحضارة أو مميزاتها.