قمة الكويت.. رؤى متوافقة لتحقيق التطلعات
مثّل انعقاد مؤتمر القمة الخليجية الـ 45 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بدولة الكويت حلقة متصلة فـي مسار منظومة التعاون والتكامل بين دول الخليج وصولا لتحقيق المزيد من المنجزات على مختلف الأصعدة.
ولا شك أن انتظام انعقاد اللقاءات بين الأشقاء فـي دول مجلس التعاون هو فـي حد ذاته نجاح للعمل الخليجي المشترك، يتطلب الاستمرار فـي دعم هذه المسيرة الأخوية الخيرة وبذل الجهود للحفاظ على المكاسب المحققة وتعزيز التعاون والتكامل بين الشعوب الخليجية.
وفـي هذا الإطار جددت سلطنة عمان دعمها المتواصل لمسيرة مجلس التعاون، تحقيقا للتلاحم بين أبناء دول المجلس وتعزيز مكانة المجلس فـي المجتمع الدولي وصولا لترسيخ الأمن والاستقرار فـي المنطقة والتفاعل الإيجابي مع القضايا الراهنة.
ولعل أهمية انعقاد القمة الخليجية الـ 45 تتأكد فـي ظل التحديات الخطيرة والتطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية مما يتطلب رؤية موحدة لتنسيق المواقف فـي مواجهة هذه التحديات ومواصلة المسيرة التنموية بما يخدم دول مجلس التعاون من خلال تعزيز مكانتها كمركز دولي للأعمال، واستمرار جهود التنويع الاقتصادي المستدام، والتعامل مع التغير المناخي، والحفاظ على الهوية والموروث الخليجي ومنظومة القيم السامية، مع عدم إغفال دور الشباب الأساسي فـي تحقيق هذه الأهداف.
ونظرا لما تمثله التقنيات الحديثة من دور بالغ لتحقيق التقدم والتنافسية لاقتصادات دول المجلس أكد القادة أهمية الاستثمارات الإستراتيجية فـي مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، حيث يؤمل أن تضع هذه التقنيات والاستثمار فـيها دول المجلس فـي موقع ريادي على مستوى العالم.
وفـي مقابل التأكيد على النهج السلمي لدول المجلس وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، أكد مجلس التعاون الخليجي على موقفه التاريخي المساند للشعب الفلسطيني فـي نضاله المشروع لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة. مطالبا بوقف جرائم القتل التي تمارسها إسرائيل والعقاب الجماعي فـي قطاع غزة وتهجير السكان وتحقيق حل الدولتين مما ينعكس على الاستقرار والسلام فـي المنطقة والعالم.