No Image
العرب والعالم

زعيم كوريا الشمالية: إطلاق الصاروخ العابر للقارات يظهر "إرادتنا في الرد" على الأعداء

31 أكتوبر 2024
سول تدعو شركائها والأمم المتحدة "للتدخل "..والصين تعرب عن "قلقها" المتزايد
31 أكتوبر 2024

عواصم " وكالات ": أعربت الصين اليوم الخميس عن "قلقها" من الوضع في شبه الجزيرة الكورية بعدما أعلنت بيونج يانج أنها اختبرت أحد أقوى صواريخها لتعزيز قوة الردع لديها، وكانت سول حذرت عشية ذلك من أن كوريا الشمالية قد تختبر صاروخا عابرا للقارات أو حتى تجري تجربة نووية قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر..

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان "بصفتها دولة مجاورة لشبه الجزيرة الكورية، تشعر الصين بالقلق جراء المستجدات" في هذه المنطقة داعيا إلى "تسوية سياسية" للوضع.

وأضاف "الصين... تؤكد دائما أن الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة والدفع نحو إيجاد حل سياسي لقضية شبه الجزيرة يتوافق مع المصالح المشتركة لجميع الأطراف".

وتابع خلال مؤتمر صحافي دوري في بكين "نأمل بأن تبذل جميع الأطراف جهودا لتحقيق هذا الهدف".

وجاءت عملية الإطلاق بعد ساعات من دعوة وزيرَي الدفاع الأمريكي لويد أوستن والكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون، كوريا الشمالية إلى سحب قواتها من روسيا حيث تقول واشنطن إن بيونج يانج نشرت 10 آلاف جندي تحضيرا لعمل عسكري محتمل ضد القوات الأوكرانية.

من جهتها، أعلنت كوريا الجنوبية اليوم الخميس فرض قيود جديدة على الصادرات لمواد لازمة لإنتاج وقود الصواريخ الصلب للحد من تطوير كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن قيود الصادرات ستشمل 15 مادة يصعب على كوريا الشمالية إنتاجها بنفسها مثل الهياكل وأنابيب الاحتراق.

وكانت كوريا الشمالية قد اعلنت اليوم الخميس أنها اختبرت أحد أقوى صواريخها البالستية لتعزيز قوة الردع النووية الخاصة بها، في أول اختبار أسلحة يجريه كيم جونغ أون منذ اتهامه بإرسال جنود إلى روسيا.

وقال الجيش الكوري الجنوبي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن " كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيا بعيد المدى" أُطلق من منطقة قريبة من بيونج يانج، مضيفا أن الصاروخ اجتاز مسافة ألف كيلومتر تقريبا بعد إطلاقه على مسار مرتفع.

وكان انتاج صواريخ متطورّة تعمل بالوقود الصلب، وهي أسرع في الإطلاق ويصعب رصدها وتدميرها، هدفا لكيم منذ فترة طويلة.

بدورها، أعلنت كوريا الشمالية اليوم الخميس أن زعيم البلاد كيم جونغ أون حضر اختبارا "حاسما" لصاروخ بالستي عابر للقارات ووصفه بأنه إظهار لـ "إرادة الرد" على أعداء البلاد، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية.

وجاءت تصريحات كيم بعد خمس ساعات من إعلان الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات، بزاوية عالية صوب البحر الشرقي، في وقت سابق من اليوم، ما يمثل أول إطلاق لهذا النوع من الصواريخ هذا العام.

وفي موقع الإطلاق، قال كيم إن تجربة إطلاق الصاروخ هي "عمل عسكري مناسب" يهدف إلى إبلاغ أعداء كوريا الشمالية بإرادتها للرد، بحسب ما نقلته يونهاب عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية.

وقال كيم في بيان أوردته الوكالة: "أؤكد أن كوريا الشمالية لن تغير أبدا مسارها الرامي إلى تعزيز قواتها النووية"، مضيفا أن إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات هو "إجراء لا غنى عنه" لتطوير قدرات البلاد الهجومية الاستراتيجية ضد "التصعيد الخطير" للتحالف النووي والمناورات العسكرية من قبل الأعداء.

وقال كيم خلال الإطلاق "إن هذا الاختبار هو عمل عسكري مناسب يلبي تماما هدف إبلاغ الخصوم بعزمنا على الرد المضاد"، وأضافت الوكالة أن الاختبار "يحدّث السجلات الأخيرة للقدرة الصاروخية الاستراتيجية" لكوريا الشمالية، مع تعهّد كيم أن بلاده "لن تغير نهجها القائم على تعزيز قواها النووية".

وفي نفس الإحاطة، قال متحدث باسم وزارة الدفاع في كوريا الشمالية إن إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات كان "اختبارا بالغ الأهمية"، أجري بأمر من كيم، وأظهر "حداثة ووثوقية" الردع الاستراتيجي لكوريا الشمالية.

من جهتها، أكدت طوكيو عملية الإطلاق، وقال وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني إن الصاروخ كان عابرا للقارات، وقد حلق لمدة أطول من أي صاروخ آخر اختبرته كوريا الشمالية.

وقال ناكاتاني لصحافيين "هذا الصاروخ البالستي سجل أطول مدة تحليق، ونحن نقدّر أن ارتفاعه كان أعلى ما رأيناه".

وأشارت طوكيو إلى أن الصاروخ حلق لمدة 86 دقيقة وحقق ارتفاعا بلغ سبعة آلاف كيلومتر.

وانتقدت الولايات المتحدة الاختبار الصاروخي لكوريا الشمالية ووصفته بأنه "انتهاك صارخ" لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى زعزعة الأمن في المنطقة.

من جهتها، أشارت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي إلى أنها تابعت الاستعدادات لإطلاق الصاروخ مع طوكيو وواشنطن حليفتي سول، وأنها سترد "بتدريبات مشتركة تشمل وسائل استراتيجية أمريكية"، وهو ما يثير غضب الشمال دائما.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي يوك سوك يول إن بلاده "ستفرض عقوبات مستقلة جديدة" على الشمال وستعمل مع شركائها والأمم المتحدة لمعاقبة "انتهاكات بيونح يانج المعتادة لقرارات مجلس الأمن".

قال يانغ مو-جين رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول لوكالة فرانس برس إن إطلاق بيونج يانج الصاروخ "يبدو أنه نُفّذ لصرف الانتباه عن الانتقادات الدولية لنشر قواتها" في روسيا.

وتتّهم سول كوريا الشمالية المسلحة نوويا بإرسال أسلحة لموسكو لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، وقالت إن بيونج يانج تحركت لنشر جنود بشكل جماعي عقب توقيع كيم جونغ أون اتفاق دفاع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن امس "أدعوهم إلى سحب قواتهم من روسيا"، خلال مؤتمر صحافي مشترك في البنتاغون مع نظيره الكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون الذي حضّ على "سحب فوري" لقوات بيونغ يانغ.

وأشار أوستن إلى أن نشر بيونج يانج قوات في روسيا يشكل "تهديدا أمنيا كبيرا".

وأوضح يانغ أن مدّة تحليق الصاروخ اليوم الخميس وارتفاعه يظهران أن كوريا الشمالية "حاولت تقييم ما إذا كان صاروخا بالستيا عابرا للقارات ثقيلا متعدد الرؤوس يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة".

ورجّح خبراء أن تكون كوريا الشمالية تسعى في مقابل إمدادها روسيا بقوات إلى الحصول على تكنولوجيا عسكرية، من أقمار اصطناعية لأغراض المراقبة إلى غواصات، إضافة إلى ضمانات أمنية محتملة من موسكو.

وقال الباحث آن تشان-إيل الذي يدير المعهد العالمي للدراسات حول كوريا الشمالية لوكالة فرانس برس، إنه من المرجح أن يكون اختبار اليوم الخميس محاولة لصرف الانتباه عن نشر بيونج يانج قوات ولفت "انتباه العالم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية".

وردا على ذلك، أشارت سيول التي تعد من كبار مصدري الأسلحة إلى أنها تدرس إرسال أسلحة بشكل مباشر إلى أوكرانيا، وهو ما تجنبته في السابق بسبب اتباعها سياسة داخلية منذ أمد طويل بتجنب تصدير اسلحة لأطراف في حالة نزاع.

ونفت كوريا الشمالية إرسال قوات، لكن نائب وزير خارجيتها صرح لوسائل إعلام رسمية في أول تعليق أنه في حال حدوث أمر مماثل فسيكون متوافقا مع القانون الدولي.

وتحظر عقوبات الأمم المتحدة على بيونج يانج إجراء اختبارات باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، لكن كيم جونغ أون كثف عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام، فيما حذر خبراء من أنه قد يكون يختبر أسلحة قبل تسليمها إلى روسيا.