رمال الشرقية.. أجواء مفعمة بشغف المغامرة
تستقبل المخيمات والمنتجعات السياحية في ولاية بدية الأفواج المتدفقة على واحات بدية ذات الرمال الذهبية الناعمة ويتزامن ذلك مع بداية الموسم الجديد للسياحة الصحراوية برمال الشرقية التي تبدأ سنويا خلال الفترة الممتدة من أكتوبر وحتى مارس من كل عام، خاصة في ظل تحسن الأجواء وانخفاض درجات الحرارة مع قدوم فصل الشتاء الجميل.
ومع انطلاقة الموسم السنوي لسياحة الصحراء ينظم الأهالي سلسلة من الأنشطة والفعاليات المصاحبة التي تسهم في إثراء السياحة ومن أبرز تلك البرامج سباقات الخيل والهجن والفنون التقليدية، وسباقات تحدي الرمال للسيارات والدراجات وماراثون عمان الصحراوي، وركوب الجمال ورحلات السفاري عبر كثبان الرمال والطيران الشراعي وإطلاق المناطيد فضلا عن أنشطة التزلج على الرمال وبرامج أخرى لا تخلو من الإثارة والتحدي وسط أجواء مفعمة بالتحدي والمغارة والاستكشاف لمقومات الرمال التي أصبحت قبلة شتوية رائعة للعائلات والأفواج السياحية وعشاق التخييم من مختلف محافظات سلطنة عمان ومن الخارج.
الرمال الذهبية
وقال سعيد بن محمد الحجري مدير عام ماراثون عمان الصحراوي: «أصبحت بدية ورمالها الذهبية قبلة رئيسية لعشاق المغامرات المتنوعة نظرا للبيئة التي تتميز بها والتنوع الفريد في التضاريس بين رملية وواحات وسهول ومناطق شاسعة تصلح لممارسة الهويات المختلفة وسياحة المغامرات وما يصاحبها من مهرجانات جاذبة أصبحت محط أنظار العالم، كما أن ماراثون عمان الصحراوي يعد حدثًا رياضيًا كبيرًا في سلطنة عمان، وله تأثير كبير على السياحة والاقتصاد العماني، ويعمل على تعزيز السياحة الرياضية من خلال المشاركين والمتفرجين من جميع أنحاء العالم، ويتم تنظيم الحدث في مناطق صحراوية جميلة وتاريخية في سلطنة عمان، لتشجيع السيّاح على زيارتها لاستكشاف تراثها الغني وتجاربها الفريدة. ومن النتائج الإيجابية لماراثون عمان الصحراوي تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الإيرادات السياحية والاستثمارات في الفنادق والمطاعم والنقل والخدمات الأخرى.
تحدي السيارات
وقال الشيخ عبدالله بن حميد الحجري مدير ميداني لسباق تحدي السيارات: «تحظى رياضات المغامرات الصحراوية باهتمام بالغ من المشاركين والمتابعين ومنها سباقات القدرة لتحدي السيارات وهي الفعالية الأبرز التي يعشقها المغامرون من أبناء بدية وكذلك من المحافظات الأخرى».
الصحة البدنية
أما ريخيل سندينو مديرة التواصل الخارجي بمسابقة ماراثون عمان الصحراوي فقالت: «يمكن أن تساهم رياضات المغامرات ومنها ماراثون عمان الصحراوي في تعزيز السياحة والاقتصاد العماني من خلال جذب السياح وتعزيز الوعي الثقافي وتحفيز الاستثمارات في البنية الأساسية والصناعية وصناعة الرياضة والمغامرات، وتعزيز الصحة واللياقة البدنية من خلال ممارسة النشاط البدني واللياقة البدنية، وهذا يعزز وعي الناس بأهمية الحفاظ على صحتهم ويشجعهم على اتباع نمط حياة صحي». وأضافت: «قد يؤدي ذلك إلى زيادة الاهتمام باللياقة البدنية والرياضة في المجتمع المحلي، وأسهمت الفعاليات الصحراوية واستغلالها في زيادة الانتشار الدولي لسلطنة عمان كوجهة سياحية، حيث تعمل وسائل الإعلام المحلية والعالمية على تغطية الأحداث الرياضية في رمال الشرقية كل عام، ويتيح فرصا لمشاهدة الجمهور حول العالم، وبالفعل لمسنا من خلال تنظيم الفعاليات السابقة تنشيط القطاع الفندقي والتجاري مع وجود عدد كبير من المشاركين والمتفرجين، حيث يشهد قطاع الفنادق والمطاعم والمتاجر طلبًا زائدًا خلال فترة إقامة الماراثون. كما تستفيد الفنادق والمطاعم والمحال التجارية من زيادة الإقبال والإيرادات خلال هذه الفترة».
الطيران الشراعي
قال الكابتن خليل الجبري قائد فريق عمان للطيران -يعد فريق عمان للطيران أول فريق معتمد في سلطنة عمان لممارسة الطيران الشراعي وهو مسجل ضمن المؤسسات الصغيرة- «متعة الطيران الشراعي فوق الواحات والتلال الرملية في بديه تمثل للهواة تجربة استثنائية وفريدة من المتعة، التي تسهم في إعطاء المغامرين جرعة من السعادة وهو يحلّقون بطائراتهم الشراعية في هذه الصحراء الجميلة التي تجتذب إليها كل عام أفواجا من السياح الأجانب والزوار من مختلف المحافظات».
مغامرات الصحراء
وتعد رياضة ركوب الجمال واحدة من أهم الرياضات والأنشطة المُحببة في الرحلات الصحراوية، ويمثل الجمل وسيلة الانتقال الأكثر أمانًا في عبور كثبان الرمال، حيث تمثل الرحلة على ظهور الجمال فرصة ثمينة من أجل استكشاف الصحراء والتعرّف على مكونات البيئة الطبيعية النادرة، أما رياضة ركوب الدراجات الرملية فهي الأخرى تجد إقبالا متزايدا من زوار الصحراء من المواطنين والسياح الأجانب كونها من أفضل الأنشطة الرياضية، التي يُمكن تنفيذها ضمن برامج المغامرات الصحراوية الجاذبة، وتكمن متعة الرياضة في سهولة قيادة الدراجات النارية ذات العجلات الأربع، وفي المعتاد يقوم المغامرون بالسير ضمن قوافل استكشافية، ويتحرك المغامرون في برامج صعود الكثبان الرملية والنزول من أعالي التلال وسط صيحات الاستمتاع المليئة بالإثارة والتشويق، أما رحلات السفاري باستخدام السيارات ذات الدفع الرباعي التي يتم تجهزها وتزويدها بوسائل السلامة، فيقودها شباب متمرسون، وتحظى هذه البرامج بروادها من السياح الأجانب والمواطنين.
التزلج على الرمال
التزلج على الرمال الذهبية الناعمة من الرياضات الشائقة والماتعة في الوقت نفسه كونها تتطلب من الممارسين المغامرة في صعود التل الرملي والانحدار بسرعات متفاوتة باستخدام لوح يستخدم أثناء لتزلج من قمة التل وفي الهبوط إلى أسفله، وقبل عملية التزلج على المغامر صعود التل مشيًا على الأقدام، وقد وفرت معظم المخيمات الصحراوية في بدية أدوات التزلج الخاصة وتابعت ارتداء أدوات الوقاية الشخصية كالخوذة ودروع حماية القدمين والذراعين لتوفير حماية للممارسين من السقوط المفاجئ، ومن أجل الاستمتاع بتجربة فريدة من التزلج على الرمال التي يصاحبها صيحات الاستمتاع بالنزول بقوة نحو أسفل التل.
عائد مادي
يسهم النمو المتسارع للسياحة الشتوية برمال الشرقية وبالتحديد في ولاية بدية في تحقيق أرباح عالية على مستوى قطاعات الإيواء المختلفة من بينها الفنادق والمخيمات الصحراوية والمطاعم والمنتجعات، ومراكز التسوق بالولاية، حيث عززت ثقافة النشاط السياحي الشتوي في محافظة شمال الشرقية، وأظهرت الأثر الاقتصادي للسياحة الشتوية بشكل ملموس من خلال ما يجده المجتمع المحلي من فرصة مواتية لبيع المنتجات المختلفة، والمأكولات التقليدية، وإشغال منشآت الإيواء السياحي للزوار والسياح.