المنسيّ
زُلزِلتَ حتى ظنّ قومُكَ
أن موتَكَ لا محالةَ في القريبِ العاجلِ
زُلزِلتَ حتى قيلَ أن سيكونُ اسمُكَ مع ذويكَ
من الزمانِ الآفلِ
يا وحدَكَ المنسيُّ إلا من شرابِ الموتِ..
يا عطشًا أحبّ إليكَ من هذا السحابِ الهاطلِ
هم أعدموكَ على الملا..
ونعوشُ أحلامِ البلادِ المقدسيةِ شيَّعتـْكَ إلى الترابِ الهائلِ
دفنوكَ حياً..
ليس ينبتُ من صُراخِكَ أيُ زيتونٍ..
وإن رجعَ الصدى..قصفوكَ خوفاً من صداكَ الناحلِ
لكنهم وجدوكَ صخراً في الطريقِ ..
تميمةً بينَ البيوتِ..
وبرعما ينشقُ من جوفِ الجدارِ المائلِ
واخترتَ دربَكَ أن تكون مُلثَّماً ..
ومُلغَّماً..
ومُبعثِراً قطعَ الدُمى بين الدويِّ القاتلِ
واخترتَ دربَكَ أن تكون مُسطَّراً فوقَ الجباهِ..
مُثابِرا بالنورِ ما بين الظلامِ
مُخيِّطاً ثوبَ النضالِ الفاضلِ
يا وحدَكَ الباقي..
وكلُّ الحاقدينَ على شفيرِ الموتِ ..
لا بشرى لهم من خائنٍ أو جاهلِ
أسطورةٌ أنتَ انتفضتَ على الرمادِ ..
وثارَ خلفكَ كلُّ حُرٍ مستقيمٍ باسلِ
تبعوا خُطاكَ إذْ ارتقيتَ كنخلةٍ
سَمَقَتْ على الريحِ الكئيبةِ
ما ارتضتْ أن تنحنِ ليمرَّ في أحشائها نسلُ العدوِّ القاتلِ
تحيا عليّاً في سماءِ الصاعدينَ كنجمةٍ ..
والنازلينَ على القلوبِ كنبضةٍ
والحاملينَ لشعلةِ العيشِ الكريمِ العادلِ
شميسة النعمانية شاعرة عمانية