صدى المونديال.. الاستثمار في طاقات الشباب
أيام قليلة وينفض سامر مونديال قطر 2022 بكل تفاصيله التي عشنها على مدار شهر كامل من المتعة الكروية التي ستبقى في الذاكرة تتداولها الأجيال القادمة.
نجحت قطر في استضافة نسخة استثنائية كونها أول بطولة من نوعها في المنطقة؛ وحققت عدة أهداف وأنفقت حوالي 220 مليار دولار لتطوير بنيتها التحتية وتجهيز مرافقها، لتزيد من مكانتها وجهةً سياحيةً واستثماريةً وتجاريةً في مرحلة ما بعد انتهاء المونديال،و تحويلها إلى مدينة نموذجية بنظامها وشوارعها ومبانيها وفنادقها، وتشير التقديرات الأولية إلى أن أرباح قطر من استضافة المونديال تزيد على 17 مليار دولار إلا أن الأرباح لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما امتدت إلى رفد الاقتصاد بمنافع مباشرة وضخمة من خلال تواجد مشجعين من شتى بقاع العالم على اختلاف أعراقهم ولغاتهم ودياناتهم.
إن أي عمل يتطلب فكرا واستراتيجية واضحة وعلينا أن نتوقف لدراسة التجربة القطرية لمعرفة المبادئ والمواثيق المرتبطة أساسا بالخطط المدروسة في استضافة الأحداث الرياضية التي تعود بالنفع والفائدة ولا يقتصر الأمر على التنافس في المستطيل الأخضر وتحقيق النتائج إنما تكون مصدر إلهام للجميع ومنها المجتمع من خلال تعزيز الروابط بين الناس في كل مكان.
التجربة القطرية في احتضان المونديال وما قدمته للعالم أجمع يجب أن يستثمر بشكل إيجابي وأن يكون نموذجا في احتضان البطولات العالمية، والإرث المستدام لهذا المونديال حافز أمام الجميع في كيفية المحافظة على هذا الموروث للأجيال القادمة.
الرياضة أصبحت صناعة وعلم قائم بذاته وإذا لم نواكب التطور المتنامي في هذا القطاع فإننا سوف نبقي بعيدين كل البعد عن العالم وعلينا أن نستفيد من ما يدور حولنا من تطور ومن شغف لدى الجيل الحالي وأن نستثمر هذه الطاقات بشكل إيجابي نحو نهضة رياضية شاملة ونستفيد من هذه الطاقات بدلا من الوضع القائم الذي لن يوصلنا بعيدا.