في الشباك : رحلة فريدة
عندما خطط مجلس إدارة نادي السيب بأن يجعل الفريق الكروي الأول في الواجهة كان يدرك تماما أن المهمة ليست سهلة والتحدي كبير ولابد أولا من ترتيب الأوراق بشكل صحيح ومعالجة السلبيات التي تظهر بين الحين والآخر.
وفي أول موسم بعد الصعود من الدرجة الأولى حقق السيب مبتغاه سريعا ونال لقب الدوري لأول مرة في تاريخه ووضعه في دائرة الضوء وكان ذلك أيضا يتطلب المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي الذي اعتذر بعد ذلك بسبب إيقاف النشاط الرياضي في سلطنة عمان بسبب جائحة كورونا وفي نفس الوقت ألغي الموسم الكروي لكنه احتفظ بحقه في المشاركة بكأس الاتحاد الآسيوي.
في أروقه النادي وبعيدا عن الأضواء كانت هناك اجتماعات ومشاورات من أجل أن تكون المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي إيجابية بعدما لم يحالف الحظ من سبق لهم المشاركة في هذه المسابقة من الأندية العمانية، ووضعت خيارات واحتمالات والعمل على مسارين يتعلق الأول بالمسابقات المحلية والتي سيطر عليها السيب وأحرز درع الدوري للمرة الثانية تواليا وكأس جلالة السلطان وكأس السوبر لتنجح الاستراتيجية التي وضعها مجلس الإدارة محليا على الأقل.
قدم السيب خطة عمل واضحة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد أن عرف الفرق التي سيلاقيها وكان الهدف واضحا، وهو تصدر فرق هذه المجموعة التي ضمت الكويت الكويتي والأنصار اللبناني وجبلة السوري وهي أندية متمرسة في هذه المسابقة.
كانت هناك آراء متضاربة بين أبناء السيب في إمكانية تجاوز فرق هذه المجموعة، ورغم البداية الباهتة بالفوز على جبلة السوري بهدف يتيم كانت الخسارة من الكويت في الجولة الثانية وأضعفت هذه الخسارة من حظوظ السيب لبلوغ المرحلة الثانية من التصفيات لكن الفوز الكبير على الأنصار اللبناني وتعادل الكويت مع جبلة منح السيب فرصة تصدر المجموعة وبلوغ المرحلة الثانية.
استفاد السيب من تجربة استضافة التصفيات الآسيوية لأول مرة واستفاد من الأحداث التي صاحبت هذه التصفيات فبدأ مرحلة جديدة من التخطيط للذهاب أبعد من تخطي منافسة العربي الكويتي الذي تصدر مجموعته ونجح السيب في التعامل مع ظروف المباراة وعاد من هناك منتصرا لتكبر الآمال والطموحات وأصبح الحلم واقعا وأنه بالإمكان الذهاب بعيدا في هذه المسابقة وليس المشاركة من أجل المشاركة كما طرحها البعض.
في استاد السيب احتشد 12 ألف متفرج لمساندة الفريق الكروي بنادي السيب في مواجهة الرفاع البحريني في نهائي غرب آسيا ولم يخيب السيب الظن وكسب الرهان من جديد وبلغ نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لأول مرة.
بعد غد السبت هناك في العاصمة الماليزية كوالالمبور سيكون أمام السيب فرصة تاريخية لا تعوض من أجل إحراز اللقب الآسيوي والعودة به لمسقط لينهي هذه الرحلة الفريدة في مشواره في كأس الاتحاد الآسيوي.
كل العوامل توفرت للفريق الكروي بنادي السيب الذي يحظى بدعم جماهيري كبير واهتمام بالغ من مجلس إدارته الذي وفر له كل السبل وتكبد مبالغ طائلة في هذه المشاركة الآسيوية وبات الأمر الآن في أقدام اللاعبين لتقديم المستوى الفني الذي يليق بهم ويتوج مشواره الناجح بإحراز اللقب والعودة به لمسقط.
ناصر درويش