عرى الأخوة التي لا تنفصل
العلاقة بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة من العلاقات القوية والنادرة بين الدول التي يتشابك فيها كل شيء، بالمعنى الإيجابي للتشابك. فالعلاقات التاريخية متشابكة حدّ كون التاريخ تاريخا واحدا، والعلاقات الاجتماعية متشابكة حدّ كون المجتمع مجتمعا واحدا لا يمكن تجزئته بأي حال من الأحوال؛ فالأسر نواة هذا المجتمع متداخلة أكثر من أي نموذج آخر يمكن أن تتداخل فيه الأسر، والثقافة التي ينتمي لها شعبا البلدين ثقافة واحدة ذات جذر واحد شرب من نفس ماء التاريخ المقدس. أما العلاقات السياسية فيمكن وصفها هي الأخرى بالعلاقات الاستثنائية التي تتداخل فيها المصالح وتتشابه فيها المخاطر ولا سبيل لها إلا السير نحو مستقبل واحد. هذه هي حقيقة ما يربط بين سلطنة عمان وبين دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه الحقيقة يعرفها الجميع ويعمل من أجل تكريسها ومن أجل تقوية أواصرها.
وعندما يحل اليوم الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفا على عُمان قيادة وشعبا فإن ذلك يجسد العلاقة الوطيدة التي تربطه ومعه دولة الإمارات الشقيقة بعُمان: تاريخا وثقافة وسياقا اجتماعيا وسياقا جغرافيا حيث تتماهى الحدود على خارطة المحبة بين شعبين شقيقين يعرفان أنهما بحكم كل شيء لا يمكن أن يكونا إلا جسدا واحدا.
وتسعى سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز كل هذه العلاقات المتشابكة والاستثنائية والتاريخية عبر المزيد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية التي ينعكس أثرها إيجابا على طموحات الشعبين الشقيقين، ورغم أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان والإمارات في مقدمة التبادلات التجارية إلا أن الطموحات دائما لا حدود لها خاصة إذا ما كانت مدعومة بإرادة سياسية قوية كما هو الحال بين البلدين على الدوام.
المتغيرات الكثيرة والكبيرة التي تحدث في العالم تدفع بعلاقات الأشقاء إلى المزيد من التلاحم والتآخي وإلى الشراكات الاقتصادية إلى المزيد من القوة وهذا ما يتطلع له الشعبان الشقيقان في سلطنة عمان وفي دولة الإمارات العربية المتحدة.