صداقة ورسوخ
على مدى أكثر من قرنين ونصف من التاريخ كانت العلاقات العمانية البريطانية علاقات قوية وراسخة، استطاعت أن تتعزز مع الوقت وتواكب التحولات التي كان يشهدها العالم في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. ورغم المساحة الزمنية الطويلة إلا أن تلك العلاقات بقيت راسخة وفي كل مرحلة يتم التأكيد عليها وعلى أهمية تطويرها.
وإذا كانت تلك العلاقة قد بدأت بشكلها الرسمي كما تقول الأدبيات التاريخية باتفاقية عام 1798م فإن السياق التاريخي يؤكد استمرارها في التطور ومواكبة كل المتغيرات في المحيط الهندي والعالم، وأعقبت تلك الاتفاقية عشرات من اتفاقيات الصداقة والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
واستمرت العلاقات في التطور في عهد الملكة الراحلة إليزبيث الثانية التي كانت تربطها بسلطنة عمان وبقيادتها علاقات قوية استطاعت أن تنعكس على العلاقات بين البلدين الصديقين. وعلى المستوى الشخصي كانت هناك علاقات قوية بين القيادات في سلطنة عمان وبين ملكة بريطانيا التي قامت بزيارتين رسميتين لسلطنة عمان.
وفور إعلان خبر وفاتها أعرب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم عن خالص تعازيه للشعب البريطاني الصديق «واستذكر جلالته أعزه الله، مناقب الملكة الراحلة والمكانة التي حظيت بها بين شعوب العالم، مشيرًا إلى أن الملكة الراحلة كانت صديقة دائمة لسلطنة عُمان وأسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة» وذلك في برقية تعزية بعث بها إلى الملك تشارلز الثالث.
والعلاقات العمانية البريطانية قديمة وراسخة وممتدة كما أرادت لها قيادة البلدين، وتأصلت تلك العلاقات بإعلان الصداقة الراسخة بين البلدين الذي صدر في عام 2019، وتلك الصداقة ستبقى ممتدة في عهد الملك الجديد للمملكة المتحدة وستبقى تشمل مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.