ناصر الجابري: أكثر وسيلة تربط الطفل بالحفظ هي حلقة القرآن مع الشيخ مباشرة
كان والديّ لهما الدور الكبير في تشجيعي على الحفظ منذ نعومة أظفاري -
استغل وقت الفجر في الحفظ والمراجعة -
أوصي حفظة كتاب الله بمعاهدة ما يحفظونه بتكراره في الصلوات -
حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في حصولهم على هذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، كيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذللها الله لهم لاجتيازهم هذا الدرب؟ وما قصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية التي يطمحون في تحقيقها؟...
كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ لكتاب الله «ناصر بن سعيد الجابري»
يحكي لنا ناصر الجابري بداية رحلته مع القرآن فيقول: بدأت في حفظ القرآن منذ أن كنت صغيرا في المرحلة الابتدائية، فأحببتُ كتاب الله وتعلقت بحلقات القرآن، فبدأت مشوار الحفظ شيئًا فشيئًا، وزاد اهتمامي كثيرا بالحفظ بعد التحاقي بالدراسة الجامعية، حيث كنت أستغل الإجازة الصيفية في تكثيف أوقات الحفظ والمراجعة، وكان لوالديّ ـ حفظهما الله- الدور الكبير في تشجيعي منذ نعومة أظفاري، ممّا كان له بالغ الأثر في نفسي، فلله الحمد والمنة أجيد حفظ القرآن الكريم بقراءة حفص عن عاصم.
وحول المتعهد للقرآن بالحفظ يطرح المولى سبحانه البركة في وقته، فلم يشغلني حفظي للقرآن عن دراستي، ولا عن باقي أعمـالي، فلم تكن هناك تحديات ولا صعوبات تذكر أثناء مسيرتي لحفظ كتاب الله، فقد كنت أحضر الجامعة في الفترة الصباحية، وفي المساء أتابع حفظي مع الشيخ، فكنت أجد لهذا بركة في وقتي.
وعلى الراغب في الحفظ أن يُقنِع نفسه أن لديه القدرة على ذلك، كيف لا؟! والله تعالى يقول: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، والقرآن يتفلت من صاحبه إذا لم يعاهده بالمراجعة، فقد كنت أستغل وقت الفجر ثم بعد الصلاة في الحفظ والمراجعة، كذلك عندما أخرج لقضاء مشوار معين أردد ما أحفظه من أجل تثبيته ومراجعته، وأوصي حفظة كتاب الله بمعاهدة ما يحفظونه بتكراره في الصلوات المفروضة والنوافل وخاصة قيام الليل وقت السحر فهي من الأوقات المباركة والمعينة على الحفظ والمراجعة.
أما عن الآية التي كانت تتردد في ذهني دائما، وأتلفظ بها دون أن أشعر قوله تعالى (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) ونحن اليوم نعيش عصر الانفجار التكنولوجي، تجد فئة من الأطفال والشباب يقضون أغلب الساعات في وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يشعروا أن العمر يمضي سريعا دون حفظ آية أو سورة من كتاب الله.
فالطفل أكثر وسيلة تربطه بالحفظ هي حلقة القرآن مع الشيخ مباشرة، أما الشباب إذا تعذّر عليه الالتحاق بالحلقات فليحرص على متابعة الشيخ القارئ على قناته الخاصة، أو البرامج المتاحة لدى الشيخ لمتابعة التلاوة ثم الحفظ.
كنتُ دائما ما أشارك في مسابقات القرآن الكريم ومن أبرزها مسابقة السلطان قابوس -رحمه الله- لحفظ القرآن الكريم، فلله الحمد من قبل ومن بعد. وأطمح أن أعمل في بعض الدوائر الدينية التي تعنى بتعليم القرآن وتحفيظه، كما أبذل قصارى جهدي في تعلم وإتقان بعض من القراءات الأخرى.