الاقتصادية

مواطنون: الاهتمام بالمرافق الخدمية والترفيهية مطلب لإثراء السياحة الداخلية

21 أغسطس 2021
رؤية عمان 2040 ركزت في محاورها على تنمية متوازنة للمحافظات
21 أغسطس 2021

  • 164.4 % ارتفاع نسبة النزلاء العمانيين في الفنادق نهاية يونيو الماضي
  • تأثيرات الجائحة وقيود السفر أثبتت أهمية إنعاش السياحة في المحافظات
  • 6 % المساهمة المستهدفة للسياحة في السلطنة حتى 2040

شهدت السياحة المحلية في السلطنة انتعاش خلال الأشهر الماضية، مما سجلت الفنادق والمواقع السياحية ارتفاع في عدد الزوار، حيث اتجه الكثير من المواطنين والمقيمين للاستمتاع بجمال الطبيعة التي تتميز بها السلطنة، وذلك نتيجة القيود المفروضة على السفر الخارجي بسبب الجائحة. وتتميز محافظات السلطنة بالعديد من الأماكن والمواقع السياحية التي أثرت السياحة الداخلية مما شهد خلال الفترة الماضية ارتفاع عدد النزلاء العمانيين في فنادق السلطنة وارتفاع في عدد الزائرين للأماكن والمواقع السياحية في مختلف ولايات السلطنة. وأشارت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، إلى أنّ إجمالي عدد النزلاء في فنادق حتى نهاية يونيو الماضي بلغ نحو 522 ألفًا و329 نزيلاً مقارنة بـ 425 ألفًا و905 نزلاء خلال نفس الفترة من عام 2020م مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 22.6 %، وأوضّحت الإحصاءات أنّ النزلاء العُمانيين شكّلوا النسبة الأكبر من مجموع النزلاء حتى نهاية يونيو الماضي بنسبة زيادة بلغت 164.4 % ليبلغ عددهم 369 ألفًا و666 نزيلاً مقارنة بـ 139 ألفًا و798 نزيلاً حتى يونيو من العام الماضي.الكثير من المواطنين والمقيمين داخل السلطنة توجهوا خلال فترة الصيف الذي يشتهر بارتفاع درجة الحرارة إلى المناطق الباردة في السلطنة لقضاء إجازة الصيف ومنها الشريط الساحلي من رأس الحد إلى نيابة حاسك وأيضا إلى ولايات محافظة ظفار التي تتميز بأجواء استثنائية خلال فترة الصيف، إلا أن المرافق التي تشجع على الجذب السياحي ناقصة رغم أهميتها لإنعاش القطاع أو أنها تحتاج إلى الصيانة الدورية باستمرار، هذا ما عبر عنه عدد من المواطنين لـ"عمان".

مشيرين على أهمية تشجيع على السياحة المحلية خلال سنوات المقبلة فاحتياجات السائح المحلي و الأجنبي مهمة خاصة أن السلطنة على امتدادها مليئة بالمواقع السياحية والطبيعية والتراثية، مع ضرورة إيجاد برامج موسمية وترويجية موجهة للعائلات من أجل السياحة الداخلية، وبأسعار مناسبة، كما أن المشروعات الترفيهية والخدمية التي تشجع السياحة في فترة الموسم السياحي في ظفار، سوف تساعد على التسهيلات لاستقطاب استثمارات محلية وأجنبية للمحافظة.

وقد ركزت رؤية عمان 2040 في محاورها على وضع تحقيق تنمية متوازنة للمحافظات، وتحديد الفجوة التنموية والمشكلات والمعوقات التي تحول دون تحقيق أهداف الخطط التنموية. وأشارت إلى أن من ضمن أهدافها إذابة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين المحافظات المختلفة، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بحسب المزايا النسبية لكل محافظة من محافظات السلطنة بما من شأنه أن يسهم في تحقيق تنمية إقليمية متوازنة تقود إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. وجاءت رؤية عمان 2040 بأن يساهم القطاع السياحي نسبة 6% من الناتج المحلي.

السياحة عرض وطلب

وقال سالم بن سيف العبدلي بأن من النقاط التي يجب مناقشتها دائما تعزيز السياحة الداخلية، حيث من الملاحظ بأن هذا العام شهد انتعاش هذا القطاع في السلطنة وبالأخص في محافظة ظفار وذلك لموسمها الاستثنائي في فصل الصيف. حيث اتجه الكثير من المواطنين للاستمتاع بالأجواء الاستثنائية، مما يجب الوقوف على السياحة الداخلية التي تحتاج للعديد من الجهود والعقول النيرة التي تضاعف من نشاط القطاع. موضحا العبدلي بأن هنالك تنوعا في تضاريس السلطنة من الجبال والأودية والرمال بالإضافة إلى المواقع الأثرية، وهي تحتاج للمسات بسيطة لتصبع جاذبة للسياح. وحول صناعة السياحة، أشار العبدلي بأن صناعة سياحة في المحافظات يجب أن تكون على مدار العام وليست مواسم دون الأخرى، فالمقومات السياحية في السلطنة يؤهلها بأن تجذب العديد من الزوار داخل وخارج السلطنة، فهي ذات عرض وطلب، موضحا بأن المعارض الداخلية والخارجية التي تشارك فيها السلطنة يجب أن تركز على أهمية السياحة لتجعل خارطة السلطنة على السياحة العالمية. كما أشار العبدلي بأن رؤية عمان 2040 ركزت في محاورها على أهمية القطاع السياحي لرفع مساهمة القطاع لأكثر من 6% في الناتج المحلي. وحول تعزيز السياحة في محافظة ظفار، قال العبدلي بأن المناظر الخلابة في ظفار والأجواء الاستثنائية التي تتميز به هذه المنطقة في الشرق الأوسط يجب أن تستغل بشكل سليم فهي نادرة وفي نفس الوقت جاذبة لمحبي السياحة. كما أضاف العبدلي بأن فتح الخطوط المباشرة بين مطار صلالة وعدد من الدول العالمية مطلب مهم لتشجيع على السياحة، متطرقا في حديثه حول ضرورة جلب المستثمرين في المشاريع الترفيهية والمغامرات إلى السلطنة.

إنشاء المرافق الخدمية

وقال راشد الحجري: نتلمس حاجة المواطن الملحة لإنشاء العديد من المرافق الخدمية ومن أهمها الترفيهية من أجل إنعاش القطاع السياحي الذي يعد ضعيفا في السلطنة كما نطمح بفتح العديد من الاستثمارات في الجوانب الترفيهية للمستثمرين، مشيرا بأهمية الالتفاف للمحافظات الحدودية التي يمكن أن تستقطب أبناء الخليج واستثمار السياحة البيئية بشكل مناسب، حيث إن محافظة مسندم من المحافظات التي حباها الله تعالى بجمال الطبيعة الجبلية والبحرية إلا أن استغلال هذه الطبيعة ما زالت بسيطة جدا ونطمح بأن يتم استثمارها بشكل صحيح مع انطلاق رؤية عمان 2040 في تشجيع على نمو المحافظات. وتحدث يوسف البدواوي: حول الموقع الاستراتيجي للمحافظة مسندم والتي تتميز بجبالها الشاهقة وبحرها الذي يستقطب العديد من محبي المغامرات والغوص، مشيرا بأن يجب خلال الفترة المقبلة بأن تنصب الاستثمارات في هذا الموقع المتميز من السلطنة، ولا تأتي الاستثمارات إلا بتشجيع والتسهيل على المستثمر ليدخل أبواب المحافظة ليتم استغلال الطبيعة الخلابة في المحافظة بشكل سليم.

وأضاف البدواوي حول جمالية الجبال التي يمكن استغلالها في العديد من رياضات المغامرات منها التسلق ونزول بالحبال من منطقة لأخرى وعمل التلفريك الذي يصور البيئة الطبيعية المحافظة مسندم. وأشار البدواوي بأن مسندم كذلك تشتهر بجمال الغوص فيها ويقبل عليها العديد من الهوة في هذا المجال مما يمكن الاستفادة من هذه الطبيعة البحرية في المحافظة.

سياحة الجبال والأودية

وتطرق يوسف بن علي الحبسي حول الاستغلال الأمثل للمقومات الطبيعية في السلطنة وخاصة سياحة الجبال والأودية، مع تنشيط الفعاليات السياحية في محافظة ظفار وبالأخص في الولايات الرئيسية كولايات صلالة وولاية طاقة وولاية مرباط، لتكون ذات حوافز سياحية مرضية وجاذبة خلال السنوات القادمة، موضحا الحبسي بأنه المحافظات غابت عنها الكثير من المشاريع السياحية التي كان بالإمكان أن تعزز من مصادر الدخل غير النفطية. وجاءت رؤية عمان 2040 في إحدى محاورها بالتركيز على "وضع تحقيق تنمية متوازنة للمحافظات، وتحديد الفجوة التنموية والمشكلات والمعوقات التي تحول دون تحقيق أهداف الخطط التنموية".. مضيفا بأن رسم الخطط المستقبلية للمحافظات خلال الفترة المقبلة في غاية الأهمية، من أجل التنمية والبناء الصحيح والسليم، فالخيرات التي تنعم بها السلطنة كثيرة في مياهها ومواردها وتضاريسها الفريدة، فكل هذا يحتاج لمزيد من العمل والاجتهاد وحتى التشاور مع أبناء المحافظات لرسم الصحيح في السياحة الداخلية.

عبدالله البوسعيدي احد زائري محافظة ظفار خلال موسم الخريف، تحدث عن نقص المنشآت الفندقية والاستراحات في أغلب ولاية محافظة ظفار، مع ملاحظة تركز أغلب المشاريع في ولاية واحدة دون الولايات الأخرى، متابعا حديثه بأنه لو أوجدت المخيمات السياحية المتنقلة وبأسعار مغرية سوف يلتفت إليها العديد من الزوار خاصة فئة الشباب المحبين لتخيم، على أن تكون متكاملة وبمرافق عصرية وتحت إشراف وزارة التراث والسياحة.