كيف هو التقاعد؟
عوضا عن السؤال التقليدي الذي كان المتقاعد يسمعه ممن حوله الذي كان كيف حالك؟ تحول السؤال إلى: كيف هو التقاعد؟ في كثير من الأحيان لا يهتم طارح السؤال كثيرا عن حال المتقاعد وربما لا يعنيه كثيرا في الواقع، بقدر ما هو اطمئنان على حاله هو.
البعض ممن خرج للتقاعد ووجد نفسه حبيس الوحدة والملل والفراغ، وربما تدهور الوضع المالي يطرح السؤال من باب الاطمئنان بأنه ليس وحيدا في هذا، وقد يؤذيه أن يعرف بأنك تعيش وضعا أفضل منه، فما يريد سماعه في الواقع أن هناك من يعاني مثله، فيمنحه هذا شعورا بالرضا عن حاله ولو مؤقتا سيسعد أيضا الحاقدون بإجابة كهذه إن كنت قد أحطت نفسك ببعضهم خلال مسيرتك المهنية، وهناك ممن تراوده فكرة التقاعد ولكنه لا يجرؤ على اتخاذ الخطوة خوفا مما ينتظره، فهو بالتالي يحب أن يطمئن بأن التقاعد ليس سيئا بالقدر الذي تصور له مخاوفه، وهو بالتالي يود لو يسمع إجابة مطمئنة، وسيسعد لو كانت إجابتك بأنه أفضل قرار اتخذته في حياتك، ووددت لو أنك اتخذته منذ مدة طويلة، وهناك طبعا من بالفعل يهمه أمرك ويطرح السؤال من باب الاطمئنان عليك، وأتمنى أن يكونوا كثيرين في حياتك.
من الصعب أن تتشابه التجربة بالنسبة للجميع، فإن كنت تدرس اختيار التقاعد فسؤال المتقاعدين لن يكون مجديا في هذه الحالة بسبب اختلاف ظروفهم، فالبعض قد تكون مسيرته المهنية غير موفقة وهو يود الخروج منها أيا كان الثمن، وهناك من قد يقفز لحياة التقاعد بدون أية تهيئة نفسية ومادية، وهذا بلا شك ستكون تجربته مؤلمة، لأنه حتما سيجد نفسه فريسة للقلق والوحدة والفراغ، خاصة تلك الفئة التي تحدثنا عنها كثيرا في هذه الزاوية، ممن كانت الوظيفة هي حياتهم، وهويتهم، بدونها ليس لهم وجود، لكن من خطط للتقاعد ليس فقط من الناحية المادية، ولكن أيضا من الناحية النفسية، واستطاع إحاطة نفسه بعلاقات إنسانية جميلة تثري حياته، ولديه مصادر دخل متعددة إضافة إلى المعاش، حتما سيكون سعيدا بالتجربة، فبالنسبة لهذا التقاعد بداية حياة جديدة وجميلة.