الادخار في زمن الجائحة
كم مرة فكرت في اتباع حمية غذائية، وفي أول يوم بدأت الدعوات تنهال عليك وكأن الجميع تذكر فجأة أنه مدين لك بدعوة، وكم مرة فكرت في البدء بخطة ادخار واكتشفت فجأة بأن المكيفات تحتاج إلى صيانة، وفجأة تتعطل بك السيارة، ويأتي صديق لا تستطيع أن ترفض له طلبًا يستقرض منك مبلغًا، أعتقد بأننا جميعًا مررنا بتجارب كهذه، مما يجعلنا نؤجل فكرة الادخار للشهر التالي، عندما ينتهي قسط السيارة، أو بعد رمضان، أو بعد العودة من الإجازة وهلم جرى.
الحقيقة أن الادخار مثل أي شيء آخر في الحياة ليس له وقت مناسب سوى هذه اللحظة، إذا عزمت فتوكل، وليس بالضرورة أن تبدأ بمبالغ كبيرة يكفيك مبلغ صغير كل شهر، أول خطوة قد تساعدك في توفير بعض الريالات هو مشوار السوبر ماركت الذي يستهلك جزءًا كبيرًا جدًا من ميزانية الأسرة، بقليل من الحيل والتخطيط يمكنك توفير مبلغ لا بأس به، كثير من العائلات تتخلص من كميات كبيرة من الطعام شهريًا، بسبب سوء التخطيط، والتكديس الذي ينتهي بكثير من هذه المواد في سلة المهملات، البعض للأسف يترك لعمال المنزل الحبل على الغارب في التصرف بمؤونة البيت، ونادرًا ما تدخل صاحبة البيت المطبخ لعمل جرد لما يمكن أن تحتاجه الأسرة حيث تترك هذه المهمة لهم، كما أن مشوار السوبر ماركت الأسبوعي ذاته عامل مؤثر على ميزانية الأسرة، حيث يصطحب البعض العائلة كلها تقريبا في هذا المشوار، مما يصبح التحكم في (الرغبات) المتعددة غاية في الصعوبة، خاصة رغبات الأطفال.
البند الثاني هو فواتير الكهرباء والماء والهاتف التي تستطيع بسهولة استقطاع مبلغ منها لحساب التوفير بشيء من الحكمة، واستخدام أجهزة لا تستهلك الكثير من الطاقة، وصيانة الأجهزة وتوصيلات المياه بانتظام، هناك الكثير من الطرق للتوفير تجدها متاحة على الإنترنت، لكن الفكرة أنه مهما بلغ حجم مصروفاتك تستطيع استقطاع جزء بسيط من خلال سياسة التدبير، كثير من عاداتنا المالية اكتسبناها بحكم التعود، لذا من السهل أن تدخل التوفير كعادة وسلوك في حياتك وحياة أفراد الأسرة، بتغيير بسيط جدًا وتدريجي.
فترات الإغلاقات فرصة سانحة لتقليل مشاوير التسوق، وادخار ما كنت ستصرفه، والحقيقة أن كثيرا من أوجه الصرف قلّت بالنسبة للكثيرين منا، أعتقد شخصيًا أن هذه أفضل فترة لإدخال عادة جديدة كنا نستصعبها، بعد أن أخرجتنا هذه الجائحة من منطقة الراحة في جميع جوانب الحياة.