محافظة ظفار أرض خصبة للسياحة الدينية
الاثنين / 29 / ربيع الأول / 1439 هـ - 22:02 - الاثنين 18 ديسمبر 2017 22:02
مكتب صلالة – عامر بن غانم الرواس -
تضم محافظة ظفار التي تشكل المنطقة الجنوبية من سلطنة عمان الكثير من المعالم الأثرية القديمة قدم التاريخ، ومن الأمور الغريبة والعجيبة في هذه المحافظة إضافة للآثار الكثيرة التي تنتشر في مختلف بقاع المحافظة المشهورة بالبخور والعطور وتحديدًا شجر اللبان، العديد من القبور التي لا يوجد مثيل لها، وهي التي يعتقد الكثيرون أن أصحابها هم بعض الأنبياء عليهم السلام كما يتناقل ذلك أهل المنطقة وبعض الناس الذين يزورون هذه القبور والمقامات، وهي تتميز عن غيرها بكونها طويلة جدًا أكثر من أي قبور عادية، كما هي حالة القبر الذي يقال إنه قبر النبي عمران الذي يبلغ طوله حوالي 30 مترًا، وهناك قبر النبي أيوب الذي يبلغ طوله عدة أمتار، وقبر النبي صالح الذي يبلغ طوله حوالي ثمانية أمتار، وقبر النبي هود الذي يعتبر عاديًا قياسًا بتلك القبور الأخرى، وغيرها من القبور المنتشرة في مختلف المناطق في المحافظة، وهي التي تتوزع على المناطق الساحلية والريفية، وكانت ولا تزال موضع احترام وتقدير عند الجميع، وتحظى حاليًا بالكثير من الاهتمام والعناية من قبل العديد من الجهات كذلك تحظى بنسبة كبيرة جدًا من السياح على مدار العام، وهناك من يأتي قاصدًا لزيارة هذه المزارات الدينية من مختلف الدول العربية والإسلامية ويرى سكان المناطق التي توجد بها هذه القبور أنها القبور الحقيقية للأنبياء، ويستشهدون بالأعداد الكبيرة الذين كانوا يزورون ظفار خلال الحقب التاريخية القديمة، حيث كانوا يخاطرون بحياتهم من خلال البحر أو من خلال البر بواسطة الجمال والسير على الأقدام لزيارة قبور الأنبياء خاصة من الدول الآسيوية وعلى سبيل المثال لا الحصر باكستان والهند. تبنى هذه القبور بعناية وتحاط بالأبنية والقباب، وتزين تلك القبور بالأقمشة ذات الألوان الذهبية والخضراء والحمراء المطرزة بالآيات القرآنية، وتوضع عندها مختلف الروائح والعطور التي تبقي الرائحة الزكية هناك تفوح منها بشكل دائم، وهناك بعض الأشخاص يقومون على خدمة تلك القبور التي بنيت حولها المساجد من قبل بعض الجهات الحكومية. قبرا عمران وأيوب من القبور المعروفة والمشهورة هناك، وقبر النبي عمران الذي يوجد بالقرب من بلدية صلالة، ويبلغ طوله 30 مترًا وعرضه حوالي 75 سنتيمترًا، ويمكن أن يكون القبر الأطول في العالم، وهو محاط بعناية خاصة بعد أن تمت إحاطته ببناء حديث، ويزين القبر الذي تحول إلى مزار -حتى من بعض الدول الأخرى- بالسجاد المكتوب عليه آيات قرآنية، وأنشئ حوله مسجد جديد وحديقة جميلة منظمة فيها بعض الأشجار، ويوجد حاجز على طول القبر، ومبنى القبر فيه بعض النوافذ، وتم إيصال الكهرباء إليه، وهناك ممران على جانبيه مبلطان بالرخام، وقبر النبي أيوب من القبور المعروفة، ويقع على تلة تشرف على مدينة صلالة، ويضم القبر بناء عاديًا به عدد كبير من النوافذ، وغير مرتفع عن الأرض كثيرًا، والقبر مغطى بالقماش الأخضر وسجاد عليه آيات قرآنية كريمة، ويلقى هذا القبر والمسجد الذي بني إلى جانبه الكثير من العناية، حيث يزوره أناس كثيرون خاصة من الهند والباكستان، وتوجد على بعد كيلومتر من القبر عين ماء داخل كهف، ويروي العاملون على القبر أن زوجة النبي أيوب عليه السلام التي كانت تقف إلى جانبه في مرضه نفد منها الماء ذات يوم ولم تستطع ترك زوجها لشدة مرضه لتجلب له الماء، وأبلغت النبي أيوب بذلك فدعا ربه طالبًا الماء فانفجرت عدة عيون ماء من حفرة بالقرب من القبر فكانت هذه العيون تجود بالماء كلما دعت الحاجة إليه، ولا تزال هذه الحفرة موجودة عند مدخل القبر، وبها العديد من الثقوب ولكن لا يوجد بها ماء حاليًا.
الاعتقاد المحلي السائد يشير إلى أن موقع ضريح النبي هود هو جبال ظفار بين هضاب وأودية وعيون ماء تسمى عين «حيرية» وعين «عفيلية» وعين «إثام» وجميعها تمر لتصل إلى الوادي إلي يمر به الضريح.
ويبلغ طول الضريح 3 أمتار وعرضه 105، وقد ورد ذكر النبي هود في القرآن الكريم سبع مرات وأنه أرسل إلى قوم عاد في بلاد الأحقاف أما قبر النبي هود فهو عادي الطول والمظهر، وقد بني عليه مؤخرًا مسجد، وهناك الكثير من الحكايات نسجت حول هذا القبر والقبور الأخرى بالمنطقة المنسوبة للأنبياء، وكان القبر عبارة عن قبر عادي مغطى ببعض الأقمشة الخضراء ومحاط بسور من الحجارة، ثم بني حوله مسجد، والغرفة التي تضم القبر حاليا حديثة بها عدة نوافذ ومتطلبات الإضاءة، وبالقرب من القبر 4 عيون ماء في أودية صغيرة جميعها تصب في وادٍ يمر على قرية قهوف.
يقع ضريح النبي صالح في وادي أنحور بين حاسك وحدبين عند رأس نوس شرقي محافظة ظفار، ويبعد عن مدينة صلالة بسلطة عُمان بمسافة 165.5 كم. يبلغ طول الضريح 8.8 متر، وعرضه 1.5 متر، وقد ورد ذكر النبي صالح 9 مرات في القرآن الكريم كرسول إلى قوم ثمود الذين جاؤوا بعد قوم عاد، وكانوا ذوي أعمار طويلة وأجسام قوية، وذكر في كتاب صفة جزيرة الهرب للهمداني أن حاسك قرية شرقي ظفار بها قبر نبي من الأنبياء من أولاد النبي هود عليه السلام. ويعتقد أن النبي صالح عاش مع قومه في بلاد الأحقاف، ثم ارتحلوا إلى شمال الحجاز (مدائن صالح) ومنطقة بلاد الشام، وبعد هلاك قوم ثمود تنقل النبي صالح في بلاد الشام ثم إلى مكة وبعدها عاد إلى مسقط رأسه في الأحقاف.