إطـلاق مسـابقة دولية لتطوير أنظـمة التحلية في الكـوارث الإنسـانية بقـيمة 270 ألف ريال
الأربعاء / 18 / جمادى الآخرة / 1439 هـ - 22:12 - الأربعاء 7 مارس 2018 22:12
تكريم الفائزين بجوائز البحوث في مجال المياه لدورتها الثانية -
دعم الاختراعات العلمية والهندسية لإنتاج جهاز تحلية مياه محمول باليد بأسعار معقولة -
البرنامج البحثي الاستراتيجي يوصي بإيجاد مركز وطني لبحوث التقنية وتعزيز التوعية بقضايا المياه -
كـتـب :محمد بن حمد الصبحي -
أعلن مجلس البحث العلمي ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أمس الفائزين في مسابقة جائزة البحوث والابتكارات في مجال المياه لدورتها الثانية في البرنامج البحثي الاستراتيجي لبحوث المياه، كما تم إطلاق مسابقة تحدي عمان لتطوير أنظمة التحلية الفردية لحالات الكوارث الإنسانية، كما تم تدشين الموقع الإلكتروني الخاص بالمسابقة، وذلك خلال أعمال ملتقى جائزة البحوث والابتكارات في مجال المياه، تحت رعاية معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، أمين عام وزارة الخارجية وذلك بمقر مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بمنطقة مرتفعات المطار وبحضور عدد من السعادة والمسؤولين والمدعوين.
نتائج المسابقة
وأسفرت نتائج المسابقة عن فوز البروفيسور كاسيموف أنفار من جامعة السلطان قابوس في فئة النشر العلمي لحملة الدكتوراه، وتم حجب الفائز في فئة النشر العلمي للباحثين الناشئين، وفي مجال الابتكارات فازت المهندسة طيبة بنت مرزوق بن عبدالله الحراصية من الهيئة العامة للكهرباء والمياه عن الابتكار بعنوان تقييم خدمة المرونة في سلطنة عمان، دراسة حالة مسقط.
وفي فئة المبتكر الناشئ أحرز المركز الأول الفريق الطلابي المكون من المبتكرين البراء بن خلفان بن حميد البدوي، وعماد بن عامر بن سالم الرميمي من مدرسة الحواري بن محمد الأزدي من تعليمية محافظة شمال الشرقية عن ابتكارهم بعنوان «مصفي المياه الرمادية الحيوي»، وحلت في المركز الثاني الطالبة مها بنت سعيد بن سالم السالمية، من مدرسة حفصة بنت عمر من تعليمية محافظة الداخلية عن ابتكارها بعنوان «منقي المياه السحري»، وجاءت في المركز الثالث الطالبة شيماء بنت سليمان بنت سالم الحبسية من مدرسة الزهراء السقطرية بتعليمية شمال الشرقية عن ابتكارها بعنوان «تطبيق الخزان»، وأحرز الطالب هانئ بن إسماعيل بن محمد الريامي من مدرسة أبو زيد الريامي بتعليمية محافظة الداخلية المركز الرابع عن ابتكاره «الري الذكي»، ونال المبتكر خالد بن وليد بن أحمد الشحي من مدرسة المحمدية بتعليمية محافظة مسندم المركز الخامس عن ابتكاره بعنوان «الدش الاقتصادي».
مبادرة علمية
ورافق حفل التكريم إطلاق مبادرة علمية دولية في مجال أبحاث المياه، وهي تحدي عمان لتطوير أنظمة التحلية الفردية لحالات الكوارث الإنسانية وتدشين الموقع الإلكتروني الخاص بها، التي يتبناها كل من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ومجلس البحث العلمي وبالتعاون مع مركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه (مدريك)، ويتمثل التحدي في تصميم جهاز تحلية مياه محمول باليد، ومنخفض التكلفة، ومناسب للاستخدام في فترة زمنية قصيرة، ويتميز بخاصية التوزيع السريع في حالة حدوث الأزمات الإنسانية، حيث تحقق أهداف هذا الجهاز طفرة في جهود الاستجابة الإنسانية في حالات الطوارئ في أعقاب الكوارث الطبيعية، ويتأهل الفائز في الجائزة للحصول على جائزة قدرها 700 ألف دولار أمريكي(ما يقارب 270 ألف ريال عماني) كدعم للأبحاث العلمية والتجارب التطبيقية الأخرى.
وسيتولى (مدريك) إدارة الطلبات المترشحة للجائزة ابتداء من عملية التسجيل إلى اختبار الأجهزة المترشحة إلى الإعلان عن الجهاز الفائز بالجائزة.
ومن جانبه قال معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الأمين العام لوزارة الخارجية رئيس «مدريك» إن تحدي عمان لتطوير أنظمة التحلية الفردية لحالات الكوارث الإنسانية هو دعم لجهود علمية عالمية للتعامل مع الحاجات الإنسانية لأولئك الذين لا يملكون المياه عقب حدوث أزمة إنسانية.
وأضاف هدف التحدي إلى دعم الاختراعات العلمية والهندسية اللازمة لإنتاج جهاز تحلية مياه محمول باليد بأسعار معقولة يمكن توزيعه بسرعة للحفاظ على الحياة، واستنادا إلى الاحترام الكبير الذي تبديه السلطنة للمياه باعتبارها أساس الحياة والحضارة الإنسانية، فإننا نعلن عن هذا التحدي للمشاركة فيه من العلماء والمهندسين في العالم.
وقال سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي، الأمين العام لمجلس البحث العلمي: يأتي الإعلان عن هذه الجائزة انطلاقا من أهمية الحصول على المياه العذبة النظيفة أثناء وبعد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو أمواج تسونامي والفيضانات أمر بالغ الأهمية بالنسبة للصحة والبقاء على قيد الحياة، وبالنسبة لوكالات الإغاثة التي تستجيب لأزمة معينة، يعتبر توفير المياه للسكان المتضررين هو إحدى أهم أولوياتها.
وأضاف الهنائي نظرا لتفاوت حجم ونطاق وتعقيدات الكوارث، لا يوجد حجم محدد لحل مشكلة ندرة المياه الناجمة في مختلف أنواع الأزمات الإنسانية حيث تتراوح الحلول الحالية من وضع وحدات معالجة المياه كبيرة الحجم في الموقع أو نقل كميات كبيرة من زجاجات المياه المعبأة، إلى توزيع أدوات أو أجهزة لوحية لتنقية المياه، ولا يعتبر أي منها مثاليا في أعقاب كارثة طبيعية حدثت فيها أمواج عاتية حيث يتطلب الأمر فيها استجابة إنسانية عاجلة. ويشير الهنائي إلى أنه يمكن أن تكون أجهزة تنقية المياه حلا فاعلا على المدى القصير في حالة الطوارئ، ولكنها قادرة فقط على تصفية البكتيريا والطفيليات التي تنقلها المياه، ولا تخلص المياه الملوثة من المواد الكيميائية والفيروسات والمياه المالحة، وهذا هو العيب الذي يسعى تحدي عمان لتطوير أنظمة التحلية الفردية لحالات الكوارث الإنسانية إلى معالجته، كما أن عملية تحلية المياه هي أساسا عملية صارمة جدا بطبيعتها، فعندما يتم إزالة الملح، تتم إزالة كل الملوثات الضارة الأخرى.
وفي حديثه عن التحدي أوضح سعادة كيران أوكوين مدير مركز مدريك لأبحاث المياه: المركز لديه مهمة بسيطة وهي إيجاد حلول لندرة المياه العذبة، وهذه المهمة تكون ضرورية جدا عقب الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ حيث تكون إمدادات المياه قد تلفت، أو دمرتها أمواج البحر العاتية، أو تلوثت بالفيروسات والبكتيريا. هذا التحدي يهدف إلى الجمع ما بين أفضل ما توصلت إليه العلوم والهندسة لتوفير مياه شرب صالحة في تلك الساعات أو الأيام التي تتلوا هذه الحالات.
ويعد الجهاز التي تسعى المسابقة إلى إيجاده من وسائل الإنقاذ التي تنفع لمساعدة الناس الذين تقطعت بهم السبل أثناء الكوارث في انتظار إنقاذهم حيث تكون محاطا بالماء، ولكن ليس لديك ماء صالح للشرب، وإن الاستجابة الفعالة لحالات الطوارئ الإنسانية في هذه الحالة ستكون بالنسبة لأول المستجيبين عن طريق توزيع الجهاز بسرعة والذي من شأنه أن يمكنك من تحويل المياه المالحة التي تحيط بك إلى مياه صالحة للشرب بسهولة وبسرعة، دون الحاجة إلى الطاقة الكهربائية، وبذلك تنقذ حياة الناس حتى يتم إنقاذهم وإغاثتهم بالمواد المطلوبة، وإجلائهم من تلك المنطقة المتضررة.
من جهته قال زاهر بن خالد السليماني رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمياه تبرز أهمية إطلاق مثل هذه المبادرات في أنها تشجع الابتكار لدى الناشئة، والباحثين والناشرين، وعندما يرى هؤلاء الأفراد المبادرات تمنحهم الحافز للبحث والابتكار والمشاركة في المسابقات، والخروج بمنتجات تخدم السوق وتحافظ على المياه.
وأضاف: إن أهم المعايير التي وضعتها المسابقة تمثلت في جودة الفكرة، وحداثة الفكرة بحيث لم يسبق التطرق لها، وأن تكون قابلة للتطبيق، وأن تخدم بصورة واضحة قطاع المياه، وبلغ عدد المشاركين في المرحلة الأولى حوالي 40 ابتكارا تم تصفيتها في المرحلة الثانية إلى 13 ابتكارا ليتم اختيار المشاريع الخمسة الفائزة بعد ذلك.
التوصية الأولى
وقدمت الدكتورة جميلة بنت علي الهنائية، مديرة قطاع البيئة والموارد الحيوية بمجلس البحث العلمي، عضوة اللجنة التوجيهية للبرنامج البحثي الاستراتيجي للمياه بمجلس البحث العلمي عرضا مرئيا عن البرنامج، تضمن نبذة عن البرنامج والأهداف المختلفة التي أنشئ من أجلها، وتحدثت الدكتورة خلال العرض عن التقدم المحرز في تنفيذ التوصية الأولى للبرنامج وهي دعم البحوث في مجال المياه، حيث أوضحت الدكتورة أنه تم تنظيم دورتين متتاليتين عن جائزة البحوث والابتكارات في مجال المياه لفئات البحوث العلمي والابتكارات والمبتكر الناشئ، وأضافت الدكتورة بالنسبة لمحاور إدارة الموارد المائية، واستدامة إمدادات المياه، ومعالجة المياه، فقد تم إحراز تقدم في التوصية الثانية عبر إطلاق تحدي عمان، والانتهاء من جائزة البحوث والابتكارات في مجال المياه للدورة الثانية بعد أن شهدت ارتفاعا ملحوظا في مجال التقديم، وتشير الدكتورة جميلة إلى أنه من المؤمل أن تقدم مخرجات البرنامج بعد انتهاء الدورة الخامسة منه، بأن ينبثق عنه مركز وطني لبحوث المياه، تكون مهمته دعم الأبحاث التقنية في مجال المياه، وتعزيز التوعية بقضايا المياه من مراحل الدراسة الدنيا بالمدارس، ويكون نقطة تواصل بين القطاع الأكاديمي والبحثي والمهتمين بالمياه في القطاع الخاص، تلا ذلك عرض فيديو وثائقي عن البرنامج البحثي للاستراتيجي للمياه، والإعلان عن الدورة الثانية لتقديم المقترحات.
وألقى المهندس كيفن برايس، مستشار أول للعلوم والتكنولوجيا في مدريك لأبحاث المياه كلمة عن تحدي عمان لتطوير أنظمة التحلية الفردية لحالات الطوارئ ذكر فيها أهمية الابتكار ودعم المبتكرين، والتعريف بمختلف أدوار المركز.
وقدم الدكتور عثمان عبدالله، مدير مركز بحوث المياه بجامعة السلطان قابوس عرضا مرئيا عن تحديات المياه في سلطنة عمان، ثم قدم ممثل وزارة التربية والتعليم عرضا مرئيا عن فئة المبتكر الناشئ أعقبه عرض مرئي للفائز بجائزة الابتكارات، ثم عرض مرئي آخر للفائز بجائزة النشر العلمي عن فئة الدكتوراه تلتهم مناقشات عامة.