"التواصل الحكومي" يناقش شمولية المحتوى الإعلامي وأسس التواصل مع ذوي الإعاقة والناطقين بغير العربية
الاثنين / 9 / ربيع الثاني / 1440 هـ - 17:21 - الاثنين 17 ديسمبر 2018 17:21
عقد مركز التواصل الحكومي بمقر وزارة التعليم العالي لقاءه الدوري التاسع مع دوائر الإعلام بالوحدات الحكومية بعنوان ' شمولية المحتوى الإعلامي الحكومي' ' التواصل مع ذوي الإعاقة والناطقين بغير العربية ' بحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، حيث يأتي هذا اللقاء امتدادا لسلسلة من اللقاءات من أجل مد جسور التكامل والتعاون مع القائمين على عملية الاتصال بهذه المؤسسات، وتعزيز تبني أفضل ممارسات العمل الإعلامي والتواصل الحكومي ومناقشة المستجدات والتحديات المتعلقة بالعمل الإعلامي.يوقد اشتمل اللقاء على محورين رئيسيين، المحور الاول كان حول (مخاطبة الجمهور من ذوي الاعاقة) تناول افضل الممارسات في التخاطب مع ذوي الاعاقة، فيما تعلق المحور الثاني بـ (مخاطبة المتحدثين بغير العربية)، على اعتبار ان الوافدون يشكلون قرابة 44% في السلطنة، وقد تم خلال اللقاء عرض عدد من التجارب حول المحورين لبعض المؤسسات الحكومية.ودعا معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام المؤسسات الحكومية والخاصة، إيلاء النفاذ الرقمي أهمية أكبر، واعتباره أولوية قصوى، وضمن مسؤوليتهم تجاه المجتمع لضمان حصول جميع الأشخاص بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة على المعلومات، والاستفادة من الخدمات المقدمة دون عوائق، مشيرا الى اننا امام نخبة رائعة جدا من ذوي الاعاقة في مجال الإعلام والاتصال فهم قادة يمكن ان يغيروا وان يقودوا تجربة رائعة جدا لكن هذا التغيير يستلزم علينا جميعا ان نكون معنيين ومتعاونين فيه. وقدم مركز اتصالات الخدمات الحكومية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء (التواصل الحكومي) في بداية اللقاء عرض تقديمي حول افضل الممارسات في مخاطبة ذوي الاعاقة قدمه موسى بن خميس البلوشي رئيس قسم الرقميات بالمركز، حيث تم استعراض احصائيات تتعلق بالقدرات التكنولوجية لذوي الاعاقة باستخدامهم لشبكة الانترنت والسياسات العالمية بالاضافة الى الاطر التنظيمية للنفاذ الرقمي. كما تناول البلوشي الميزات التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي لتسهيل وصول ذوي الاعاقة للمحتوى الرقمي والخدمات الالكترونية بسهولة ويسر كوصف الصور والتعليق الصوتي والتعليق الكتابي اضافة الى اهمية اخذ الالوان في الاعتبار عند صناعة المحتوى مشيرا الى انه وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يشكل الأشخاص ذوي الإعاقة نحو 15% من سكان العالم، وهناك عدد كبير منهم يستعين بالتقنيات المساعدة للحصول على المعلومات، والاستفادة من الخدمات. بعد ذلك تم تقديم تجربة شخصية حول (الإعلام للمكفوفين) استعرضها علي بن عبدالله بن مرهون العمري من هيئة تقنية المعلومات، تحدث عن النفاذ الرقمي للخدمات الالكترونية والتقنيات المساعدة لذوي الاعاقة وتناول العمري تجربته كشخص كفيف في التواصل مع مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام بعض البرامج المساعدة لتسهيل الاعمال والحياة العامة مؤكدا بأننا نعيش الان في عصر المعلومات واهمية المعلومة للجميع وبالتالي نحن من اصحاب الاعاقة يهمنا الحصول والوصول الى المعلومة بشكل سهل ومتاح داعيا الجهات الحكومية الى تبني مثل هذه الممارسات والتسهيلات والخدمات واتاحتها لذوي الاعاقة كقارئ الشاشة وغيرها من اجل سهولة النفاذ والحصول على المعلومة والتفاعل مع الاحداث والقضايا المجتمعية. و استعرض سلطان العامري من الجمعية العُمانية لذوي الإعاقة السمعية تجربة (الإعلام لذوي الاعاقة السمعية) تناول فيها الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجمعية في اطار الاعاقة السمعية والسعي نحو الارتقاء بتقديم شتى الخدمات وإدماج هذه الفئة بالمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين وذو إستقلالية تامة.مشيرا الى تسهيل الفرص وإتاحة التواصل الفعال للأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية «الصـم وضعـاف السمـع» والعمل على دمجهم وتوفير الترجمة بمختلف مناحي الحياة وذلك بإستخــدام تكنولوجيــا المعلومــات وجميـع الطـرق والأسـاليب الحديثة.على صعيد متصل استعرض مركز التواصل الحكومي كذلك خلال اللقاء نتائج المسح الذي أجراه حول (نشر المحتوى الإعلامي بغير اللغة العربية) ، قدمته فاطمة اللواتية رئيسة قسم التكامل، وشمل المسح جميع الوحدات المشاركة في لقاءات التواصل الحكومي.واشارت نتائج المسح ان 92% من المشاركين في المسح يعتقدون بأنهم يملكون جمهور يتحدثون بغير اللغة العربية وحوالي ثلاثة من كل أربعة من المستجيبين ينشرون محتوى بغير اللغة العربية، وفيما يتعلق بالمحتوى الإعلامي اوضحت النتائج بأن المحتوى الإعلامي باللغة الإنجليزية يتصدر وبنسبة 76% المحتوى المنشور بغير اللغة العربية، يأتي من بعده المحتوى الإعلامي بلغة الأوردو بنسبة 13%، كما تُستخدم بعض اللغات الأخرى مثل: الفلبينية والهندو وغيرها.وحول المؤسسات التي تنشر بغير اللغة العربية اشارت رئيسة قسم التكامل بالمركز بأن هنالك 39% من المؤسسات تنشر وبشكل دائم، بينما 36% ينشرون بحسب درجة الأهمية. اما فيما يختص بالقنوات الإعلامية التي يتم استخدامها عند نشر المحتوى باللغات الأجنبية، بينت ان حوالي 86% من المؤسسات تنشر محتواها في الصحف،و75% من المؤسسات تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، كما خرج المسح بالعديد من المقترحات والآراء من قبل المؤسسات المشاركة بالمسح، أبرزها دعوة المؤسسات إلى أهمية التواصل باللغات الأخرى على اعتبار ان الوافدون يشكلون قرابة 44% في السلطنة ، بالاضافة الى تبني مركز التواصل الحكومي المشاركة باللغة الانجليزية وكذلك تبني فكرة تواصل الوحدات مع الجمهور بلغة الإشارة والتركيز على توفير برامج تدريبية في هذا المجال بالإضافة إلى حث المؤسسات عبر المركز للاهتمام بنشر مواد باللغات الاخرى وتعيين موظفين تخصص صحافة واعلام باللغة الانجليزية.وفي سياق استعراض تجارب بعض المؤسسات الحكومية، استعرض علي البادي تجربة جامعة السلطان قابوس الرائدة في تواصلها مع جمهورها من طلبة الجامعة الناطقين بغير العربية، موضحا ان عدد الطلبة الدوليين الذين انضمّوا إلى مختلف كليات الجامعة ٨٠٣ طالبًا وطالبة منذ عام ٢٠٠٢م كما انه انضم إلى الجامعة بين عامي ٢٠١٠، و٢٠١٥م مجموعةً من الطلبة من ٣٨ دولة، ومجموعة من الأكاديميين من ٦٩ جنسية مختلفة. موضحا ان ذلك الاهتمام والحرص في مخاطبة الناطقين بغير العربية انعكس في نشراتها الاخبارية الداخلية التي تصدرها باللغتين الانجليزية والعربية متحدثا عن تاريخ النشرات الاخبارية في الجامعة (كنشرة هورايزن) و(نشرة امبرنت) التي توجد بها نسخة إلكترونية في موقع (أنوار) باللغة الانجليزية والتي تغطي فيها كافة انشطة الجامعة المختلفة الى جانب البوابة الاخبارية (انوار) التي تغطي انشطة الجامعة بشكل يومي باللغة الانجليزية كما تطرق البادي الى الإعلام الرقمي بالجامعة بالاضافة الى الاخبار اليومية باللغة الانجليزية ، كما تطرق الى جهود دائرة العلاقات العامة والإعلام في تواصلها مع الصحف الناطقة باللغة الانجليزية ونشر كل ما يتعلق بأنشطة وفعاليات الجامعة. وتحدث عصام الشرجي عن تجربة الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) في التواصل مع الناطقين بغير العربية حيث استعرض في هذه التجربة القنوات المستخدمة لإيصال الرسائل التوعوية للناطقين بغير العربية، كما استعرض ارقام واحصائيات حول حجم التفاعل مع الناطقين بغير العربية وآلية صناعة المحتوى بالاضافة الى التحديات المرتبطة بعملية الاتصال مع الناطقين بغير العربية.وشهد اللقاء تفاعل كبير من المشاركين من خلال النقاشات والمداخلات، حيث أكد المشاركون على اهمية الاشتغال على ايصال المعلومة الى ذوي الاعاقة والزام الجهات بتوفير خدمات تسهل الحصول على المعلومة لذوي الاعاقة ، كما تم التأكيد على ضرورة تبنى مركز التواصل الحكومية اصدار دليل ارشادي لكل الخدمات للتواصل مع ذوي الاعاقة.كما دعا المشاركون خلال النقاشات أهمية اقامة ورش تدريبية متخصصة للقائمين بالاتصال في الدوائر الحكومية وفي منصات التواصل الاجتماعي، وعلى الجهات الحكومية اعادة النظر في مستوى تقديم خدماتها لذوي الاعاقة وتسهيل الوصول الى المعلومة وادماج ذوي الاعاقة في المجال التقني والدعوة لانشاء مركز متخصص معني بكل الاعاقات الموجودة في السلطنة والتقريب بين ذوي الاعاقة السمعية والبصرية والجهات الحكومية كما ناقش المشاركون التحدي المالي وضعف مستوى الترجمة.واشار المشاركون في اللقاء خلال مناقشاتهم بأن كل مؤسسة لديها موقع إلكتروني عليها ان تراعي النفاذ الرقمي وسهولة الوصول لذوي الاعاقة وهذا اساس وواجب في المراحل القادمة على ان تكون احد شروط هذه المواقع لاعتمادها بحيث تكون متاحة للجميع، واجمع المشاركون على أهمية تقديم صناعة محتوى تليق بمستوى ذوي الاعاقة وان تكون هذه المعلومات سلسة وميسرة تتوافق مع مستوى الخدمات المقدمة على مستوى العالم موضحين ان التعاون مع جمعيات ذوي الاعاقة مهم وضروري مشيرين بأننا بحاجة الى تفعيل واسس عملية لتحقيق هذه الطموحات وتقديم محتوى إعلامي يليق بنا جميعا.