فرقة حليم للتخت الشرقي تحيي الموسيقى العربية في «هواة العود»
الاحد / 15 / شعبان / 1440 هـ - 22:41 - الاحد 21 أبريل 2019 22:41
زارت فرقة «حليم للتخت الشرقي» الأردنية مؤخرا الجمعية العمانية لهواة العود التابعة لمركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم، معيدةً بزيارتها إحياء روح الموسيقى العربية الأصيلة بين أعضاء الجمعية والمهتمين بالموسيقى العربية على وجه التحديد، حيث تُعد الفرقة من فرق التخت الشرقي التي بدأت تنتشر في الوطن العربي، وقامت حتى الآن بتقديم العديد من القطع الموسيقية العربية في عدد من دول العالم، وتأتي السلطنة كمحطة لها بعد دعوتها من قبل دار الأوبرا السلطانية مسقط، للمشاركة في برنامج العروض التسويقية لدار الأوبرا، حيث لاقى أداء الفرقة إشادة وتفاعلا من الحضور.
بدأت الفرقة بالتعريف عن نفسها لأعضاء الجمعية ومن ثم عزفت عددا من المقطوعات الموسيقية المعروفة، وعددا من الموشحات العربية المعروفة كـ «منيتي عز اصطباري»، و«لما بدا يتثنى»، و «جادك الغيث» التي تفاعل معها الحضور ورددوا معها كلمات تلك الموشحات بانسجام.
وحول زيارة مثل هذه الفرق للسلطنة يقول وائل قاقيش رئيس قسم التعليم والتواصل المجتمعي بدار الأوبرا السلطانية، نحاول جاهدين بين الفينة والأخرى دعوة مثل هذه الفرق التي تتبنى موسيقى التخت الشرقي لإحياء والحفاظ على القيم الفنية والتاريخية العربية المتوارثة ونشرها بين أجيالنا العربية، والجمعية العمانية لهواة العود منذ تأسيسها هي حاضنة وراعية للموسيقى العربية بجميع أشكالها بما فيها التخت الشرقي، فكان لابد من إحياء أمسية في أروقتها بصحبة أعضائها الشباب المتميزين ودعوتهم لمشاركة الفرقة عزف بعض المقطوعات المعروفة العمانية والعربية، كما أن مثل هذه التبادلات الفنية الثقافية تساهم في مد جسور بين الجمعية العمانية لهواة العود والمؤسسات الدولية المهتمة بالفنون الموسيقية وبناء علاقات بين أعضاء الجمعية والفرق العربية والعالمية المختلفة، كما أنها فرصة لسماع الموسيقى العمانية عبر أعضاء الجمعية في مثل هذه الأمسيات الجميلة».
وعبر رئيس فرقة حليم للتخت الشرقي ومؤسسها، الموسيقار عبدالحليم الخطيب عن مدى سعادته هو وفرقته لزيارة الجمعية العمانية لهواة العود لهم، وعن المستوى العالي الذي يتمتع به أعضاء الجمعية وتمكنهم من العزف على آلة العود، حيث يقول «استطعنا مع أعضاء الجمعية أن ننسجم ونندمج بسهولة أثناء العزف الأمر الذي يدل على المستوى الفني العالي الذي يتمتع به الأعضاء وقدرتهم على الانضمام إلى التخوت الشرقية بكل سهولة الأمر الذي يُبشر بإمكانية أولئك الشباب لتكوين فرق تخت شرقي في السلطنة تنشر بدورها موسيقى التخت الشرقي لأجيالها».
وتعود كلمة «التخت» إلى أصول فارسية وتعني المكان المرتفع في صدر صالة الجلوس، حيث يتألف من مجموعة من العازفين يعزفون على آلات العود والقانون والدف كآلات رئيسية وتمت إضافة آلة الكمان عليها مؤخرا لقدرته على عزف أرباع الأصوات المستخدمة في الموسيقى الشرقية، وإضافة آلات حديثة أخرى لتغطية مجال الأصوات الغليظة أو إضفاء لمسة جميلة على الإيقاع للجمل الموسيقية ؛ وقد ظهر هذا الفن في العصر العباسي وانتشر بعدها لفترة من العقود، ثم جاءت عليه فترة وبدأت تلك التخوت تتلاشى بسبب دخول الآلات الكهربائية وانجذاب الشباب للموسيقى الغربية، وفي عصرنا الحاضر بدأت فرق التخت الشرقي تعود شيئا فشيئا ناشرة معها روح الثقافة العربية بما تقدمه من قوالب موسيقية معروفة كالموشحات والمواويل والطقاطيق مسترسلة في عزفها، تهتز لها الرؤوس السمّيعة طربًا وإعجابا، وتقديرا لجودة وأصالة ما تسمع.