العرب والعالم

ناقلتا نفط تتعرضان لهجوم في بحر عمان وسط توترات بالمنطقة

1241383
 
1241383
البيت الأبيض يقيّم الموقف وروسيا تدعو لعدم التحريض والأوروبي يحض على تفادي «الاستفزازات» - عواصم- (وكالات): تعرّضت ناقلتا نفط نرويجية ويابانية لهجوم في بحر عمان أمس، ما أدى إلى اشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، في تطور جديد يزيد التوترات في المنطقة التي تشهد توترات على خلفية تصعيد إيراني - أمريكي منذ أسابيع. وسجّل ارتفاع كبير في أسعار النفط فور الإعلان عن الحادثة وهي الثانية ضد ناقلات نفط في غضون شهر في المنطقة الاستراتيجية، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات «تخريبية» قبالة الإمارات في 12 مايو، قالت واشنطن: إنّ طهران تقف خلفها. وأفاد الأسطول الخامس الأمريكي ومقرّه البحرين في بيان عن «هجوم استهدف ناقلتي نفط في بحر عُمان»، مشيرا إلى تلقيه «نداءي استغاثة منفصلين عند الساعة 6.12 صباحًا بالتوقيت المحلي والساعة 7.00 صباحًا». وأعلنت السلطات البحرية النرويجية أن ناقلة النفط «فرونت ألتير» المملوكة لمجموعة «فرونتلاين» النرويجية والتي كانت ترفع علم جزر مارشال، تعرّضت لـ(هجوم) في بحر عُمان بين الإمارات وإيران، وسُمعت ثلاثة انفجارات على متنها، مؤكّدة عدم إصابة أي عنصر من الطاقم بجروح. وذكرت أن الناقلة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 111 ألف طن، اندلعت فيها النيران. وبث التلفزيون الرسمي الإيراني صورة وشريط فيديو يظهران بحسب قوله، النيران تتصاعد من إحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضتا للهجوم. وعرضت وكالة «إيريب نيوز» التابعة للتلفزيون الرسمي صورة ناقلة نفط يتصاعد منها دخان أسود كثيف، فيما بثت شبكة «إيرين» فيديو غير واضح صوّر على ما يبدو بواسطة هاتف نقال تبدو فيه نيران تتصاعد من مركب في البحر. وقالت شركة «كوكوكا سانغنيو» اليابانية، مشغلة ناقلة النفط الثانية «كوكوكا كوريجوس»: إن الناقلة تعرضت لإطلاق نار، وإنه تمّ إنقاذ كل أفراد الطاقم، وإن حمولة الميثانول التي كانت تنقلها لم تصب بضرر. وقال رئيس الشركة يوتاكا كاتادا: «يبدو أن بواخر أخرى تعرضت أيضا لإطلاق نار». - «مثير للشبهات»- وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن إيران قدمت المساعدة لناقلتي النفط أجنبيتين»، مشيرة في مرحلة أولى إلى تعرضهما لـ(لحادثة) في بحر عُمان. ونقلت عن «مصدر مطّلع» قوله: إن «وحدة إنقاذ تابعة للبحرية الإيرانية في محافظة هرمزكان (جنوب إيران) أغاثت 44 بحارًا من المياه نقلوا إلى ميناء بندر جاسك». ووفقا للوكالة الإيرانية، وقع الحادث الأول الساعة 8.50 (4.20 ت ج) على بعد 25 ميلًا بحريًا من بندر جاسك على متن ناقلة ترفع علم جزر مارشال وتنقل حمولة من الميثانول من قطر إلى تايوان. وقالت: إن 23 بحارًا كانوا على متنها قفزوا في المياه وتم إنقاذهم. وبعد ساعة من حادث السفينة الأولى، تعرضت ناقلة أخرى لحريق على مسافة 28 ميلا من جاسك. وكانت هذه ترفع علم بنما ومتجهة من أحّد الموانئ السعودية إلى سنغافورة، وتحمل شحنة من الميثانول، وعلى متنها 21 بحارا أنقذتهم أيضا البحرية الإيرانية. وأعلنت إيران أنّها أرسلت طائرة مروحية إلى موقع السفينتين للتحقيق. بينما أشار الأسطول الخامس الأمريكي إلى أن «سفن البحرية الأمريكية منتشرة في المنطقة وتقدم المساعدة». وفي وقت لاحق، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تزامن «الهجومين» اللذين استهدفا ناقلتي النفط وزيارة شينزو آبي لطهران أمر «مثير للشبهات». وكتب جواد ظريف على «تويتر»، «هجومان على ناقلتي نفط مرتبطتين باليابان وقعا فيما كان رئيس الوزراء شينزو آبي يلتقي (المرشد الأعلى) آية الله خامنئي لإجراء محادثات مكثفة وودية. كلمة مثير للشبهات لا تكفي لوصف ما ظهر هذا الصباح». وتعرّضت أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نروجيّة وسفينة شحن إماراتيّة) الشهر الماضي لأضرار في «عمليّات تخريبيّة» قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز. واتّهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في زيارة قام بها إلى أبوظبي الشهر الماضي إيران بالوقوف وراء الهجوم، مشيرًا إلى استخدام «ألغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران». وقالت الإمارات العربيّة المتّحدة: إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير إلى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران. ونفت طهران تنفيذ أي هجمات. وقال البيت الأبيض في بيان: إن الولايات المتحدة ستواصل تقييم الموقف في بحر عمان في أعقاب الهجوم. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض: إنه تم إطلاع الرئيس دونالد ترامب «على الهجوم على الناقلتين في بحر عمان. الحكومة الأمريكية تقدم المساعدة وستواصل تقييم الموقف». فيما دعت الخارجية الروسية إلى عدم استخدام الحادثة للتحريض ضد إيران. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف القول: يجب تقييم العواقب السياسية وغيرها… لقد شهدنا مؤخرًا حملة مكثفة من الضغوط السياسية والنفسية والعسكرية على إيران. نود ألا تستخدم الأحداث المأساوية التي وقعت للتو، والتي هزت سوق النفط العالمية، للمزايدة وإثارة الموقف ضد إيران مستقبلا. وأكدت هيئة بحرية روسية إنقاذ 12 بحارا روسيا من إحدى الناقلتين. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن اتحاد البحارة الروس القول إنه تم إنقاذهم ونقلهم إلى البر، مؤكدة عدم وقوع أي إصابات بينهم. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أمس إلى تفادي «الاستفزازات» في المنطقة. وقالت المتحدثة باسمها «لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومسببة للتوتر وبالتالي تجدد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها لأقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز».