أخيرا تصاعد الدخان الأبيض من المفوضية الأوروبية قبل أن تبدأ القمة الأوروبية التي انعقدت الخميس الماضي في بروكسل. يومية دي برس النمساوية تناولت هذا الموضوع وكتبت أنَّ الاتفاق الجديد يشبه إلى حدٍ بعيد ذلك الذي توصلت إليه تيريزا ماي الرئيسة السابقة للحكومة البريطانية، التي استقالت تحت ضغط الشعبويين البريطانيين المناهضين لأوروبا الموحدة. تعتبر الجريدة النمساوية أنَّ أُطُرَ الاتفاق الجديد المُعلَن ليست مغايرة لما كانت قد توصلت إليه ماي، التي واجهت تهديدات مسرحية بخروج غير مشروط من الاتحاد الأوروبي. لا بدَّ هنا وأن يتساءل البعض عن السياسة التي اتبعها المحافظون المتشددون الذين نسفوا فيما مضى الاتفاق الذي توصلت إليه ماي، وجعلوها تستقيل، وها هم اليوم يوافقون على اتفاق لا يختلف كثيراً عن ذلك الذي رفضوه سابقاً. من دون شك، إنَّ شخصية بوريس جونسون لعبت دوراً أساسياً في كل القرارات التي اتُّخذت في الفترة الأخيرة. إنَّه سياسي ماهر جداً ويستطيع تسويق أفكاره بكل سهولة. هذه الشخصية السياسية استطاعت في هذه المرحلة أن تجعل الاتفاق يتكرَّس. لكن على الناس ألَّا تنسى أنَّ العديد من النواب المحافظين بات في حالة ملل من هذا المسلسل السياسي الطويل. الواضح الآن أنَّ رئيسة الوزراء السابقة تمت التضحية السياسية بها على مذبح الشعبويين والمناهضين لأوروبا الموحدة.