سألت صحف ألمانية عديدة عن مصير التحقيقات وقرار الإدانة في حملة حزب الديمقراطيين الأمريكيين التي تستهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتطالب بعزله، متهمة إياه بسوء استخدام صلاحياته وإعاقة عمل مجلس الشيوخ الأمريكي. تأتي محاولات إقرار قرار عزل الرئيس ترامب بعد شكوك بأنه دفع السلطات الأوكرانية باتجاه إجراء تحقيقات حول جو بايدن، وهو أحد مرشحي الديمقراطيين إلى الانتخابات التمهيدية الأولية التي تسبق الترشيح الحزبي الرسمي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وحول ابن هذا المرشح. تحت عنوان «غيمة سوداء فوق الحملة الانتخابية الديمقراطية» كتبت يومية سوديتش زيتونغ أنَّ الديمقراطيين باتوا مستعجلين للمباشرة بهذه العملية وإكمالها مهما كانت نتائجها. هنالك سببان لهذا الاستعجال: الأول هو دنو موعد الانتخابات الرئاسية والثاني يعود إلى أنَّ الديمقراطيين أخطأوا في حساباتهم لأنَّ الكشف عن تصرفات الرئيس اللاشرعية بنظرهم، لم يؤدّ إلى إنشاء جبهة أكثرية معارضة للرئيس. وقد رصَّ الجمهوريون صفوفهم الداعمة لزعيمهم من دون قيد أو شرط. الآن وجد الديمقراطيون أنفسهم وقد ظللتهم غيمة سوداء وجعلت حملتهم الانتخابية تُصاب بالعتمة لا بل بنوع من التعتيم. ها هم اليوم يستعجلون إزاحة هذه الغيمة السوداء عن حملتهم، كي يُظهِروا للناخبين بأنهم غير متعطشين للانتقام من الرئيس. ولأجل أن يبرهنوا عن ذلك، ها هم واقعون في مفارقة هي في الواقع تلك المتعلقة بموقف الموافقة على الاتفاق التجاري مع كندا والمكسيك، وها هم بنتيجة ذلك يمنحون الرئيس ترامب نصرا سياسيا في حين كانوا يرددون بأنَّه يشكل خطرًا على الولايات المتحدة إلى حد استحقاق العزل.