إنها حالة طوارئ صحية عامة عالمية المدى. هذا ما أعلنته مراراً منظمة الصحة العالمية وهي تشير إلى ارتفاع عدد ضحايا المصابين بفيروس كورونا. جريدة لا ريبوبليكا الإيطالية طلبت من كل دول الاتحاد الأوروبي بقطاعاتها الرسمية والاجتماعية والإنسانية، أن تكون على مستوى عالٍ من المسؤولية وأن تعتبر أن مهمتها تعاضدية بامتياز مع السلطات الصحية الصينية، لأن المؤسسات الرسمية الكبرى للاتحاد الأوروبي تبدو وكأنها في حالة «عدم مزاولة». كان من المفترض أن تقوم بروكسل بكل الاستعدادات الطارئة لمواجهة كل الاحتمالات. عوضاً عن ذلك ها هي تجيّر الموضوع لكل دولة من دول الاتحاد بصورة إفرادية، كي تقوم بما تراه مناسباً، على الرغم من أن التحدّي له مستوى عالمي. صحيح أن السياسات الصحية، كما التربوية، مناطة بالسلطات المركزية في كل دولة من دول الاتحاد الذي لا يمكنه أبداً التدخل للتنسيق فيما بينها، لكن من المؤسف أن تُلغي شركات طيران رحلاتها إلى الصين من دون أي تنسيق أو مشاورات بين بعضها البعض على المستوى الأوروبي. هذا الأمر يشوّه صورة أوروبا من ناحية الحق المكرَّس في المعاهدات الأوروبية، ألا وهو الحق بحرية التنقل.