في مستهل الأسبوع الماضي، وعلى مدى يومين متتاليين، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة إلى بولندا، هي الأولى له مذ تسلم الحكم في العام 2017. أثناء هذه الزيارة التاريخية إلى بولندا، قابلَ الرئيسُ الفرنسيُ نظيرَه البولندي اندريه دودا ورئيسَ الوزراء البولندي ماتيوش ماروفيسكي، وألقى الرئيسُ الفرنسي خطاباً أمام جمهورٍ كبيرٍ من الطلاب تجمَّعوا في كراكوفيا يوم الثلاثاء في الرابع من فبراير 2020. هدف الزيارة بالفعل، هو تحسين العلاقات السياسية والديبلوماسية والتجارية بين البلدين، بخاصة وأنَّ بولندا هي الدولة الكبرى في الشرق الأوروبي، وتوجد بينها و بين فرنسا خلافات في وجهات النظر بالنسبة لمسائل حماية البيئة ومكافحة التغيُّر المناخي. كما توجد خلافات جوهرية بين البلدين بالنسبة لمفهوم دولة القانون، وسياسة اللجوء والهجرة. يومية بوليتيك البولندية اعتبرت أن هذه الزيارة تعني شيئاً واحداً: ها هو الرئيس الفرنسي يعترف بأهمية بولندا. الزيارة هذه تشبه فعل الندامة. لقد تجنَّب الرئيس الفرنسي بولندا في السابق، لا بل تجاهل هذا البلد الثابت اقتصادياً والمستمر بالنمو والاستقرار. في فترة سابقة طالب فيه الرئيس الفرنسي بعزل بولندا عن المجموعة الأوروبية من خلال مقاطعة حكومتها اليمينية المحافظة. يبدو اليوم أنَّ الرئيس الفرنسي استوعب أنَّ بولندا أساسية وضرورية في مسيرة ازدهار باقي دول الاتحاد، وفي مسيرة رفع مستوى التأثير الأوروبي في العالم.