الفيضانات تغرق بريطانيا وجونسون متهم بالتجاهل
الاثنين / 29 / جمادى الآخرة / 1441 هـ - 23:00 - الاثنين 24 فبراير 2020 23:00
تواجه أجزاء كبيرة من بريطانيا أيامًا من الاضطرابات بعد أن تسببت واحدة من أسوأ العواصف الشتوية التي اجتاحت البلاد في الآونة الأخيرة، في عدد غير مسبوق من تحذيرات الفيضانات، وتركت العديد من المنازل قدرت بحوالي 1400 منزل غارقة تحت الماء بسبب هطول الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة «دينيس» وهبوب رياح قوية على معظم أنحاء بريطانيا . صحيفة «الجارديان» نشرت تقريرا كتبه جوش هوليداي من شمال إنجلترا ذكر فيه ان الأرقام الرسمية الحكومية كشفت أن واحداً من بين كل 10 منازل جديدة في إنجلترا التي تم بناؤها منذ عام 2013 قد بنيت على الأرض الأكثر تعرضًا لخطر الفيضانات.
ووفقا لتحليل الصحيفة للبيانات الحكومية فإن عدد العقارات المبنية سنويا في هذه المناطق عالية الخطورة ارتفع بأكثر من الضعف في السنوات الأخيرة، فهناك الآن اكثر من 84000 منزل جديد معرضة للخطر تم بناؤها منذ عام 2013. وهذا سيترك عشرات الآلاف من الناس يتعرضون لخطر العواصف الشتوية، مع توقع هطول أمطار لمدة شهر آخر في بعض الأماكن.
وحذر الخبراء من أن السكان يتعرضون لمخاطر الفيضان بسبب الضغط على السلطات المحلية لبناء الآلاف من المنازل الجديدة لتغطية احتياجات السكان دون مراعاة مخاطر الفيضان المحلية. وقد وعدت الحكومة ببناء 300 ألف منزل جديد سنويًا بحلول منتصف عام 2020 للمساعدة في حل النقص المزمن في الإسكان في المملكة المتحدة.
وتشير بيانات وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية إلى أن عدد المنازل الجديدة المبنية على الأراضي المعرضة لأكبر خطر للفيضانات قد ارتفع من 9500 في عام 2013 إلى 20.000 في الفترة 2017-18، بعد أن بلغت ذروتها حوالي 24000 العام الماضي.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور روبرت ويلبي، من جامعة لوبورو قوله: «إنه يتعين على الحكومة مراجعة هدف بناء المنازل في ضوء المخاطر المتزايدة الناجمة عن الفيضانات» وأضاف: «إننا نضاعف المخاطر الحالية من خلال الاستمرار في البناء على سهول الفيضان. كلما زاد تعبيدنا للمناطق الطبيعية كلما زاد من سهولة نقل المياه عبر الأرض ودخول الأنهار».
وذكرت الصحيفة ان التحذيرات باللون الأصفر من الطقس والأمطار غطت جميع أنحاء ويلز وغرب اسكتلندا وشمال غرب انجلترا. كما غطى نحو 140 تحذيرا من الفيضانات أنحاء المملكة المتحدة، بما فيها ستة تحذيرات شديدة. ومن بين المناطق الأكثر تضررا «جنوب ويلز وهيرفوردشاير، ورشسترشاير، وشروبشاير».
ومن جانبها واصلت صحيفة «ديلي ميرور»، ولأربع أيام متوالية نشر تقارير عن الفيضانات الغزيرة التي اجتاحت المملكة المتحدة عقب إعصاري سيارا ودينس، وقد اختارت في احد تقاريرها نشر صورة لرجل يتجول في مياه الفيضان في بلدة مونماوث لإنقاذ امرأة متجمدة محاصرة في سيارتها المغمورة في مياه الفيضان لمدة 12 ساعة.
وأبرزت الصحيفة في احد تقاريرها غضب السكان المتضررين من الفيضانات من المساعدات الحكومية «الزهيدة»، حيث ذكرت أن سكان المجتمعات المنكوبة بالفيضانات انتقدوا خطط الحكومة منحهم 500 جنيه استرليني فقط مساعدات للمتضررين، ووصفوها بأنها «مبلغ ضئيل» قياسا بالخسائر المدمرة.
كما تعرض رئيس الوزراء بوريس جونسون للانتقادات بسبب إخفاقه في زيارة البلدات والقرى المنكوبة، على الرغم من التحذيرات من هطول أمطار غزيرة.