بعد 25 عاما على صدور «نهاية التاريخ».. دفاع عن فرانسيس فوكوياما آخر الضحكات الجوفاء
الاثنين / 5 / رجب / 1438 هـ - 18:28 - الاثنين 3 أبريل 2017 18:28
بول ساجار -
ترجمة أحمد شافعي -
يشهد هذا العام مرور خمسة وعشرين عاما على صدور «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» لفرانسيس فوكوياما (1992). الكتاب الذي نادرا ما يقرأ، وكثيرا ما يدان، فهو ربما أكثر الكتب في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية تأذيا، وتعرُّضا للرفض الجائر، ولسوء الفهم. وذلك أمر يؤسف له، لسبب واحد على الأقل: هو أن فوكوياما ربما يكون قد أجاد أكثر من أي شخص سواه في التنبؤ بالاضطراب السياسي الذي أحاق بالديمقراطيات الغربية في 2016، من خروج بريطانيا [من الاتحاد الأوربي] إلى ترامب، إلى الاستفتاء الإيطالي.
ويجدر بهذا أن يبدو مدهشا. فاسم فوكوياما ظل منذ أكثر من عقدين مرادفا للقول بالانتصارية الغربية Western triumphalism. والافتراض الشائع بين الناس أن فوكوياما قد زعم بأن انهيار الأنظمة الشيوعية في أوربا الشرقية وانتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة يعنيان أفضلية لا لبس فيها للديمقراطية الرأسمالية بوصفها أشكل التنظيم السياسي الإنساني الممكنة. ومن ثم فقد كان كتابه «نهاية التاريخ» في نظر منتقديه- من اليمين في بعض الأحيان ومن اليسار بصفة خاصة- هو تبرير متقنع بالثقافة للأيديولوجية الرأسمالية اللبرالية المغالية التي تجلت أفدح آياتها في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الكارثية. فهم منتقدو فوكوياما عنوانه الفرعي- أي «نهاية التاريخ»- بوصفه برهانا على سعيه إلى إضفاء الشرعية على غطرسة المحافظين الجدد، وإلباسه عباءة الحتمية لأيديولجية فاسدة.
وسرعان ما أعقب العجرفة (كما يقول الرأي الشائع) لعنات أخرى: وأظهرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر وكارثة حرب العراق خطأ كل من يقول بالرؤية الانتصارية للنظام العالمي الرأسمالي اللبرالي. وكان جزاء فوكوياما عن ذلك نقدا ثقيلا. فكان فرانسيس وين نمطيا تماما في «كيف غزا مامبو جامبو العالم» (2004) حينما اتهم فوكوياما بأنه يسوِّق shill لمصالح المحافظين الجدد. وردَّا على سؤال حول كيفية تقدم شخص على أترابه بطرحه إحدى أسوأ النبوءات في العلوم الاجتماعية؟ جاء رد وين لاذعا إلى أقصى حد إذ قال «إذا كنت ستخطئ، فلتخطئ على أصخب نحو ممكن» وزعم أن فوكوياما «عرف كيف يدغدغ الذائقة الفاترة لدى الطبقات الثرثارة، ولعب على ذلك لتحقيق مكتسبات شخصية».
غير أن هذا كله غير صحيح. وابتداءً أقول إن خطأ جسيما يكمن في تلك القراءة التي ترى في كتاب «نهاية التاريخ» نوعا من الانتصارية، ناهيكم عن أن يدحضها لاحقا صعود الإسلام الراديكالي أو تعثر الديمقراطيات الرأسمالية بعد 2008 [وما شهدته من أزمة مالية عالمية]. كما أن في ذلك غبنا عميقا لفوكوياما نفسه. فعلى الرغم من كونه مثقفا عاما لا أكاديميا تقليديا، فقد أظهر كتابه سيء السمعة سعة اطلاع وعمق معرفة، واجتمع فيه الطموح والخيلاء، على نحو لم يتهيأ الاقتراب منه إلا لقليل من الأكاديميين. وربما يكون قد أخطأ، لكنه لم يكن مطلقا ذلك الغرّ الذي صوَّره النقاد.
***
ولكي نرى ذلك على نحو أفضل، يجدر بنا أن نبسط الحجة الفعلية في نهاية التاريخ. ابتداء، فوكوياما لم يشر قط إلا أن الأحداث سوف تكف بطريقة ما عن الحدوث. فشأن أي شخص عاقل، كان يعتقد أن التاريخ (بمعناه البسيط: أي ما يقع من أحداث)، واستمرار الأحداث العادية السببية، سيستمر كدأبه. فتجرى الانتخابات، وتنتهي المباريات الرياضية بالفوز وبالهزيمة، وتنشب الحروب وما إلى ذلك. لكن سؤال فوكوياما المثير كان يتعلق بـ التاريخ (أي المسار المتماسك للتطور الذي يأخذ في الحسبان تجربة جميع الشعوب معا)، بالمصطلح الذي ينتقي ـ في رأيه ـ جملة من الأمور المتعلقة بالبنية العميقة للوجود الاجتماعي الإنساني.
وفي ما يتعلق بـ التاريخ، طرح فوكوياما فرضية معقدة عن كيفية استعراض القوى المتعارضة أنفسها داخل التطور الاجتماعي. وهو هنا يستلهم أعمال الفيلسوف الألماني هيجل من خلال تأويلات اللاجئ الروسي ألكسندر كوجيفي Alexandre Kojève. اقترح هيجل (وكوجيفي) أن التاريخ عملية تتجلى فيها تناقضات تنظيم المجتمعات إذ تتغلب أخيرا على الصراع، وتنتقل إلى مستوى أرفع من الاندماج تتلاشى عنده التناقضات السابقة بعد أن تُحَلَّ التعارضات الكامنة. وأشهر الحالات لمثل هذه الرؤية «الديالكتيكية» هي حالة كارل ماركس (وجاءت هي الأخرى بتأثير من هيجل)، إذ قال إن البرجوازية والبروليتاريا سيتجاوزان في نهاية المطاف تعارضهما المتنمِّر عبر فترة الثورة على الرأسمالية، ويمضيان إلى تناغم الشيوعية.
جوهر التاريخ ـ بالنسبة لفوكوياما ـ هو فهم التطور الإنساني بوصفه تقدما منطقيا (أو عملا ديالكتيكيا ناجما عن التناقضات) يولِّد سردية كبرى للتقدم ومن خلال هذه السردية يبدو أن كل خطوة إلى الأمام تحوّل العالم إلى مكان أكثر عقلانية. وبالنسبة لفوكوياما، كان تطور الإنسانية القائم منذ أمد بعيد مكشوفا بوضوح: منذ العصور المظلمة إلى عصر النهضة ثم عصر التنوير الحاسم باختراعه العلمانية والمساواة والتنظيم الاجتماعي العقلاني وتعبيده الطريق في الأوان المناسب للرأسمالية اللبرالية الديمقراطية. كان ذلك هو المنحنى التراكمي ـ ومن ثم المنحنى الصاعد ـ للتطور البشري.
صرف فوكوياما النظر عن ميتافيزيقا هيجل غير العقلانية، مثلما صرف النظر عن فكرة ماركس المتعلقة بـ»المادية الديالكتيكية» بوصفها المحرك المقترح للمركَّب التاريخي. واقترح بدلا منهما [أي ميتافيزيقا هيجل ومادية ماركس الجدلية] منهج العلم الحديث مقترنا بالتقدم التكنولوجي بجانب رأسمالية السوق كقالب لمعالجة المعلومات بهدف تخصيص الموارد، وقد يفسر كيفية تمكّن الإنسانية ونجاحها في التطور ـ باضطراب لكن بإصرار ـ في مسار صاعد من التقدم الحضاري. غير أن الخلاصة هي أننا الآن وصلنا إلى أبعد غاية يمكن الوصول إليها. فقد كانت الرأسمالية الديمقراطية اللبرالية هي المرحلة الأخيرة في المركَّب التاريخي: وما كان بالإمكان تحقيق أي شكل آخر للمجتمع يكون أقل انطواء على التناقضات. فمهما كان عوار الديمقراطية اللبرالية، تبقى أفضل ما يمكننا الوصول إليه. فـالتاريخ انتهى، وبتنا نعيش في ما بعد التاريخ. كان ذلك هو المقصود من قول فوكوياما سيء السمعة إن التاريخ قد «انتهى».
مؤكد أن كثيرا من النقاد يرون نظرية فوكوياما غير قابلة للتصديق شأن ميتافيزيقا هيجل أو مادية ماركس. وقوله إن الرأسمالية الديمقراطية اللبرالية الغربية تمثل نقطة النهاية اللازمة في التاريخ الكبير الخاص بالوجود الإنساني- بمعنى أنه ليس من الممكن تحقيق مجتمع أشهى من الولايات المتحدة في تسعينيات القرن العشرين- لا يبدو ذلك للكثيرين بعيدا عن قول هيجل سيئ السمعة أيضا بأن نهاية التاريخ تمثلت في الدولة البروسية في القرن التاسع عشر (وهي الدولة التي يتصادف أنها كانت تدفع له راتبه).
لكن قابلية هيجلية فوكوياما الجديدة للتصديق أو انعدام قابليتها للتصديق ليسا الجانب الأكثر إثارة في هذا الطرح. فعلى مدار تحليله، أصر فوكوياما على مركزية الـ تيموس thymos (وهي كلمة إغريقة تعني روح الحياة) أو الاعتراف للنفس البشرية: وذلك ما أسماه توماس هوبيز بالعزة، وجان جاك روسو بحب الذات amour propre. وهذا يشير إلى احتياج المرء إلى أن يكون موضع إعجاب واحترام من غيره، وإلى تأكيد هذا الاعتراف علنياـ وإلى اغتصابه بالقوة ـ لو لزم الأمر. رأى فوكوياما أن التنافس والجوع إلى الاعتراف سوف يبقيان أصيلين في نفوس بعض البشر على الدوام. ومن ثم فسوف يبقى البعض دائما يتنافسون أيهم الأفضل، وسيبقى البعض يحتقرونهم لهذا السبب، والعكس بالعكس. ومن شأن هذا أن يسفر عن كثير من الاضطرابات. فالبشر يطلبون الاحترام، فإن شعروا أنهم لا يجدونه، تراهم يحطمون الأشياء- والناس- ردًّا على ذلك.
تلك هي سمة النفس البشرية التي- في ما قال فوكوياما- تضمن على الرغم من وصولنا إلى نهاية التاريخ أن تلك النهاية لا تنطوي على أي انتصارية. وعجز البشر عن الإتيان بما هو خير من الديمقراطية الرأسمالية اللبرالية أي انعدام قدرتهم على التقدم نحو مجتمع أقل احتواء للصراعات والتناقضات- لا يعني أن يبقى البشر المتنافسين الجامحين من أبناء هذه المجتمعات ساكنين قانعين بما هم فيه. فالحداثة الرأسمالية المتأخرة قد تكون أعلى ذرى الحضارة التي يمكننا بلوغها لأنها الأحوى على القدر الأقل من التناقضات. ولكن ثمة سببا وجيها للشك في أن من شأننا أن ننزلق عن هذه القمة رجوعا إلى التاريخ بل إلى هوة أدنى من ذلك.
هذا لأن فوكوياما رأى أن البشر لم يظهروا التيموس وحسب، بل وأظهروا ما أطلق عليه الميجالوتيميا megalothymia، وهي رغبة تتجاوز التطلع إلى الاحترام والاعتراف المتناسب، إلى الرغبة في السيطرة غير المتناسبة على الآخرين سيطرة هائلة ظاهرة سافرة. وليست الميجالوتيميا بأية حال شيئا كريها دائما: فهي التي أفضت بالبشر إلى بناء الكاتدرائيات وإنجاز الأعمال الفنية العظيمة وتأسيس الإمبراطوريات والحركات السياسية، وهي التي بصفة عامة دفعت التاريخ في اتجاه التقدم إلى الأمام. لكنها إن لم تُسيَّر في قنوات لتلائم غايات محددة فقد تتحول بسرعة إلى شر، وتجد لنفسها منفذا في الهيمنة على الآخرين وقمعهم.
ورأى فوكوياما أن الملفت في الديمقراطية الرأسمالية اللبرالية هو أنها استطاعت أن تضع غطاء يكبح أشد تجليات الميجالوتيميا تدميرا، بتشجيع المواطنين على توجيه هذه الطاقات إلى تجليات غير ضارة اجتماعية من قبيل تسلق الجبال والرياضات التنافسية. وهو ما قد يبدو أشبه بنتيجة لطيفة. لولا أن فوكوياما رأى أن ثمة استجابة دموية لهذه النزعة لم تر الأخطار الخفية الكامنة في نهاية التاريخ.
***
الجزء الثاني من عنوان فوكوياما الفرعي، وهو الإنسان الأخير، يمثل إشارة مباشرة إلى فكرة فريدريتش نيتشه التي ذهب فيها إلى أنه برغم أن المجتمع الحديث بتركيزه على الحقيقة والشفافية قد «قتل الإله» (كان مستقبل السياسات الغربية هو المساواة والعلمانية) فإنه لم يجد ما يُحلُّه محله [أي محل الإله]. وتصبح الأغلبية الكاسحة من البشر في هذه الحالة كائنات صغيرة العقول، ذاهلة، مثيرة للشفقة، لا تملك سبيلا إلى بلوغ العظمة، ولا سبيل لديها إلا إلى مراكمة الملذات الوضيعة والمتع المبذولة في عالم مادي مهووس بذاته. أي أنه إذا انعدمت الميجالوتيميا من الحياة الإنسانية، تنعدم معها العظمة. ولا يبقى من شيء إلا التفاهة والوضاعة.
جمع فوكوياما بين فكرة نيتشه عن الإنسان الأخير وتشخيصه هو للذات الإنسانية الكامنة. وخلص إلى أن مظهر المجتمع الغربي ما بعد التاريخي لم يكن جيدا. وبدا له أنه من الممكن أن يغرق إنسان نهاية التاريخ الأخيرُ في رضا همجي بالملذات المادية، شأن الكلاب المستلقية في شمس الأصيل (وهذا ما تنبأ به كوجيفي). ولكن هذا قد يمضي أيضا في الطريق المعاكس. فقد كانت الفرص جميعا سانحة لأن يشعر الإنسان الأخير بالسخط العميق على ارتياحه ورفاهيته غير المسبوقين تاريخيا لعجزهما عن إشباع ما لديه من ميجالوتيميا. ولو مضى الإنسان الأخير في هذا الطريق، فسوف يضجر مما أطلق عليه فوكوياما «العبودية بلا سيد، أي حياة الاستهلاك العقلاني». إن من شأن انتشار قيم المساواة التي مضت بالتوازي مع السياسات الديمقراطية العلمانية أن تفتح فضاءات للاستياء البالغ ـ لا سيما الذي نفترض الآن وجوده بين أولئك الذين فقدوا أماكنهم التاريخية على قمة الهيراركيات الاجتماعية، وشعروا أنهم قد سُلبوا الاعتراف الذي كانوا ينعمون به. (ألا يبدو ذلك مألوفا لكم؟)
تنبأ فوكوياما بأن هذا الانزعاج والاستياء سوف يحتاج في نهاية المطاف إلى منفذ سياسي، وأنه سيظهر حينما يظهر فيكون مدمرا. غير أن اليسار المناهض للرأسمالية جاء متدفقا مدمِّرا. باتت الشيوعية الآن خدعة وشاع عنه فشلها، وما لبشر ما بعد التاريخ المدفوعين بالميجالوتيميا شأن بمزاعمها المتعلقة بالمساواة، أو أشكال الواقع الاستبدادي السافرة التي تحققها. ويكمن الخطر الأكبر على استقرار المجتمعات الرأسمالية اللبرالية في ظهور رجال أقوياء ديماجوجيين من اليمين الفاشي، فيعملون على تغذية المصالح الذاتية الضيقة والسخط الشعبي، مستغلين الدوافع البشرية إلى السيادة والسيطرة التي لا أمل لملذات الرأسمالية الاستهلاكية الجوفاء في إشباعها.
ها هنا كان فوكوياما ينظر فيرى مستقبلا لم يزل بعيدا عن الحاضر (وإن كان محتملا أننا نخطو خطواتنا الأولى في طريقنا إليه). وكان تحذيره جادا من أنه لو عاش الأفراد المتعطشون أكثر مما ينبغي إلى الاعتراف في عالم «يتسم بالسلام والرخاء والديمقراطية، فسوف يحاربون السلام والرخاء، وسوف يحاربون الديمقراطية». والأكثر إدهاشا أن «الفكر الحديث لا يضع حواجز دون حرب عدمية على الديمقراطية اللبرالية يشنها في المستقبل من نشأوا في أحضانها».
مؤكد أن تلك لم تكن انتصارية. من المؤكد أن رؤية فوكوياما لكيفية انحلال التاريخ لا تنبئ بالديناميات التفصيلية التي شهدتها سنة 2016 المرهقة، أو تنبئ بسياسات ما بعد 11/9 بصفة عامة. (وهو لا يقول الكثير عن علاقة الصين بالسيطرة الأمريكية على سبيل المثال، بينما يظهر الكثير من هواجس مطلع تسعينيات القرن الماضي المتعلقة باليابان). وبرغم ذلك فلعل له الحق في الزعم أكثر من أي شخص عداه بأنه رأى اضطرابات 2016 آتية، ورأى ما قد تأخذنا إليه الأحداث الجارية خلال هذه السنة الدراماتيكية. وفي حين أن مداخلاته العلنية الأخيرة لم ترجع صراخة إلى ثيماته في أوائل التسعينيات، إذ يؤكد بدلا من ذلك على صعود الطبقة من خلال الهويات القومية والفرص التعليمية، يبقى فوكوياما الأحق من كل منتقديه الزاعقين بالضحكة الأخيرة الجوفاء.
وأمر أخير. في وصفه ثقافة النجومية الضحلة، والخواء الجوهري، لدى الإنسان الأخير، كان في ذهن فوكوياما نموذج محدد. فقد ذهب إلى نفس الفرد ليضرب به المثل عندما بحث عن نمط للميجالوتيميا، فلا يكون هذا الشخص إلا «مقاولا مثل دونالد ترامب». لم يتنبأ فوكوياما بأن يكون هذا الفرد بالذات هو الذي يخرج من وسط حطام ملذات نهاية التاريخ، ليقلب يقينيات عالم ما بعد التاريخ رأسا على عقب. ولكنه كان أقرب إلى ذلك من الأكثرية.
كاتب المقال هو كبير الباحثين في السياسة والشؤون الدولية في كلية كينج في جامعة كمبريدج
نشر المقال في مجلة آيون