ميدل إيست اي البريطانية: نظام الأفلاج في عُمان يعكس الاستقرار في المجتمع
السبت / 16 / شعبان / 1438 هـ - 20:31 - السبت 13 مايو 2017 20:31
لندن- العمانية: قالت صحيفة «ميدل ايست اي» البريطانية الإلكترونية التي تبث من لندن إن نظام الأفلاج في عُمان منذ آلاف السنين هو أكثر من مجرد بنية بسيطة لري الأراضي الزراعية.
وبينت الصحيفة في تقرير نشرته أن نظام الأفلاج يوفر الاستقرار والعدالة والمساواة في المجتمع وما فتئت حكومة السلطنة تبذل جهودها لإصدار تشريعات لحماية الأفلاج المتبقية التي يعتمد عليها المزارعون للري مع رفع الوعي بأهمية تلك الأفلاج.
وأضاف التقرير أنه غالبًا ما تستثمر العوائد المالية لنظام الأفلاج في المجتمع المحلي من أجل الحفاظ على مساجد القرى والمدارس ومساعدة الأسر الفقيرة والأيتام مشيرًا الى أن الدلائل الأثرية تشير الى أن بعض الأفلاج في السلطنة تم حفرها منذ 2500 عام قبل الميلاد من أجل ري الأراضي الزراعية الجبلية.
وأكد أن المياه هو مورد ثمين في السلطنة مبينًا أنه ومن أجل إدارة إمدادات المياه أنشأ العمانيون نظام الأفلاج للري فباستخدام الجاذبية تنقل القنوات المياه الجوفية في الجبال لتتدفق في مزارع القرية لري الأرض وتمتد هذه القنوات في كثير من الأحيان لمسافة كيلومترات كثيرة. وقال التقرير إن هذا المورد الثمين يستخدم أيضًا لأغراض الشرب والعمل المنزلي وأنه مع جدول زمني صارم لتوزيع المياه تستخدم الخرق القديمة لفتح القنوات وإغلاقها.
ونقلت الصحيفة عن عبد الله الغافري مدير وحدة أبحاث الأفلاج في جامعة نزوى قوله إن أكثر من 30 بالمائة من الأفلاج في عُمان جفت الآن وأن الأجيال الجديدة ليست لديها مصلحة لتعلم التقنيات التقليدية بينما يشكل التحضر تهديدًا رئيسيًا آخر حيث إن حصة الأراضي المستخدمة للزراعة آخذة في التقلص.
ووضح أن المشكلة الرئيسية تكمن في فقدان الأشخاص ذوي الخبرة وكثير من كبار السن الذين لم يتم توثيق معرفتهم سيما بعد وفاة العديد من رجال القبائل المحليين الذين أداروا أفلاجا بالفعل وأخذ معهم أسرار هذا النظام للري.
وأشارت الصحيفة الى أنه في عام 2006 اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بخمسة أفلاج عمانية ضمن مواقع التراث العالمي. وذكرت أنه وعلى مدى عدة قرون تم حساب وقت الري لكل مزرعة باستخدام الشمس والنجوم قائلة إنه حاليًا يتذكر المزارعون آباءهم حينما كانوا يخبرونهم بأن موعد الري قد حان باستخدام النجوم بينما الساعات التي كانت باهظة الثمن آنذاك لم تكن تعطى ألا للوكيل والمسؤولين عن الإدارة العامة للأفلاج أي مسؤولون عن توزيع المياه ورسوم استخدامها وميزانية الأفلاج وحل النزاعات المتعلقة بالماء بين المزارعين وحالات الطوارئ والقرارات الأخرى المتعلقة بالأفلاج. وأشارت صحيفة «ميدل ايست اي» البريطانية الإلكترونية الى أنه كان يمكن للمزارع شراء حقه في الحصول على الري بنظام الساعات بينما يمكن للمزارعين الذين لم يستخدموا نصيبهم من المياه أن يبيعوها بعد ذلك وأن نظام الأفلاج استمر من قبل المواطنين دون أي تدخل من الحكومة لعدة قرون وفي حالة نشوب خلاف يمكن للوكيل أن يشتكي الأمر لشيخ القبيلة وإذا لم يتمكن الشيخ من حل المشكلة فإن الوكيل أو المالكين سيطلبون لجنة تدقيق للتحقيق وتتكون هذه اللجنة عادة من 3 أو 4 أمناء من القرية.